الرئيسية / مقالات / التزوير والخروف والنصيراوي

التزوير والخروف والنصيراوي

السيمر / فيينا / السبت 30 . 03 . 2019

اسعد عبد الله عبد علي

اليوم اريد ان احكي لكم ثلاث قصص قصيرة, تصف لكم طبيعة الاشخاص الذين تحتضنهم الطبقة السياسية, والذي يمكن ان نطلق عليهم بشعب الاحزاب, الشعب المختار بعناية خاصة, فلا يمكن ان تكون شريفا او نزيها لتنظم اليه, ولا يمكن قبولك فيه وانت تتطلع للعدالة, لا تتعجب هكذا هي الطبقة السياسية في العراق, تجمع في داخلها كل الصفات المخزية, كأنها مملكة للشيطان فلا يجوز دخولها الا الطالحون.

قصص تخبرك بواقع من يتحكم بالبلاد, والفساد الذي يعيش ملازما للطبقة السياسية من قمة الهرم الى قاعدته.

 

·       الخالة والتزوير

شاب سياسي اصبح ذو مكانة كبيرة في حزب مهم, لولا خالته العفيفة وجهودها الجبارة! لما صار في المكانة التي هو عليها اليوم, حيث قامت بتزوير اوراقه ليتم قبوله في الكلية, مع ان معدله كان لا يسمح بقبوله, ثم دخل الماجستير ببركات خالته, بعد أن قدمت تضحيات عظيمة كي يقبل في دراسة الماجستير, وبسرعة الصاروخ اصبح بلقب دكتور, وكل هذا بجهود خالته العظيمة, تزوير ورشوة وضغط وترغيب, الى ان تحول لسياسي مهم داخل اسوار حزبه.

التزوير والعهر هو طريق البعض للصعود سياسيا, ويكون شخصا مرغوبا من قبل قادة الاحزاب, هل تعلم لماذا؟ فقط  لأنه يشابههم في النتانة والخزي والعهر.

 

·       الفاسد ماجد النصيراوي

برنامج “المكص” من على شاشة قناة اسيا ذكرني ليلة امس بمحافظ البصرة الهارب (النصيراوي), حيث اعاد لنا تصريحاته بعشرات التعاقدات مع شركات اجنبية, لكن الزمن اثبت انها مجرد تعاقدات وهمية, فقط تم صرف الاموال المخصصة للتعاقدات, وبقيت البصرة تجاهد الفقر والعوز, لقد كان النصيراوي تحت حماية الطبقة السياسية, والتي جعلته بعيد عن اي ملاحقة, الى ان تم تامين خروجه, وعندها صدرت بيانات الاستنكار والبراءة عن هذا اللص.

الطبقة سياسية ظاهرها جميل منمق, لأنه يستند لخزائن العراق, وباطنها قذر ونتن, لانهم مجرد لصوص ودواعر تحكموا بمصير البلد, الا ترى معي ان المجرم عندما يكون جزءا من الطبقة السياسية فالقانون يعطل.

خيبة الامل وضياع العمر هو كل ما حصدناه من حكم الفاسدين.

 

·       هل اتاك حديث سارق الخروف

حدثني محمود الصيدلاني عن جليل الحلاق عن ابو تقى البياتي حيث قال: ابن عمتي كان خريج معهد تقني في زمن الحصار, في التسعينات من القرن الماضي, تحول الى لص بعد التخرج لسوء تكوينه الشخصي, ذات يوم سرق خروف, لكن تم القبض عليه, وحكم بالسجن, ولم يكمل محكوميته بسبب قرار الطاغية الخبيث بالعفو العام عن كل المجرمين, واطلقهم للشارع قبل السقوط بأشهر قليلة!

بعد نيسان 2003 تحول لص الخروف الى سجين سياسي مظلوم, وتحصل على كل مكاسب السجين السياسي, وبعدها بدأ يظهر على التلفاز كمحلل سياسي, ثم تحول لسياسي مهم في احد احزاب السلطة.

هذا مثال بسيط, فهكذا هي حقائق الطبقة السياسية, ماض قذر وحاضر بني على الاكاذيب, والان يتنعمون بأموال العراق ظلما, هذه قصص شعب الخضراء الذي استولى على الحكم.

 

·       اخيرا

فما بين الشاب المزور وخالته البطلة, والنصيرواي ومصائب البصرة, وسارق الخروف, والمشترك بينهم هو: انهم جميعا من افراد من الطبقة السياسية التي تحكم العراق, فكيف يمكن ان ننتظر منهم اصلاح او خير او اعمار للبلد؟! فهل يصلح الطالح البلد؟

اترك تعليقاً