الرئيسية / منوعات / زمن لن يعود ..!

زمن لن يعود ..!

السيمر / الاحد 06 . 01 . 2019 — من الحكايات التي يرويها المرحوم ( صباح محمد عارف ) شقيق الرئيس الراحل عبد الرحمن محمد عارف .. يقول : ذهبت الى الكويت لجلب سيارة مستعملة لي .. ولدى العودة وفي منطقة الكمارك طالبوني بدفع مبلغ 1200 دينار كرسوم كمرك للسماح لي بإدخال السيارة وخلاف ذلك تبقى السيارة محجوزة لحين دفع الرسوم الكمركية .. كنت أحمل في حينها مبلغ 600 دينار فقط ، وكان عليّ في هذه الحالة أن أعود الى بغداد واستكمل المبلغ ومن ثم العودة الى البصرة لدفع الرسوم واستخراج السيارة من الحجز. بعد التفكير إرتأيت مراجعة مدير الكمارك والطلب منه تقديم المساعدة وارشادي الى الطريق الذي يمكـنني من تجاوز الذهاب الى بغداد والعودة ثانية الى البصرة وما يصاحبها من تجشم لمتاعب الطريق في الذهاب والاياب. أجابني مدير الكمارك عند مراجعته ، أن المساعدة الوحيدة التي يستطيع تقديمها لي هي أرسال احد منتسبي الكمارك من الشرطة معي وحجز السيارة في كمارك بغداد بدلا من كمارك البصرة وتبقى محجوزة هناك لحين دفع الرسوم والسماح ليّ فيما بعد برفع الحجز عنها واستلامها منهم .. قبلت بالمقترح ورأيت انه الانسب والاريح من الذهاب الى بغداد والعودة ثانية الى البصرة لدفع الرسوم ، وهكذا كان .. في اليوم التالي ذهبت الى اخي عبدالسميع وعرضت الأمر عليه فقدم ليّ مبلغ 300 دينار وبقى عليّ أن أدبر مبلغ 300 دينار اخرى لاستكمال مبلغ الرسوم البالغة (1200) دينار كما اسلفت. أتجهت حال مفارقتي لاخي عبدالسميع واستلام مبلغ (300) دينار ، الى اخي عبد الرحمن رئيس الجمهورية في مكتبه بالرئاسة .. وبعد السلام عليه والمجاملات المعتادة ، سألني عما وراء الزيارة ، أجبته للسلام عليه فقال ، شكراً ، وماذا بعد ؟ أجبته بعد تردد ، جلبت سيارة من الكويت .. وقبل ان أستمر في الكلام انتفض من مكانه متسائلاً عن كيفية قيامي بذلك ( وكان الأمر في ذلك الوقت ليس بالسهولة التي تجري فيها الآن ). قلت له إن قائمة صدرت من رئيس الوزراء في حينه طاهر يحيى وضمن صلاحياته سمح بموجبها لعدد من الاشخاص بجلب سيارات مستعملة من الكويت وكنت احدهم .. أجابني وهو يرفع سماعة التلفون والتوتر بادٍ على محياه للاتصال (برئيس الوزراء)…وهو يردد … (الا انت … الا انت) لا يجب على رئيس الوزراء أن يضم اسمك الى القائمة .. سألته مستغرباً لماذا انا بالذات ؟ وهل انا اختلف عن بقية الاسماء ؟ أجابني ، وقد استعاد بعض الشيء من هدوئه بعد ثورته المفاجئة : ( يا صباح ) ، ان المواطن ابن الشارع سيتحدث ويتندر على الواقعة ولن يتكلم عما ضمته القائمة من اسماء وسيركز على اسمك فقط لانك اخو رئيس الجمهورية ، وكان على الفريق طاهر أن يعي هذه الناحية عند استعمال (صلاحياته ) في منح الموافقة على استيراد السيارات المستعملة للاشخاص الذين ضمتهم القائمة . ساد الصمت بعض الوقت ، ثم سألني بعد هدوئه ، ما المطلوب مني ؟ أجبته لا شيء ، وكنت متوترا ، كرر سؤاله .. قل ليّ من اجل ماذا جئت لزيارتي أذن ؟ وانا اكرر … للسؤال عليك والاطمئنان على صحتك ، أجابني هذه (فهمناها) وعليك ان تدخل في تفاصيل الموضوع الذي جئت لزيارتي من أجله .. امام اصراره رويت له حاجتي الى استكمال مبلغ الكمرك بعد ان شرحت له ما عندي من مبلغ وما حصلت عليه من اخي عبدالسميع والمتبقي الذي كنت آمل استحصاله منه .. وبعد ما سمعته منك من تقريع فانني أتراجع عن مطالبتك بذلك وسأقوم بتدبير الأمر من الاقرباء والاصدقاء ولا حاجة ليّ بمساعدتك .. ابتسم وقد عاد اليه الهدوء ، وقال ليّ كم المبلغ الذي تحتاجه. أجبته بعد تردد قليل (ثلاثمائة دينار) .. أستدعى مدير حسابات القصر الجمهوري واستفسر منه عن الفترة المتبقية لصرف الراتب الشهري ، أجابه خمسة أو ستة ايام .. استفسر منه ثانية هل يمكنني اخذ سلفة على الراتب …؟ أجابه مدير الحسابات وما المانع من ذلك …؟ طلب منه جلب مبلغ ثلاثمائة دينار واعطائها الى (صباح) واستقطاع المبلغ من الراتب عند حلول موعد صرفه ( راتب رئيس الجمهورية أنذاك 800 دينار ) … انتهى يا فؤادي لا تسل اين حكم ……….. الشرفاء كان صرحا من خيال فهوى من….. السماء اسقني واشرب على اطلاله .. وارو عني طالما الدمع روى كيف ذاك الحكم والحاكم امسى خبرا وحديثا من احاديث الخيال (منقول) ..

اترك تعليقاً