السيمر / الاحد 20 . 12 . 2015
احمد الحباسي / تونس
الكاتب السعودي عبد الرحمان الراشد كعادة الناطق الرسمي باسم الحكومة السعودية و الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع السعودية لا يستحى أن يزور الحقيقة مهما كانت هذه الحقيقة ساطعة و واضحة لكل شعوب و مثقفي العالم ، فمسألة التزوير و النفاق و بكاء التماسيح تعد من العادات السيئة التي تعودت عليها ألسنة الصحافة السعودية المحلية و ” المهاجرة” على حد سواء ، و أنت تقرأ للسيد عبد الرحمان الراشد فلا تكاد تفارق السخرية و الاستهزاء بما تقرأ خاصة و أن هذا اللسان الصحفي لا يتورع عن استعمال كل “الجرائم” بما فيها التلفيق و التضليل كل ذلك ليصل إلى نتيجة معينة و مقال سقيم يخدم الرؤية السياسية المظلمة للحكومة السعودية المتعاملة مع الرؤية الصهيونية و الخادمة المطيعة لمشروع تفتيت الوطن العربي .
في مقال بعنوان ” من جلب الأجانب إلى سوريا ؟ وصل السيد عبد الرحمان الراشد إلى منتهى السقوط الأخلاقي و المهني ، أخلاقيا ، لان للسقوط حدود لكن الرجل تمكن ببراعة يحسد عليها من تجاوز حدود السقوط الأخلاقي المعتاد ليضطر القلم إلى كتابة و تدوين معطيات و استنتاجات مبينة على مجرد الخيال الفاقد للمصداقية بحيث لم يخرج المقال من “يد” هذا المقاول الإعلامي إلا و هو مشوه بكل تشوهات التضليل السعودي الذي تعودنا عليه للأسف من “كبار” المقاولين في الصحافة السعودية، فالرجل ينقل بلسان التزوير المعتاد أنه مع تصاعد قوة الجيش السوري الحر و فقدان الجيش النظامي السيطرة على الأرض السورية ، شعرت بعض ” الأطراف الإقليمية”من مفهوم أن سقوط دمشق وشيك و ارتفاع التنافس من أجل السيطرة على القوى المعارضة للنظام إلى ” ضرورة اللجوء إلى محاولة خلق معارضة موالية لها فدعمت تأسيس منظمات متطرفة محلية وشجعت دخول المتطرفين الأجانب إلى سوريا ” ،النفاق أن الكاتب لم يبين هوية ” الأطراف الإقليمية” ، ربما من باب السهو المعتاد عندما يتعلق الأمر باتهام النظام السعودي بتمويل و “استعمال”الإرهاب لتنفيذ أغراض صهيونية .
أي نعم ، هناك أطراف إقليمية تدخلت لتمرير الإرهاب و الإرهابيين إلى سوريا ، هنا لم يكتشف السيد الراشد القمر ، لكن لماذا يتجاهل الرجل أن السعودية هي واحدة من أهم الأطراف الدولية الراعية للإرهاب و أنها من مولت و دعمت و وجهت الإرهاب إلى سوريا بعلة مساندة السنة في وجه النظام العلوي و هي تعله خبيثة تشبه شماعة التمدد الشيعي التي يوجهها النظام ضد إيران ،ثم من سعى إلى إسقاط دمشق ؟ أليس النظام السعودي ؟ و من حلم بقرب سقوط دمشق ؟ أليس النظام السعودي ؟ و هل أن الجماعات الإرهابية يمكن أن تشكل معارضة في رأى الكاتب رغم ما أتته من جرائم في حق الإنسانية ؟ و لماذا سعت السعودية إلى تشكيل معارضة من الإرهابيين موالية لها و هي التي بررت تدخلها بمساعدة الشعب السوري دون غايات خبيثة أخرى ؟ ثم و هذا الأهم ، لماذا يتساءل الرجل عن هوية الطرف الذي أتى بهذه الجماعات الإرهابية مع انه سيد العارفين المنافقين بأن نظام المافيا السعودي هو اكبر مصدر و مستخدم و راع للإرهاب في العالم .
يقر الكاتب بأن “التعاون” مع داعش و جبهة النصرة لم يكن مفيدا “للأطراف الدولية ” التي أتت بالجماعات إلى سوريا ، كان خطأ شنيعا كما يصفه الكاتب ، لان تلك الأطراف الدولية التي دعمت الجماعات الإرهابية ، يعنى بالأطراف الدولية طبعا السعودية ،قطر و تركيا ، كانت تظن أن هذه المجموعات سلاح تدميري مفيد و مطية للجيش السوري الحر لدخول دمشق ، لكن العبرة بالخواتيم كما يردد المعلق عصام الشوالى ، و الخاتمة هو حالة من الفشل الذريع لهذه الجماعات الإرهابية التي لم تتمكن رغم ما زرعته من دمار و أتته من قتل من أن تفرش الأرض السورية وردا و رملا لتحالف الغدر المسمى الجيش السوري الحر لدخول دمشق في ثوب الفاتحين ، لكن و كالعادة لا يقف السيد الراشد على نفس الساق ليعود مجددا للنفاق و الكذب بالادعاء أن هذه المجموعات الإرهابية التي رعتها ” الأطراف الدولية” ( نترجم أنه يعنى السعودية من بينها ) قد أصبحت ترى في هذه الجماعات الإرهابية خطرا و هي تحاول اليوم الاصطفاف لمحاربتها ، بما يعنى أن السعودية تلد الإرهاب و ترعاه و تصدره للدول الأخرى ثم تعود لمحاربته ، فأي عقل جهنمي هذا و عن أي نظام نتحدث ؟ و عن أي دولة تزعم التقيد بالتعاليم الإسلامية نتحدث ؟ .
يقول السيد الراشد ، أن الرياض ( أحد الدول الإقليمية إياها ) قد ” أصدرت قرارا بمحاسبة كل مواطن سعودي يذهب إلى سوريا و تمت الاستعانة بكبار “علماء المسلمين” لإلغاء دعاوى “إلزامية” الجهاد في سوريا و أن النظام قد خول الحكومة التركية القبض على كل “سائح” سعودي متوجه إلى سوريا عبر الأراضي التركية” ، طبعا ما يتقيأ به السيد الراشد مثير للغثيان و الغضب ، فالرجل يتحدث عن الوضع في سوريا بكامل البساطة و العفوية كمن يتحدث عن شراء سيارة فاخرة أو سيقار كوبي ، ينسى هذا المجرم أن هذا ” المواطن” السعودي هو مجرد إرهابي قذر مولته المخابرات الصهيونية لقتل الشعب السوري ، ينسى هذا الأهطل السعودي أن “علماء المسلمين” هم بضاعة فاسدة سممت عقول الشعوب لتجعل منها قنابل موقوتة ثم تخفت و صمتت على جرائمها ضد الإنسانية ، ينسى هذا التاجر الإعلامي المريض بالحمى الصهيونية أن المخابرات التركية هي جزء من مؤامرة تمرير “المواطن” السعودي لقتل الشقيق السوري ، ينسى “صديقنا” الراشد أن “المواطن” السعودي لا يسافر للخارج إلا لممارسة الرذيلة أو قتل البشر ، فعن أي نظام نتحدث و عن أي علماء مسلمين نتحدث و عن أي “مواطن سعودي ” نتحدث و قد تحولت السعودية إلى مملكة للشر .
بانوراما الشرق الاوسط