الاثنين 09 . 11 . 2015
زياد منى / فلسطين
شكّل انتصار الثورة البلشفية في روسيا القيصرية هزّة عنيفة للمعسكر الرأسمالي، بقيادة بريطانيا ومن ثمة الولايات المتحدة، إذ للمرة الأولى لم تعد الرأسمالية “نهاية التاريخ”. ولأن الأهداف التي وضعتها الثورة في روسيا كانت معادية لرأس المال، محلياً وعالمياً، إضافة إلى رفعها شعار «حق الأمم في تقرير المصير» وتشكيل الأممية الثالثة أو ما يعرف بالكومنترن، فقد أضحت تحدياً مادياً حقيقياً للمنظومة الاستعمارية العالمية.
تصرّف القوى الاستعمارية على الثورة البلشفية تعددت وجوهه، لكن الأخطر كان غزو روسيا عام 1918-1920، بالتواطؤ مع كل من الولايات المتحدة وغيرها، دعماً للتحالف الرجعي الروسي المسمى “البيض”. كذلك حاولت فصل دول البلطيق عن روسيا. الدولتان الاستعماريتان أخفقتا في تحقيق أهداف غزوهما، أي إسقاط البلاشفة، وانتهى أمر معظم جنودهم إلى الموت تجمداً في ثلوج روسيا السيبيرية واندحار من بقي منهم على قيد الحياة.
الدول الاستعمارية خاضت الحرب تلو الأخرى في العالم بهدف السيطرة عليه من دون منازع. فعلى سبيل المثال، غزت بريطانيا كل بقاع العالم ما عدا 22 دولة منها تشاد وليشتنشتاين ولوكسمبورغ وقرغيزستان، والسويد والفاتيكان!
الحرب الساخنة التي شنتها الدول الاستعمارية، عندما أخفقت، تراجعت لمصلحة “حرب باردة” هدفها محاصرة الثورة البلشفية من جهة، وتسويغ تدخلاتها في مختلف بقاع العالم من جهة أخرى. الطريق إلى ذلك كان شيطنة الاتحاد السوفياتي لإظهار نفسها وكأنها الملاك الحارس للبشرية، وكذلك عبر إقحام مجموعة من النعوت والمصطلحات “الذرائعية” إلى الصراع الفكري، منها “الستار الحديدي”، و”سياسة الاحتواء”، إضافة إلى “حقوق الإنسان” و”حرية التعبير” و”حرية الصحافة”، و”محاربة الإرهاب”.
المصطلحات الذرائعية اجترحتها القوى الاستعمارية ووظفتها للتغطية على هدف واشنطن النهائي، وهو السيطرة على العالم وفرض “طريقة الحياة الأميركية/The American Way Of Life”.
المؤرخون الغربيون الناتويون، يعيدون بدء الحرب الباردة إلى خطبة رئيس الوزراء البريطاني المخلوع ونستن تشرتشل “مصادر قوة السلام/Sinews of peace”) في وستمنستر كولدج بفولتن في ولاية ميسوري بتاريخ 5 آذار 1946 بحضور الرئيس الأميركي هاري ترومن. بالمناسبة، وزير الدعاية النازي غوبلز ووزير الخارجية الأميركي ألن دالاس استعملاه أيضاً للإشارة إلى موسكو.
المصطلح نفسه أطلقه الصحفي الأميركي هيارد سووب، الذي كتب كلمة مستشار الإدارة الديمقراطية برنارد باروخ، الذي بدوره ألقاها في 16 نيسان 1947، وتم اعتمادها من بعد ومن ثم انتشارها عبر مؤلف الصحفي ولتر لبمن “الحرب الباردة، 1947” الذي صرح بأنه استقى المصطلح من الفرنسية (la guerre froide) العائد إلى ثلاثينيات القرن الماضي.
لكنّ مؤرخين آخرين، مستقلين، يعيدون تاريخ الحرب الباردة إلى عام 1920، أي إلى انطلاق حملة شيطنة روسية البلشفية قبل ولادتها.
لنأخذ الآن المصطلح الاستعماري “الستارة الحديدية” للإشارة إلى الاتحاد السوفياتي ليتبيّن، ولا عجب، أنه مأخوذ من التلمود البابلي (متيصه شل برزل)، والمرتبط على نحو وثيق بمفهوم “الحرب المقدسة” في كتاب اليهودية والمسيحية المقدس.
