الرئيسية / الأخبار / تفاصيل جديدة في حادثة الكلية العسكرية.. تعرف عليها

تفاصيل جديدة في حادثة الكلية العسكرية.. تعرف عليها

فيينا / الثلاثاء 27. 05 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية  

منذ الأربعاء الماضي، ولا تزال خيوط قضية وفاة الطالبين في الكلية العسكرية جراء تعرضهم إلى تدريب قاس تحت أشعة الشمس، تكشف شيئا فشيئا، فبعد إقرار لجنة الأمن والدفاع رسميا بتورط ناصر الغنام في هذه القضية، كشف عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، علي البنداوي، اليوم الثلاثاء، عن احتجاز عشرة ضباط على ذمة التحقيق في القضية، مؤكدا وجود نقص في تهيئة المستلزمات الأساسية المطلوبة للتدريب العسكري.

وقال البنداوي في تصريح تابعته “العالم الجديد”، إن “اللجنة المخصصة بالتحقيق فيما جرى بحادثة الكلية العسكرية أجرت زيارة ميدانية يوم أمس الاثنين، إلى الكلية العسكرية الرابعة في محافظة ذي قار، للاطلاع على ملابسات الحادثة، حيث التقت خلال الزيارة عميد الكلية الجديد، وعددا من الضباط والمعاونين وأمراء السرايا، حيث جرت مناقشة تفاصيل القضية والظروف المحيطة بها”.

وأوضح، أن “اللجنة ومن خلال الاطلاع الميداني، تبيّن لها وجود نقص في تهيئة المستلزمات الأساسية المطلوبة للتدريب العسكري، بالإضافة إلى ضغط كبير تعرض له الطلبة، خاصة وأنهم انتقلوا من الحياة المدنية إلى الحياة العسكرية بشكل مفاجئ، دون تدرج وهو ما لم تراعه إدارة الكلية بالشكل المطلوب”.

وأشار عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، إلى أن “مجلسا تحقيقيا تشكل في مكتب القائد العام للقوات المسلحة، وقد قرر احتجاز عشرة ضباط على ذمة التحقيق في القضية”.

وأكد أن “لجنة الأمن والدفاع النيابية سترفع خلال الأيام المقبلة تقريرا مفصلا إلى مجلس النواب، يتضمن نتائج التحقيق والملاحظات التي خرجت بها اللجنة بشأن الحادثة، تمهيدا لاتخاذ الإجراءات اللازمة ومحاسبة المقصرين”.

وأردف البنداوي، أن “اللجنة تتابع القضية عن كثب، حرصا على حماية حقوق الطلبة، وضمان بيئة تدريبية آمنة وعادلة، ضمن المعايير العسكرية المعتمدة”.

وذكرت وزارة الدفاع، أمس الاثنين، في بيان لها أن “اللجنة التحقيقية التي شُكّلت بناءً على توجيهات القائد العام للقوات المسلحة، والتي بدأت أعمالها بإشراف مباشر من وزير الدفاع، ورئيس أركان الجيش، لم تنتهِ من التحقيق الخاص بحادثة طلاب الدورة (89) في الكلية العسكرية الرابعة، وأن اللجنة مازالت مستمرة في أعمالها، وأنه سيتم الإعلان عن نتائج التحقيق النهائي حال إكمال اللجنة أعمالها”.

وأكد عضو لجنة الامن والدفاع النيابية، أسكندر وتوت، أمس الأول الأحد، أن المتورط الرئيسي بحادثة وفاة طلبة الكلية العسكرية الرابعة في محافظة ذي قار، هو الفريق الركن ناصر الغنام، بسبب أن الأخير أعطى أوامر عسكرية بإبقاء الطلبة تحت أشعة الشمس أكثر من الوقت المحدد، ورفض طلب آمر الكلية بسحبهم”.

وبحسب تقارير طبية أطلعت عليها “العالم الجديد”، فإن “حالة الطلاب في الكلية العسكرية الرابعة في محافظة ذي قار البالغ عددهم 75 طالبا، بعد نقلهم للمستشفى تبين بوضوح انخفاض ضغط الدم والتقيؤ وفقدان الوعي وصعوبة التنفس”.

