السيمر / فيينا / الخميس 04 . 07 . 2019 — إن من واجباتِ الدولةِ بحكومَتِها ومؤسساتِها الدستوريةِ تحّملَ مسؤوليةِ الدفاعِ عن سيادةِ الوطن والشعب وأمنِهِما، ومن الطبيعيٍّ وضعُ القواتِ المسلحةِ والأمنيةِ بجميعِ صنوفِها تحتَ إمرتِها وقيادتِها، وقد خطّطتْ الإدارةُ الأمريكيةُ بعد احتلالِها العراقِ، لإضعافِ الجيشِ العراقي وقواتِهِ الأمنيةِ، ليتسنّى لها إحكامُ السيطرةِ على سيادتِه ومقدراتِه وثرواتِه. وقد وَرِثَتْ الحكومةُ -بعد خروجِ الاحتلال-مؤسسةً أمنيةً تنخرُهَا المحاصصةُ والفسادُ والولاءاتُ والارتباطاتُ المشبوهةِ, مما أوقعَ البلادَ في كارثةِ الانهيارِ الأمني إِبّانَ صفحةِ مؤامرةِ داعشَ الإجراميِّ, التي كلّفتْ شعبَ العراقِ آلافَ الشهداءِ والجرحى، رافقها دمارٌ وتخريبٌ واسعان، وخسائرُ ماديةٌ لا تُحصى, ولولا وقفةُ فصائلَ المقاومةِ الإسلاميةِ التأريخية، بمجاهديها العقائديّينَ بوجهِ عصاباتِ التكفيرِ الوهابي حتى إطلاقِ الفتوى المباركةِ للمرجعيةِ بـ “أربعةِ أشهرَ”، لما بقي للدولةِ العراقيةِ كَيَانٌ، ولكانَ مصيرها، الانهيارَ والتفككَ. وبعدَ مرحلةِ داعشَ أصبحَ من أهم المسؤولياتِ هي إعادة بناءَ المؤسسةِ الأمنيةِ، وملاحقةِ المجاميعِ الإجراميةِ التي رفعت السلاحَ بوجهِ العراق، ومازالت تشكّلُ تهديداً أمنياً جِديّاً, اضافةً إلى ضرورةِ معالجةِ دورِ ميليشياتِ “البيشمركةِ” التي تأتمرُ بأمرِ الاجنبي، وتتلقى الدعمَ والتسليحَ والتدريبَ من أطرافٍ ودولٍ لا تريد بالبلاد خيراً، وتمارسُ أدواراً خطيرةً تهدّدُ سيادةَ وامن العراق وأمنَه؛ و لاسيّما بيعُ النفطِ خارجَ المنظومةِ الحكوميةِ، ومساندتَها للجماعاتِ المسلحةِ الكرديةِ في سوريا وتركيا وإيرانَ؛ بل ودخلت حرباً شرسةً مع القواتِ العراقيةِ في كركوكَ، علاوةً على دورِها التآمريّ في إسقاطِ الموصلِ. وكان عليها ايضاً مسؤوليةُ منعِ نشاطِ المجاميعِ المسلحةِ الأجنبيةِ في العراقِ كمنظمةِ الـ (ب.ك.ك) وغيرِهَا, ومعالجةُ مليشياتِ النجيفي البالغِ عددُها ستةَ آلافِ مقاتلاً يأتمرونَ بأوامرَ دولةٍ أجنبيةٍ، ومن واجبِها، منعُ الشبكاتِ التجسسيّةِ المرتبطةِ بالسفاراتِ، وعلى رأسِها السفارةُ الأمريكيةُ، ومحاسبةُ بعضِ كبارِ الضباطِ العراقيينَ من الارتباطِ والتخابرِ مَعَها، لِمَا يُشكِّلُه من خطرٍ على أمنِ العراقيينَ، ومن الإجراءاتِ الأخرى المهمّةِ التي يجبُ العملَ عليها، كشفُ دوائرَ غسيلِ الأموالِ التي تُموّلُ المجاميعَ الإجراميةِ المرتبطةِ بآلِ سلولٍ . ولعلَّ المسؤوليةَ الأكبرَ التي تقعُ على عاتِقِ الحكومةِ ومجلسِ النوابِ حتى تتمكنَ من إدارةِ الملفِّ الأمنيِّ باستقلاليةٍ بعيداً عن التدخلاتِ والإملاءاتِ، هي اخراجُ قواتِ الاحتلالِ الأمريكيِّ والشركاتِ التابعةِ إليه، والتي تشكلُ تهديداً كبيراً لأمنِ البلادِ ومُلاحقةِ المجاميعِ المشبوهةِ التي شكّلَهَا في معسكراتِهِ، كـ “أشباحِ الصحراءِ” وبعضِ المجاميعِ العشائريّةِ المُجهَّزَةِ بإسلحةٍ فتّاكةٍ، وكذلك المنظماتِ التي يُؤوِيها كـ “منظمةِ خَلق” ومجاميعِ البعثِ في قواعدِهِ غيرِ الخاضعةِ للسيطرةِ، ووجوب معرفةُ كمياتِ الأسلحةِ المُدخلةِ من قبلِ القواتِ الأمريكيةِ وأنواعِها؛ والتي مازالت تُنقَلُ يوميّاً إلى العراقِ، ويحتوي جزءٌ منها على اليورانيومِ المنضَّبِ، والموادِ المشعّةِ، وقد تسبّبت بكوارثَ بيئيةٍ وصحيةٍ، ومنعِ طيرانِهِم الحربيّ والمسيّرِ بالتحليقِ دونِ إذنٍ، ومن التشويشِ على الطيرانِ العراقي، الذي يُعدُّ من الوسائلِ الأمريكيةِ لمنعِ تأديةِ واجباتِه. إننا في الوقتِ الذي نشدُّ على يدِ الحكومةِ العراقيةِ باتخاذِها قراراتٍ تحفظُ أمنَ البلادِ؛ نؤكِّدُ أن محاولةَ تجريمِ المجاهدينَ والإساءةِ إليهم بنحوٍ مباشرٍ او غيرِهِ يمكنُ أن تُسبِّبَ حالةً من الانكفاءِ للمَلاكاتِ الأساسيةِ الداعمةِ للجهدِ الأمنيِّ، والذي يعزِّزُ توجّهَ العدوِّ الأمريكيِّ لإعادةِ إنتاجِ داعشَ ومثيلاتِها . ولابدّ لها من أن تقف إجلالاً وإكباراً لشهدائِنا الأبرارِ أصحابَ الفضلِ الذينَ قدّمُوا أغلى ما يَملكونَ دفاعاً عن وطنِهِم، والجرحى المجاهدينَ أصحابَ العزيمةِ والإقدامِ الذينَ رَسَموا على سواترِ القتالِ أروعَ صورِ البطولةِ والرجولةِ والإيثارِ. ونحنُ على يقينٍ أن دماءَ الشهداءِ تستصرخُ الشرفاءَ من أبناءِ شعبِنَا وقياداتِهِ للحفاظِ على ما تحقَّقَ من منجزاتٍ وانتصارات، والدفاعِ عن كرامةِ العراقِ وَعِزَّتِهِ وَسِيَادَتِهِ وعدمِ الارتهانِ للأجنبي، والوثوقِ بالمغرضينَ والمتآمرينَ في إدارةِ أمنِ الوطنِ، وَعَدمِ السماحِ بأيِّ تقصيرٍ او تهاونٍ ندفَعُ ثَمَنَه غالِياً مِن أبنَائِنَا.
المصدر / وكالات +مصادر اعلامية