“سياسة الاحتواء” مصطلح آخر، عنى في جوهره [محاولة] منع انتشار الفكر الاشتراكي في العالم بأي وسيلة كانت. واضع هذه السياسة الرئيس الأميركي هاري ترومن، لكن الصياغة تعود إلى الدبلوماسي الأميركي جورج كنن، الذي عزّز مبدأ ترومان (1947) القائم على تقديم الدعم العسكري لدول كي تقاوم الشيوعية، وتلاه مبدأ آيزنهاور المماثل في جوهره الذي رأى أن الخطر الوحيد الذي يهدد واشنطن يأتي من موسكو.
هذا المبدأ والمصطلح الذرائعي أثر في الشرق الأوسط [الممتد من المغرب إلى حدود الصين وفق توصيف وزير الخارجية ألن دالاس] حيث عنى محاصرة الاتحاد السوفياتي عبر إقامة حزام من الأنظمة المعادية له. والتأثيرات الأخرى لذلك المبدأ في منطقتنا إقامة واشنطن ولندن مجموعة من الأحلاف مثل حلف بغداد وحلف السنتو، لدعم القوى والقيادات والأنظمة الرجعية الدائرة في فلك الغرب وفي مقدمتها نظام عمَّان المتصهين ونظام بغداد الملكي، إضافة إلى دعم كميل شمعون في لبنان.
هذا المبدأ الذرائعي عنى أيضاً التآمر المستمر على سورية حيث وصل الأمر إلى درجة أمر الجنرال دوايت أيزنهاور القيادة العسكرية الأميركية بالاستعداد للحرب في المنطقة تتضمن احتلال سورية. وقد سبق لنا عرض ثلاثة كتب عن تلك الأحداث الخطيرة، لكن المنسية، في هذا المنبر.
كذلك دعمت واشنطن وهابيي العصر الحجري السعوديين، وكثفوا من محاربة مشاريع الرئيس جمال عبد الناصر الاستقلالية.
ومن الضروري تذكّر دور كيان العدو الصهيوني التآمري في المنطقة.
المؤرخون، ومن ضمنهم الناتويين، يتفقون، على أن نمو الحركة القومية العربية في سورية ومعاداتها للاستعمار، خصوصاً عقب العدوان الثلاثي شكل دافع إصدار ذلك المبدأ الاستعماري. وهو الذي استخدم للتدخل الأميركي في لبنان عام 1958 لدعم كميل شمعون الذي لم يتعرض لأي تهديد خارجي بل لنمو الحركة القومية العربية الوطنية في الداخل اللبناني، علماً بأن الوثائق المفرج أخيراً عن سريتها تثبت أن واشنطن هي من أمر كميل شمعون بطلب إنزال القوات الأميركية.
كذلك أُنزلت قوات ناتوية في الأردن لدعم جلالة مليك البلاد المفدى الذي كان يعاني نمو الحركة الوطنية القومية في الأردن، خصوصاً إبان عهد الوحدة المصرية السورية.
المؤرخون الناتويون يعيدون سبب خطبة تشرشل الآنفة الذكر التي أطلق عبرها الحرب “الباردة” على الاتحاد السوفياتي، لأن الأخير صمم على التوسع وعدم الانسحاب من الأراضي التي احتلها/حررها من ألمانية النازية. لكن الوقائع الموثقة توضح أن أوروبا الشرقية تقع ضمن منطقة نفوذ موسكو، وذلك بالاتفاق مع روزفلت وتشرشل معاً، ومع الأخير على انفراد في قمتهما الرابعة التي عقدت في موسكو عام 1944، بالعلاقة مع ما يعرف باتفاقية المحاصصة (Percentages Agreement) التي حددت مناطق نفوذ الأخيرة.
الاتحاد السوفياتي فرض في مؤتمر جزيرة القرم أو يالطا شروطه على حلفائه في الحرب، الذين كانوا يعدون حرباً عليه، حتى قبل انتهاء أمر النازية. الرئيس الأميركي روزفلت اعترف بعدم تمكنه من فرض أي أمر على ستالين، آخذين في الاعتبار حقيقة أن الاتحاد السوفياتي تحمّل وزر الحرب الأكبر وتحمّل خسائر لا نهائية لها. مثلاً: أكثر من عشرين مليون قتيل ونحو مئة ألف بلدة مدمرة.
