السيمر / السبت 08 . 12 . 2018 — اعلن الكاتب والصحافي سليم الحسني اليوم السبت، ان كل من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس منظمة بدر هادي العامري يعملون على تنفيذ التعليمات الايرانية والسعودية ومن ثم يقولان “قرارنا عراقي.
وقال الحسني في مقال له تحت عنوان ” هادي العامري ومقتدى الصدر، صناعة الخراب ” واطلعت عليه (وطن نيوز) “في طريقة التفكير، لا يختلف الرجلان عن بعضهما إلا بهوامش بسيطة، فكل منهما يستغرق بالشعار فيظنّه منهاج عمل. ويعيش العاطفة والانفعال فيراها العقل والاتزان. ويشتركان أيضاً في التأثر بالقرار الإقليمي، فهادي العامري يأخذ التعليمات من إيران، ومقتدى الصدر يستلمها من السعودية، وبعد التنفيذ يعلن كل منهما: قرارنا عراقي.
واضاف” يعتمد الرجلان القوة مقياساً ودليلاً ومرشداً، فبالعنف السياسي تُحسم الأمور، هكذا يتصرف مقتدى الصدر بصراحة، وهكذا ينطلق هادي العامري بخفاء.
وبين ان ” هاجس الزعامة عندهما بنفس الوتيرة من التصاعد، فكلاهما يعيشان حماس الانتصار الانتخابي، والنفوذ الجماهيري، والإمكانات المالية الضخمة، وأوهام العظمة وصناعة المعجزة. الأول يعيش معجزة الإصلاح، والثاني يعيش معجزة البناء.
وتباع “حدث اشتراك آخر بينهما، بعد أن أدخل العامري نفسه في دائرة التقديس، فصار مثل مقتدى الصدر مقدساً يتبّرك الناس بقدميه يطلبون الخير والتوفيق.
ونوه بحسب المقال الى ان “هذه المشتركات هي التي جعلتهما يتحالفان تحالفاً ثنائياً هو الأغرب في تحالفات السياسة، فكل منهما ينتمي الى كتلة تنافس الثانية، فلا هما منضويان في كتلة واحدة مشخّصة، ولا هما ملتزمان بما تقرره كل كتلة من الكتلتين. فهادي العامري في كتلة البناء لكنه مع سائرون، ومقتدى الصدر في كتلة الإصلاح لكنه مع الفتح.
واوضح الحسني “صنع مقتدى الصدر وهادي العامري أزمة الحكومة الجديدة، فبعد أن وقع اختيارهما على عادل عبد المهدي ـ الى جانب جهات أخرى ـ لمواصفات وجداها فيه نافعة لكل منهما، وأبرزها الضعف والطاعة، اشتركا في تمييع الكتلة الأكبر، ولم يفكرا بمخاطر هذه الخطوة في المستقبل، لأنهما ينظران الى أنهما الأكبر والأقوى والأعظم.
وتابع “ثم نفخا في الأزمة ما يشعلها، عندما فرضا على عبد المهدي تقديم حكومته بالتقسيط المريح، واختارا معظم الوزراء المتوزعين على الانتماء للبعث والإرهاب والفساد، وتم تمريرهم عبر صفقة التزوير: (تمت الموافقة) من دون أن يحصلوا على العدد المطلوب من الأصوات.
ولفت الى انه “في القسط الثاني من الوزراء، اختار عادل عبد المهدي وزيري الداخلية والدفاع. فحدث التمايز بينهما، وكانت الكلمة الراجحة لمقتدى الصدر، أما هادي العامري فوجد نفسه ضائعاً بين محاولته إرضاء مقتدى الصدر عملاً بالمبدأ الذي أطلقه: (لا تزعلون السيد) وبين الالتزام بحق رئيس الوزراء في الاختيار.
وبين الحسني “مقتدى الصدر وهادي العامري، صنعا سلسلة من المواقف المرتبكة والمضطربة في تنسيقهما الثنائي أوصل الأمور الى حال من التأزم الخطير، ولا يعرف كل منهما كيف يعالج هذه الأزمة.
واستدرك الكاتب “هادي العامري لا يتوقف عن تحركاته المضطربة من دون أن يعرف الى أين يسير. ومقتدى الصدر يميل الى استخدام القوة وقد حشّد أنصاره بهذا الاتجاه. ولعل هذا ما جعل خطبة المرجعية تؤكد على شجب هذا التوجه المدّمر للبلد.
واختتم الحسني مقاله “خدمة وطنية وإنسانية يقدمها مقتدى الصدر وهادي العامري، لو انهما يتركان السياسية وينصرفان لشأن آخر. يكفيهما ما فعلا، فليتركا هذا الشعب يعيش.
وطن نيوز