اليسيمر / الأربعاء 16 . 01 . 2019 — وثق المرصد العراقي لضحايا الاتجار بالبشر، عملية بيع واغتصاب، تعرضت لها شابة ايزيدية وقعت ضحية جريمة اتجار بالبشر في بغداد، بعد استدراجها من إقليم كردستان. وذكر المرصد، في بيان تلقته (بغداد اليوم)، أنه “وفي وقت ما تزال 1427 امرأة ايزيدية مفقودة منذ اجتياح تنظيم داعش لمناطق الايزيديين في قضاء سنجار الواقع في غرب محافظة نينوى عام 2014، تعرضت نساء أخريات إلى جرائم ممنهجة من قبل عصابات تمتهن الاتجار بالبشر، وتعد قصة (ف.ا.ق) مكملة لسلسلة الانتهاكات البشعة التي ارتكبت بحق النساء الايزيديات اللواتي عوملن كـ”رقيق أبيض” من قبل التنظيم الإرهابي”. ونقل المرصد عن (ف.ا.ق) ذات الـ32 عاماً، قولها وهي تصف مأساة حقيقية تعرضت لها لمدة سبعة أشهر في منطقة البتاوين وسط العاصمة العراقية بغداد، “حين استيقظت وجدت نفسي عارية وبجانبي قناني مشروبات كحولية. لقد اغتصبني أربعة أشخاص”. وأضافت (ف.ا.ق)، أن قصتها بدأت بعدما نزحت إلى محافظة دهوك في إقليم كردستان بعدما سقط قضاء سنجار بيد تنظيم “داعش” وعملت حال وصولها لدى إحدى المنظمات الإغاثية لمساعدة النساء الايزيديات في الجبل. واردفت، أنها “شاركت في عام 2015 بإحدى التظاهرات التي نظمت في محافظة أربيل للمطالبة بالعمل على إطلاق سراح الايزيديات المختطفات لدى داعش، إلا أن السلطات الأمنية في الإقليم عمدت إلى اعتقال المشاركين في التظاهرة والتي كانت (ف.ا.ق) واحدة منهم، مبينة أنه “بعد فترة وجيزة من الاعتقال والتعذيب، تم إطلاق سراحنا”. واكملت: “بعد الافراج عني، لجأت إلى منظمة إنسانية تعمل في أربيل وتمتلك فرعاً في بغداد تدعى (….)”، لافتة إلى أن المنظمة قامت بإرسالها إلى العاصمة “في مطلع عام 2017 برفقة سائق ايزيدي (ص.ح.س) من أجل إجراء مقابلة مع سفارة أجنبية للحصول على لجوء لإحدى الدول، لكنني شعرت أثناء الرحلة أن السائق يمتلك نوايا مريبة تجاهي”. ولفتت إلى أنه “بعد وصولي إلى بغداد، قام السائق بمرافقتي إلى شقة سكنية داخل عمارة وسط العاصمة، ادعى أنها فرع المنظمة المذكورة، لكنني فوجئت بوجود شخص ايزيدي آخر داخل المبنى يدعى (ح.ب.ك)، قام بتسليم السائق (ص.ح.س) مبلغا ماليا كبيرا”. “عمو.. شنسوي هنا .. وشنو هاي الفلوس”، هكذا نادت الايزيدية (ف.ا.ق) السائق الذي أوصلها لبغداد، لكنه اكتفى بـ”ابتسامة خبيثة ومغادرة المكان ليتركني بيد (ح.ب.ك) الذي أدركت فيما بعد انه اشتراني مقابل الأموال التي منحها للسائق”. واضافت “بعد خروج السائق، خاطبني المشتري قائلا: (هسة صرتي مالتي). إن هذه العبارة أصابتني بذعر شديد ولم أستطع تمالك نفسي من شدة الخوف”. ولم تكن بيد (ف.ا.ق) في حينها أية حيلة سوى الإضراب عن الطعام، لإجبار من وصفته بـ”المجرم” على إطلاق سراحها والعودة إلى أسرتها التي كانت بانتظارها، “إلا أنه ضربني على رأسي وأماكن متفرقة من جسدي ضربا مبرحا، وقام بتقييد يدي وقدمي”. واكملت: “في اليوم الثالث، أجبرت على تناول الطعام كوني كنت مرهقة جدا من شدة الجوع، وقد قدم (ح.ب.ك) لي وجبة من الطعام، لم أعلم حينها أنها تحتوي على مادة مخدرة أفقدتني الوعي”، مستدركة بالقول: “حين استيقظت وجدت نفسي عارية وبجانبي قناني مشروبات كحولية، لأدرك لاحقا أنني تعرضت للاغتصاب بطريقة منظمة من قبل أربعة أشخاص كان (ح.ب.ك) من بينهم، واستمر الحال على ما هو عليه لمدة ثلاثة أشهر”. ومضت بالقول: إن “الاغتصاب والضرب المبرح الذي تعرضت لهما، جعلاني أعاني من إصابات داخلية خطيرة، أجبرت (ح.ب.ك) على نقلي إلى مدينة الطب، بعد ادعائه بأنه والدي نظرا لفارق العمر بيننا”، منبهة إلى أنها “حاولت إقناع الأطباء والمرضى الذين كانوا متواجدين في الردهة بأنها ضحية اتجار بالبشر، لكن لم يصدقها أحد، بعدما أخبرهم المجرم الذي اشتراني بأنها مختلة عقلياً”. وفصلت: “وفي شهر تشرين الثاني 2017، قدمت قوة أمنية إلى المبنى بناء على اتصال من أحد السكان، بعدما سمع “صراخي الشديد وطلبي النجدة”، والتي بدورها قامت بتحريري واخذ افادتي واعتقال الجناة الذين عملوا على تزوير عقد ادعوا من خلاله أن الضحية متزوجة من (ح.ب.ك)”. وتابعت قائلة: “بعد مضي أشهر على اعتقال المجرمين، تم إطلاق سراحهم مقابل مبالغ مالية كبيرة، ليفروا بعد ذلك إلى جهة مجهولة مما جعل القضية معلقة حتى الآن”.