بالعودة إلى ملفات محادثات يالطا وموسكو نقرأ أن ستالين أبلغ روزفلت وتشرشل بأن بلاده عانت حربين عدوانيتين شنتهما ألمانيا عبر بولونيا، لذا فإنه سيعمل على تقوية الأخيرة كدولة مستقلة، ضمن مناطق نفوذ موسكو، لحماية حدود بلاده الغربية، ووافق روزفلت على ذلك رافضاً اعتراض تشرشل.
هنا علينا تذكر حقيقة أن تشرشل وآيزنهاور عارضا فتح جبهة ثانية في أوروبا ضد ألمانيا النازية؛ تشرتشل قال في هذا المقام: فليدمرا بعضهما ثم نرث نحن ما يبقى!
ولا يمكن نسيان حقيقة أن ستالين وافق على سيطرة الغرب على اليونان، مع أن المحاربين الشيوعيين قد تمكنوا، بدعم من يوغسلافيا وألبانيا، من تحريرها بعد انسحاب القوات الألمانية والإيطالية منها. لقد قامت القوات البريطانية بإعادة احتلال اليونان، بمشاركة متواضعة من حليفها اليوناني المحلي بزعامة باباندريو، وهو والد الزعيم اليوناني الأسطوري أندرياس باباندريو، وارتكبت هناك المذابح بحق المحاربين اليونان حيث علقت لهم المشانق في الميادين، وأطلقت النار على المتظاهرين العزل في ميدان سنتيغما الواقع في وسط العاصمة أثينا؛ ثم يمتلك الغرب الوقاحة والصفاقة للحديث عن قمع ما يسمونه انتفاضة المجر عام 1956.
تقاسم مناطق النفوذ كان جزءاً من تفاهم شامل بين موسكو وواشنطن بخصوص مستقبل الحرب وثمن لدخول الأولى في الحرب على اليابان إلى جانب الولايات المتحدة وفق تاريخ محدد هو ثلاثة أشهر بعد انتهاء الحرب على ألمانيا النازية، وهو ما حصل فعلاً. روزفلت لم يعش ليرى ذلك، لكن ترومان حاول منع تنفيذ الاتفاق عندما قرّر استخدام القنبلة الذرية ضد اليابان في محاولة استباقية لمنع مكاسب روسية وفق التفاهم آنف الذكر، ومن ذلك شبه استعادة جزيرة سخالين وغيرها التي ضمتها اليابان في حروب سابقة!
أما تشرشل، الغارق حتى رأسه في أكثر المؤامرات خسة وأكثرها وضاعة، حتى على حلفائه كما سنرى لاحقاً، فقد طلب من قادته العسكريين وضع خطتين لغزو الاتحاد السوفياتي. العملية عرفت باسم “عملية ما لا يخطر على بال/ Operation Unthinkable”، مستخدماً قوات الحلفاء وأسرى القوات الألمانية النازية وحشد لها نحو مليوني جندي. الهدف كان استغلال التفات الاتحاد السوفياتي إلى الحرب على اليابان في الشرق، واضطراره إلى سحب قواته إلى هناك. خطة تشرشل المصاب بسعار عنصري مدمن لم تكن تهدف إلى تدمير الاتحاد السوفياتي فحسب، بل أيضاً القضاء على العنصر السلافي.
“عملية ما لا يخطر على بال”، التي كان من المفترض أن تنطلق بتاريخ 01/07/1945، بهجوم 47 فرقة بريطانية وأميركية، تُضاف إليهم قوات بولونية ومئة ألف جندي ألماني من أسرى الحرب في الجبهة الغربية، على القوات السوفياتية في منطقة دريسدن، بقيت سرية إلى أن رفع غطاء السرية عنها في عام 1998، لكن موسكو كانت على علم بها وقتها حيث تبيّن مدى تغلغل وكلاء استخبارات موسكو في 10 داوننغ ستريت. واشنطن، التي انتقلت زعامتها إلى هاري ترومن بطل محرقتي هيروشيما وناغازاكي، دعمت الخطة، لكن القادة العسكريين الإنكليز اعترضوا خشية من أن ينتهي أمرها إلى الهزيمة وانسحاب القوات الأميركية من أوروبا استعداداً لغزو اليابان، وتمكن القوات السوفياتية من احتلال أوروبا الغربية وحتى بريطانيا نفسها.
