السيمر / الاحد 06 . 05 . 2018 — توفي صباح الأحد، آخر أعضاء تنظيم الضباط الأحرار وعضو مجلس قيادة ثورة 23 يوليو، ومؤسس حزب التجمع خالد محي الدين، في مستشفى المعادي العسكري بالقاهرة عن عمر يناهز 96 عاما. ونعى سيد عبد العال رئيس حزب التجمع، خالد محيى الدين مؤسس الحزب، وعضو مجلس قيادة ثورة 23 يوليو.
يذكر أن خالد مُحى الدين ضابط سابق فى الجيش المصرى ، وأحد الضباط الأحرار، وعضو سابق فى مجلس الشعب المصرى، وهو مؤسس حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى، حتى اعتزاله العمل العام، وولد “محى الدين” فى كفر شكر فى محافظة القليوبية عام 1922 ظل الراحل خالد محيي الدين ملتزما حتى النهاية بمبادئه التي لم تتزعزع يوما، مع كل المغريات التي أحاطت به وبمن حوله من الضباط الأحرار، وكان مدافعا صلبا عن الحرية وعن الديمقراطية وعن العدالة الاجتماعية، وكان أحد أهم أقطاب اليسار المصري، وأحد أهم زعماء حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي أحد أبرز الأحزاب اليسارية المصرية، الذي أسسه عام 1976 مع إعادة تأسيس الأحزاب في مصر وحل الاتحاد الاشتراكي العربي الذي كان يمثل آنذاك الحزب السياسي الوحيد في مصر.
كتب محيي الدين في كتابه “الآن أتكلم” الذي نشر عام 1992 في القاهرة: “وفي 27 مارس وكان يوم سبت حدّثني نجيب (محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر بعد إنهاء الملكية وإعلان الجمهورية في 1953) تليفونياً ليدعوني للسفر معه ومع الملك سعود بالقطار إلى الإسكندرية، وذهبت، وكان هناك أيضاً كمال الدين حسين، وما أن تحرك القطار نحو أول محطة في الطريق حتى أحسست بأن هواجسي التي سيطرت عليّ في الجلسة السابقة لمجلس الثورة كانت صائبة، وأن شعوري بأن هناك ترتيباً خفياً يجري إعداده كان صحيحاً، فعلى كل محطة كان هناك حشد من الناس يهتف بحياة نجيب وحياة الملك سعود ثم يهتف: (تحيا الثورة)، (لا حزبية) وأحسست أن ثمة ترتيباً لهذا الأمر كله”.
“كانت الحشود متوسطة الحجم، حوالي مائتين في كل محطة، لكن الذي يؤكد الترتيب أن الشعارات كانت موحّدة، فكيف يمكن التصديق أنه دون ترتيب خاص سرت هذه الشعارات وسط جميع المحتشدين في كل المحطات على طول الطريق من القاهرة إلى الإسكندرية؟ وأعتقد أن هيئة التحرير وأجهزة الدولة والأمن كانت وراء هذه الحشود”.
“وتغيّر الموقف عندما وصلنا إلى الإسكندرية، فقد كان هناك حشدان.. حشد يهتف للنحّاس باشا وفؤاد سراج الدين، وحشد يهتف (تحيا الثورة)، (لا حزبية). وقبلها بيوم كانت زوجتي في زيارة لأسرتها وعادت لتقول لي بدهشة: كل العائلة ضد موقفك.. وبدأت أستشعر دهشة بالغة، فما اتخذت من مواقف كان من وحي محبتي لمصر وللشعب، فكيف يمكن لأسرتي أن تتخذ هذا الموقف؟ وكيف يمكن تحريك الجماهير أو قطاع منها لتهدف ضد الديمقراطية؟”.
“وإلى هنا.. فإنني أود أن أوضح نقطة بالغة الأهمية، صحيح أن عبد الناصر رتّب الأمر، ثم حشد بعد ذلك قطاعات العمال ودفعهم للإضراب، وخاصة عمال النقل العام، وقد اعترف لي عبد الناصر صراحة بأنه أنفق أربعة آلاف جنيه على هذه الترتيبات، وبعد عودتي من المنفى عاد فاعترف لي أنه رتب حركة 27-28-29 مارس كرد على حركة الفرسان واجتماع الميس الأخضر وقال باسماً: واحدة بواحدة، ونبقى خالصين..لكن هذه الترتيبات ما كان لها أن تنجح لو لم تجد صدى لها وسط الجماهير”.
وكالات + روسيا اليوم