متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية — قضت محكمة على لاجئ عراقي بالسجن 13 سنة، وطرده من بعدها إلى حيث جاء لاجئاً منالعراق، السجن تسع سنوات لعشيقته الدنماركية، على خلفية اشتراكهما بجريمة قتل والدة الأخيرة لأنها اعترضت على علاقتهما.
وتتلخص أحداث الجريمة بأن المدعو محمد بختيار عبد الله البالغ من العمر 28 عاماً، أقدم مع عشيقته المراهقة ليزا بورش ذو الـ15 عاماً، على قتل والدة الأخيرة، لأنها كانت تضغط على ابنتها لتقطع صداقتها بالعراقي، لذلك طفح كيل العاشقين الولهانين، فقاما بما اهتزت له قرية “Kvissel” الريفية الصغيرة بأقصى الشمال الدنماركي، إذ تكاتفا على الشر معاً، وتخلصا من الأم التي تضرجت مطعونة 20 مرة وهي على السرير في غرفة نومها.
لكن طرفاً ثالثاً شارك بالطعن السكيني أيضاً، ومن مسافة تزيد عن 5 آلاف كيلومتر، وهو “الموسوس” والمشجع الحقيقي على ارتكاب الجريمة البشعة، ولم يكن ذلك الطرف الثالث إلا شبح “داعش” في سوريا بشكل خاص، لأن العراقي وصديقته الدنماركية الصغيرة، أمضيا ساعات وساعات يشاهدان شرائط فيديو للتنظيم، فيها ذبح وجز للرقاب بالسكاكين، حتى اكتسبا الشجاعة على قتل الأم، وتكويمها على السرير كدجاجة مذبوحة.
هذا الملخص، هو من جلسة محكمة انتهت في البلدة القريبة من قرية الأم وابنتها، وفيها لفظ القضاء حكمه على محمد بختيار عبد الله بالسجن 13 سنة، وطرده من بعدها إلى حيث جاء لاجئاً من العراق.
أما صديقته المراهقة ليزا بورش، فشملها الحكم بالسجن 9 أعوام، ستمضي أول سنة منها في مركز لتأهيل المراهقين، وبعدها 8 أعوام وراء القضبان الدنماركية.
جريمة قتل الأم “إرنستين رومر هولتيغارد” بسكين مطبخها، وقعت حين كان عمرها 40 سنة في 6 أكتوبر الماضي، وعلمت بها الشرطة عبر اتصال بالهاتف أجرته بها ابنتها نفسها وهي تصرخ وتولول، طالبة “النجدة.. النجدة بسرعة، لأن الدم في كل مكان” وحين كانت دورية الطوارئ في الطريق إليها، زعمت لمن كان يقوم بتسجيل صوتها من مخفر الشرطة، أنها رأت رجلاً “أبيض الوجه” يعبر حديقة المنزل جارياً، بعد أن سمعت ضجة في طابقه العلوي.
وحين وصلت الدورية وجدها عناصرها جالسة عند سلم داخلي في البيت، ولم تجب حين سألوها عن والدتها، سوى بإشارة من يدها إلى أنها في الطابق الثاني، وفيه بغرفة النوم وجدوها مسفوكة الدم بطعن سكيني متكرر، وسريعاً حامت الشكوك حول الابنة بعد أن زعمت بأنها كانت بمفردها في البيت، فيما كشف فحص غرفة نوم والدتها عن وجود بصمات، ليست لها أو لابنتها، واتضح أنها للصديق العراقي، فتداركوه واعتقلوه، وبفحص سريع وجدوا شعيرات من رأس الأم القتيلة على قميصه.
واكتشف المحققون بأن الابنة طلبت سيارة تاكسي، نقلت صديقها من البيت بعد أن ساعدها على الجريمة، قبل اتصالها بالشرطة للإبلاغ عن وقوعها، ثم اكتشفوا بعد تشريح جثة الأم وجود نسبة عالية من دواء منوّم في دمها، جعلوه دليلاً بأن الابنة وضعت حبة منه في كوب للماء شربته الأم قبل نومها، وهي التي لم تستخدم أي دواء منوّم قبل مقتلها، بشهادة طبيب في القرية وصيدلية فيها.
وأهم ما اكتشفوه في “لابتوب” الشريك العراقي، هو مشاهدته مراراً، وطوال أيام سبقت الجريمة، لفيديوات ذبح “داعشي” وقطع للرؤوس، بعضها في “يوتيوب” وفي مواقع للتواصل، وعثروا في “اللابتوب” أيضاً على بحث متكرر قامت به الابنة في مواقع التصفح، حول ما “يحدث بعد وفاة الأبوين” في سعي منها لمعرفة حقوق الأبناء بعد رحيل الآباء. إلا أن الحكم على طاعنة أمها تضمن أيضاً حرمانها من حقها بميراث البيت.