المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / السبت 12 . 12 . 2015 — لايزال استهداف العرب في محافظة كركوك، بمدنها وقراها، جارياً على قدم وساق غير عابئٍ بالمناشدات، والتحذيرات، والدعوات إلى وقف التهجير، والقتل على الهوية القومية والطائفية، على أيدي مليشيات، تُرِك له الحبل على الغارب.
في هذه المحافظة، التي تعيش القلق الأمني، وهاجس الصراع القومي والطائفي، يُهجّر فيها مواطنها أو يُصفّى جسدياً، لتوضع هذه الأعمال الوحشية في سجل إرهاب داعش، الذي عاث في المدينة، قتلاً وفساداً.
غير انّ ذلك، ليس كل الحقيقة، فما يجري من تهجير وقتل للعرب، تقترفه عصابات كردية بأوامر من السلطات الكردية، تنطلق من الإيمان بانّ كركوك جزء لا يتجزّأ من كردستان، وانّ على العرب المستوطنين، الرحيل عنها.
لم يسلم العامل والفلاح والشرطي والكاسب والأكاديمي والسياسي ورجل الدين، من أعمال البطش والقتل والتهجير.
وبسبب سيطرة الأجندة الكردية، على مقدرات المدينة، فانّ أعمال القتل وانتهاكات الحقوق، غالباً ما تسجل في دوائر الأمن والشرطة، ضد “مجهول”.
وإذا كان إرهاب داعش، لا يفرّق بين الطوائف والقوميات، فان المليشيات الكردية والإيزيدية تفعل ذلك، في سعيها إلى إفراغ المدينة من سكانها العرب، وباقي الأقليات.
لقد بلغ السيل الزبى، فيما يتعرّض له العرب من تهجير وإبادة في كركوك مدعاة إلى إجراء عاجل، يوقف مسلسل القتل والتهجير للمكون العربي، وربما يكون هذا الاستهتار بحياة السكان مدعاة لتشكيل فصائل مسلحة تحمي الأحياء العربية، والشروع في حملة سياسية وإعلامية واسعة لفضح مخططات الاستيطان القومي والطائفي في كركوك.