وكشفت التحقيقات الأولية بحادثة وفاة وإصابة طلاب الكلية العسكرية الرابعة بوعكة صحية، أنهم تعرضوا إلى أشعة الشمس المباشرة لعدة ساعات، مع نفاد مياه الشرب لديهم.

وتعالت الأصوات داخل البرلمان وخارجه، متهمة الفريق ناصر الغنام بـ”الفشل الإداري والإهمال الجسيم” في إدارة الأكاديمية، حيث غابت أبسط معايير السلامة خلال تدريب الطلبة، ما يُعد انتهاكا صارخا للضوابط العسكرية والإنسانية، حتى أن لجنة الأمن والدفاع البرلمانية طالبت بمراجعة آلية التدريب في الكليات العسكرية، لضمان سلامة المتدربين ومنع تكرار هذه الكوارث.

ووفق مراقبين، فإن حادثة وفاة الطالبَين ليست مجرد خطأ فردي، بل مؤشر خطير على خلل مؤسسي يتطلب إصلاحا جذريا في منظومة التدريب العسكري بالعراق، فلا يكفي إعفاء المسؤولين، بل لا بد من تغيير الثقافة الإدارية التي ما زالت تعتمد على القسوة والانضباط “الأعمى”، دون مراعاة لكرامة الإنسان وسلامته.

وقرر رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، في 24 آيار مايو الجاري، تعيين الفريق البحري الركن، أحمد عمران الجنابي، رئيسا للأكاديمية العسكرية خلفا للفريق الركن، ناصر الغنام الذي أقيل من منصبه.

وتسلم الجنابي خلال مسيرته العديد من المناصب في وزارة الدفاع، حيث تولى سابقا مهام عميد كلية الدفاع الوطني في جامعة الدفاع للدراسات العسكرية، وأسند إليه لاحقا مهام رئيس أكاديمية الخليج العربي في البصرة.

وكان نحو 80 طالبا من الدورة 89 قد تعرضوا، الأربعاء الماضي، لحالات إغماء وإرهاق شديد نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، والجهد البدني، ما أدى إلى وفاة طالبين، فيما نُقل المصابون إلى المستشفى لتلقي العلاج، بينهم حالات حرجة.

وقرر رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، على اثر ذلك، إعفاء رئيس الأكاديمية العسكرية الفريق الركن ناصر الغنام، ومعاونه، وعميد الكلية العسكرية الرابعة، وآمر الفوج المسؤول، بالإضافة إلى سحب أيديهم من العمل فورا.

 كما وجه السوداني بتشكيل مجلس تحقيقي عاجل لمحاسبة المقصرين، وكشف ملابسات الحادثة بشكل دقيق.

وقد أثارت الحادثة موجة من الاستياء في الأوساط الشعبية والرسمية، وسط مطالبات بضمان سلامة الطلاب، وتوفير ظروف تدريبية وإنسانية ملائمة في المؤسسات العسكرية، إذ دعا النائب عادل الركابي، رئيس الوزراء إلى محاسبة المقصرين، وقال في تدوينة له على “أكس”، “ندعو دولة رئيس الوزراء إلى إجراء تحقيق ومحاسبة المقصرين في حادثة وفاة اثنين وإصابة آخرين من طلبة الكلية العسكرية في ذي قار”، مؤكدا أن “ما سمعناه من تعامل وأساليب بحق الطلبة يخرج عن سياقات التأهيل والتدريب ليصل إلى مستوى التعسف والإهمال غير المبرر والاستخفاف بحياة طلبة الكلية”.

وتعد هذه الحادثة هي الأولى من نوعها تسجل في الكلية العسكرية، الأمر الذي أثار تساؤلات كثيرة بشأن نوع التدريبات التي يتلقاها الطلاب والغذاء، ومدى مناسبة الأجواء المحيطة بهم أثناء التدريب.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً