الرئيسية / مقالات / العبادي والمفترق

العبادي والمفترق

السيمر / الأربعاء 06 . 12 . 2017

حسن حاتم المذكور

1 ـــ العبادي وهو على كامل استعداداته الأنتخابية, يقف عند مفترق طريقين, على ايهما سيسير, على الطريق الوطني ام الأسلاموي؟؟, اذا وقع اختياره على الطريق الوطني, سنذكره بقلقنا وهو ابن المؤسسة الدينية وواحد من بيضات حزب الدعوة الأسلامي, يبقى خيارنا ان ننتظر الأنعطافة الموجعة التي انتهى بنا اليها من سبقه من ذات المؤسسة والحزب, ومثلما لا يمكن جمع الشتاء والصيف على سطح واحد وفي موسم واحد, لا يمكن جمع الوطنية والأسلاموية في شخص او نظام واحد, انه المستحيل الذي لا تخترقه المعجزات.
2 ـــ لا ننكر عليه بعض الأنجازات الوطنية الأخيرة, خاصة ما يتعلق بأنتصارات القوات الأمنية على ارهابيي داعش والأجراءات الرادعة لأيقاف الأنفلات القومي لمسعود البرزاني عبر استرجاع محافظة كركوك والمتنازع عليها من قبضته ومسح حدود الدم والى الأبد, الى جانب ترتيق هيبة الدولة العراقية واعادة بعض التوازن في علاقات العراق مع جيرانه والعالم, تلك الخطوات الوطنية اظهرت ملامح ايجابية في الأنسجام والتلاحم المصيري بين مكونات المجتمع العراقي.
3 ـــ لا تتوهم شيء آخر وانت سيد العارفين بأحوال رفاق جهادكم, انانيون مزاجيون منغلقون على اسوأ ما فيهم, يحللون الحرام ويحرمون الحلال, مؤدلجون في ذاتهم لذاتهم, يكسرون اضلاع بعضهم على صخرة الجهاد المقدس, ما كنا نعرفهم ولا نفهم ماكانوا عليه, قبل عام 2003, سلخهم الأمريكان ـــ احزاب وتحالفاات ـــ عن جلد فضائحهم, احتاج الأمر اكثرمن (14) عاماً حتى تأكدنا من غايات ووسائل مدمرة كانوا منغلقين عليها, كل شيء يمكن ان يكونوا الا وطنيين (فلا) والطبع يغلب التطبع, الوطنية “طريق موحش” وهي كفر والوطنيين اخطر الأعداء في قاموسهم, خبرتهم عالية في الأحتيال على بسطاء الناس وسرقة ثقتهم والتعامل بأصواتهم كمسروقات.
4 ـــ جربنا يا صديقنا جربنا, فلم نجد بين اغلبيتكم ولا اقليتكم من هو وطني نزيه كفؤ صادق بما يصرح به او يوعد, لا تصلحون لشيء سوى الأستحواذ على حصة الأسد من دسم السلطات والثروات ثم الأرتخاء في مأمن التبعية, لا تستحقون ثقة المواطن وصوته, انك الآن على مفترق الطريقين, كن ابناً لأمهات الضحايا واتخذ قرارك على طريق الوطنية عاجلاً, ستجد عليه شعب يحميك ويفتديك ويخلد اسمك في متحف الذاكرة ويقال عنك الجميل, وأن كان الأمر صعب عليك, فأجلس على التل سلبياً تراقب مجزرة القيم والأخلاق والهوية, وهذا اضعف الأيمان.
5 ـــ لا تحاول ان تمسك الرمانتين في كف واحدة والعصى من وسطها, ولا تتعب نفسك في اللعب على الحبلين والمراوحة بين الطريقين, فأما ان تحسم امرك على الطريق الوطني, حينها سيحالفك الحظ والعراقيون, واما ان تسير على الطريق المؤدلج لحزبك (الأسلامي), فتجف منابع الأنجازات ويتعفن ما انجز منها ويبتلعك الرفاق و “تيتي … تيتي”
هنا فقط نتمنى ونعاني فقر الثقة بمجاهدين يعانون فقر المصداقية.

اترك تعليقاً