السيمر / الثلاثاء 27 . 02 . 2018 — تزايدت التحذيرات البرلمانية للحكومة حول قضية تسليم السجناء السعوديين الى بلادهم بدعوى محاكمتهم, كونه استخفافاً بدماء الشهداء الذين قتلوا على يد العصابات الإرهابية .
فهناك تهافت حكومي وسياسي على تطبيع العلاقات مع السعودية، متناسين دورها في دعم الإرهاب ومحاولاتها أطالت الحرب واستنزاف موارد العراق المالية.
وتعمل الرياض ضمن المخطط الأمريكي الصهيوني الساعي الى تحييد الحشد الشعبي وإلغاء دوره، كونه يشكل عقبة أمام مشاريعهم التآمرية لتقسيم العراق.
ويمتلك العراق اتفاقات ثنائية لتبادل المحكومين مع الرياض وليس الموقوفين او المدانين بالإعدام، لأن القانون الدولي يمنع ذلك، كما لا يجوز مبادلة المتهمين بجرائم الإرهاب بمتهمين آخرين في جرائم تجاوز الحدود بطرق غير مشروعة.
ويرى مراقبون بان «آل سعود» يسعون وبضغوط أمريكية لتهيئة الأجواء لولاية ثانية لرئيس الوزراء حيدر العبادي، قبال ضمان المصالح السعودية الاقتصادية وبناء قواعد جوية للأمريكان في العراق ,وإبعاده عن محور المقاومة ، لافتين إلى ان السعودية تسعى لتحقيق مكتسبات لها على حساب السيادة العراقية ومنها إطلاق سراح مواطنيها من المحكومين بالإعدام والموقوفين، لافتين إلى انه وفي حال إطلاق سراحهم سيعودون مرة أخرى لينضموا الى التنظيمات الإرهابية من اجل قتل العراقيين وتفجيرهم.
الخبير القانوني الدكتور علي التميمي قال في اتصال مع (المراقب العراقي): ان الاتفاقات الدولية والثنائية ما بين الدول تكون من خلال تبادل المحكومين وليس الموقوفين , فالعراق لديه اتفاقية مع السعودية لتبادل المحكومين بالجرائم الخفيفة وليس المحكومين بالإعدام , والسعودية لم تطبق هذه الاتفاقية طيلة المدة الماضية، وتسعى اليوم تطبيقها من اجل الاستفادة منها ومن جانب واحد .
وتابع التميمي: السعودية تسعى لاستبدال المحكومين بقضايا الارهاب بآخرين متهمين بقضايا عبور الحدود بطريقة غير شرعية , فالقانون يوجب عدم تبادل الموقوفين لأنه يجب ان يحاكم المتهم في مكان الجريمة بسبب وجود مدعين للحق العام ، مبيناً ان الرياض تفصل الاتفاقات حسب قياسها فهي لم تتوقف عن إعدام العراقيين بسبب جرائم بسيطة وهي تريد اليوم ان تستبدل الإرهابيين من مواطنيها بعراقيين اتهموا بجرائم بسيطة.
من جانبه المحلل السياسي وائل الركابي قال في اتصال مع (المراقب العراقي): ان زيارة الوفد الإعلامي السعودي للمتهمين بالإرهاب من مواطنيهم امر غير مقبول وهو دليل على المحاباة على حساب السيادة العراقية , فهل تقبل السعودية زيارة وفد عراقي لسجونها ؟!! ونحن متأكدون انها سترفض فلماذا يتمُّ التقارب على حساب السيادة الوطنية ؟!!, فالعراق يدعو الى علاقات ايجابية وليس المحاباة على حساب دماء العراقيين.
وتابع الركابي: السعودية تسعى الى تنفيذ المؤامرة الأمريكية الرامية لتقسيم العراق وفي نفس الوقت يدعمون العبادي لولاية ثانية من أجل الحصول على مكتسبات وأهمها القواعد الأمريكية , وتدمير الحشد الشعبي وإلغاء دوره لأنه يمثل عقبة أمام مشاريعهم ,والغريب ان السياسيين العراقيين تناسوا دور السعودية في دعم الإرهاب واستنزاف أمواله ,فضلا عن دماء الشهداء التي اغتالتهم أيدي الإرهاب ,لذا نحن مع الرفض البرلماني لتطبيع العلاقات على حساب السيادة الوطنية.
وكان عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية إسكندر وتوت اعلن استغرابه من قضية تسليم سجناء سعوديين متهمين بالإرهاب إلى الرياض لإكمال محاكمتهم في بلدهم ، قائلا في بيان ، إن تسليم السجناء السعوديين إلى الرياض لمحاكمتهم هناك أمر مرفوض.
المصدر : المراقب العراقي