السيمر / الاحد 07 . 02 . 2016
عمار الحر
في بلد
تشتهيك فيه كل النساء
كن عسلاً وماء
في بلد
يحترفُ الهتاف ويُحرُّمُ فيه
الغناء
كن بوقاً او طبلاً أو بيضة
العنقاء
في بلد
كتبت تأريخه أقلام الدماء
كن قصة أو كن أحرف
للهجاء
في بلد
ينام ويصحوا بحضن
الحسين
يأكل الذل صباحاً ومساء
كن نعجةً أو كن سماء
في بلد
فيه حرب بين السياسي والحياء
كن ذكرى أو مستشاراً
أو إناء
في بلد
يصبح الدين دراهم أو أساطير
غباء
كن أباذر أو كن شيوعيّ حسيني
الهوى علويْ اللواء
في بلد
يعزف الظلم في أيامه
ويقضم الجوع أصابع أيتامه
كن خبزاً أو نشيداً او دعاء
في بلد
يلبس الموت أحلامه
ويصبح الدم للرصيف رداء
كن جنازة أو كن بندقية في حشد
الإباء
في بلد
يأكل التفاح رمّانه
والليل يغتال أحزانه
والوقت يبيع زمانه
والحب يقطع شريانه
كن عبثاً كن جنوناً كن
بكاء
في بلد
تهاجر فيه الضلال
نحو الابد
كن مركبا أو كن وتد
أو كن هباء
في بلد
يصبح الطبّ تجارة
والسياسة وجه للدعارة
والتعليم غباء
كن نفقاً وأجمع ما تبقّى من
ضياء
في بلد
يكون عرش الكلب
ظهر الاسد
كن شامخاً أو ذيلاً
أو حذاء
في بلد
مازال توأد فيه النساء
ويُفتى ببيعهن وبالشراء
ومازال يستورد العبيد
ويبارك نكاح الإماء
ويكرَّم فيه البعير
حتى صار مصدراً للماء
ومعملاً للدواء وجليساً
في كرسي القضاء
كن نمراً كن ضميراً كن صرخةً
كن ثورةً كن كل شيء
لاكن لاتكن ضجيع
الأنزواء