السيمر / الاثنين 23 . 04 . 2018 — من منزله الصغير المطل الى السكك الحديدية في محافظة البصرة، ينظر سلمان نايف الى اعمدة الدخان المتصاعدة عبر مساحة من حقول النفط. ومثل الآلاف، انتقل العاطل عن العمل البالغ من العمر 25 عاماً الى البصرة الغنية بالنفط املاً في العثور على عمل في قطاع الطاقة، وهي المصدر الرئيسي للثروة العراقية.
وبدلاً من ذلك، يعيش نايف مع العديد من الاشخاص الآخرين مثله في مدن مكدسة في احدى المقاطعات التي تعاني من نقص بالبنية التحتية. وفي ظل غياب اي تخطيط حضري او خدمات عامة، تعتبر العشوائيات في البصرة صورة للفوضى العارمة من منازل تحبس النسيم وتعيق اسلاك الكهرباء.
يقول سلطان “كل ما نحصل عليه هنا هو التلوث من النفط”. الجدار الحجري الصغير هو الشيء الوحيد الذي يحافظ على الأبقاء والاغنام التي تعيش في حقل عشبي خلف البيت حيث تنبعث مشاعل الغاز دخاناً اسود.
ويأمل معظم الشباب الوافدين الى محافظة البصرة في العراق الحصول على رواتب عالية في حال حصلوا على فرصة عمل مع شركات اجنبية. نايف الساكن في حي الزبير جنوبي البصرة يقول إن معظم الشركات تجلب عامليها من الخارج، فيما ما لا يقل عن 18 في المائة من الشباب العراقي عاطلون عن العمل مع احتمالية ارتفاع معدات البطالة بين خريجي الجامعات.
لا يمكن شراء سنتيمتراً واحداً
بحسب الأمم المتحدة، فإن قطاع النفط العراقي بنسبة 65 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي للبلد، لكن بنسبة واحد في المائة فقط من قوته العاملة.
وبحسب الأمم المتحدة ، يستأثر قطاع النفط العراقي بنسبة 65 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلد ، لكن بنسبة واحد في المائة فقط من قوته العاملة. وحتى لاولئك الذين يعملون، ففي كثير من الاحيان شراء بيت بالنسبة لهم حلم بعيد المنال.
وتقول ام احمد “زوجي موظف حكومي، لكن راتبه لا يمكنه شراء سينتمتراً واحداً من هذه الارض”. ورغم انها ضد فكرة السكن بالعشوائيات، فقد اُجبرت ام احمد على بناء منزل بطريقة تجاوزت فيها على اراضي الدولة، مما دفع البلدية الى تدمير منزلها.
وتضيف الفتاة البالغة من العمر 48 عاماً لوكالة فرنس برس “كان علينا اعادة البناء بالكامل، لكن السلطات المحلية تريد الارض معتبرة ان البناء غير قانوني”.
وتشير اخر الاحصائيات عن العشوائيات في البصرة خلال عام 2014 الى وجود اكثر من 48.500 الف منزل عشوائي مسجل في المحافظة.
البناء غير القانوني
هرب العديد من اللاجئين العراقين الذين نزحوا خلال القتال ضد تنظيم داعش الى مدينة البصرة، وكثير منهم استقر في منازل من صفيح، حيث يعيش حوالي 10٪ من العراقيين في العشوائيات، خمسهم في مدينة البصرة، بحسب وزارة التخطيط.
ولاتزال المحافظة الأكثر تضرراً من العشوائيات والمنازل غير القانونية هي محافظة بغداد. وتقول السلطات في البصرة انها تخسر اموالاً في كل مرة تقدم على تهديم بناء غير قانوني.
المصدر: AFP
ترجمة: وان نيوز