السيمر / الأربعاء 21 . 02 . 2018
صالح الطائي
(هي ليست دعوة إلى الثورة، بل دعوة إلى الصحوة)
هناك رواية مشهورة لم ترد في مصدر معتبر، ولا أصل لها في كتابٍ مسندٍ، أو رواية تاريخية، وكل الذين رددوها عبر التاريخ، عجزوا عن إسنادها، جاء فيها: أن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب (رض)، قال يوما في خطبة ألقاها على مسامع المسلمين في أيام خلافته: “أيها الناس من رأى منكم فيَّ اعوجاجاً فليقومه”.
فقام إليه رجل من عامة الناس، وقال: “والله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا”!
فقال عمر: “الحمد لله الذي جعل في هذه الأمة من يقوم اعوجاج عمر بسيفه”.
وبغض النظر عن صحة هذا الواقعة من عدمه، فإن مجرد وجود مثل هذا الأثر في تراثنا، يطرح أمرا غاية في الأهمية؛ وهو أنه يحق للمواطن الحر صاحب الحق الذي لا يجد وسيلة أخرى تضمن له استرداد حقوقه؛ أن يستخدم القوة المفرطة لينتزع عن طريقها وبواسطتها حقه مهما كانت صفة الحاكم، سواء كان سنيا أم شيعيا أم علمانيا، وأنه متى ما وضع هذه الحسابات الفئوية في باله يفقد حقه وحريته.
كما ويعني وجود مثل هذا الأثر في تراثنا أننا وللأسف الشديد:
لم نحفظ شيئا مما تركه الأمس لنا.
ولن ننجز شيئا سيحفظه الغد لنا.
مع أننا أضعنا حاضرنا، بعد ان رضينا بالظلم منذ عام 1963 ولغاية هذه اللحظة دون مسوغ شرعي أو وجه حق.
وعليه لن تستقيم أمورنا، وسيبقى الفاسدون يحكموننا؛ لأننا نكره التقويم أو لا نجيده!.