واشنطن نفسها وضعت خططاً أخرى لمحو الاتحاد السوفياتي بوساطة القنابل الذرية وفق خطة “بلان تُتَلِتي/Plan Totality”. الخطة وضع تفاصيلها الجنرال دوايت آيزنهاور، بناءً على أوامر هاري ترومن، بطل هيروشيما وناغازاكي، لكن بعد مؤتمر بوتسدام عام 1945 الذي حدد الخطوط المشتركة لمصير ألمانية بعد الحرب، وتقضي بقصف الاتحاد السوفياتي بعشرين إلى ثلاثين قنبلة ذرية على مدنه الرئيسة ومنها، في الدفعة الأولى، موسكو وغوركي وتبليسي (عاصمة جورجيا، وطن ستالين) ولينينغراد وباكو ومولوتوف وستة عشر مدينة أخرى.
ويضاف إلى القائمة خطة عام 1967 (دروبشات/Dropshot) المثيلة، التي كشف النقاب عنها عام 1977.
من المهم هنا تذكر أن الجنرال آيزنهاور، رئيس الولايات المتحدة لاحقاً، أمر مساعديه عام 1956 بإعداد دراسة عن نتائج حرب نووية مع الاتحاد السوفياتي. عندما تبيّن له أن تأثيرها في بلاده وفي أوروبا سيكون مدمراً، اضطر إلى تغيير سياساته العدوانية المفضوحة ضد الدول والقوى التي صنفها على أنها معادية.
لقد وجد صراع مستمر بين مختلف القوى حول بعض السياسات ومنها بين لندن وواشنطن حيث رفض روزفلت دعم مطالب تشرشل بخصوص بولونيا وتعويضات الحرب، كذلك فإنه اتفق مع ستالين على أوضاع آسيا الوسطى أي أوراسيا، ضد رأي تشرشل بما عرضه في مجلس العموم لتهمة خيانة الحلفاء. قبل ذلك، بريطانيا وفرنسا كانتا قد خانتا بولونيا عندما تعرضت للاحتلال النازي حيث اكتفت الأولى بداية بقصف مدن ألمانيا بمناشير ورقية! أما الثانية فعمدت إلى تحريك قوات لها قرب الحدود الألمانية، لا أكثر.
يضاف إلى تهم خيانة بريطانيا أصدقاءها من قبل في اتفاقية ميونيخ مع هتلر. هنا لا بد من التعجب من وقاحة لندن بخصوص اتفاقية عدم الاعتداء بين موسكو وبرلين عندما تبيّن للأولى محاولة الدول الاستعمارية تقديم التنازلات للأخيرة لتحفيزها على مهاجمة الاتحاد السوفياتي.
مسلسل خيانة زعماء الغرب لأصدقائهم وحلفائهم في الغرب نفسه استمر بعد الحرب العالمية الثانية حيث وافقت واشنطن ولندن على تسليم موسكو المواطنين السوفيات الذين كانوا قد انضموا إلى الحلفاء الغربيين في الحرب، وكذلك الفارون من الثورة البلشفية. يضاف إلى ذلك خطط بريطانيا لتقاسم ألمانيا بين الحلفاء الغربيين، لكن واشنطن رفضت ذلك وعمدت إلى تشجيع الدائرين في فلكها من الألمان إلى إعلان قيام الجمهورية الألمانية الاتحادية في 7 أيلول 1949 ضمن حدود عام 1937، التي تتجاوز حدودها الشرقية الحالية، ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الألماني. بعد ذلك بشهر، أعلن الشيوعيون في منطقة الاحتلال السوفياتي قيام الجمهورية الألمانية الديمقراطية. ثم عمد الغرب إلى تشكيل منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولم تلجأ موسكو إلى تشكيل حلف فرصوفيا إلا بعد انضمام ألمانيا الغربية إليه في عام 1956.
المهم في الأمر، تأكيد حقيقة ذرائعية سياسات واشنطن، لكونها ممثلة للغرب الاستعماري. فقد استخدمت مختلف الذرائع خدمة لهدف واحد هو السيطرة على العالم آخذين في الاعتبار أن قادتها يعدون بلادهم نهاية التاريخ وأنها مملكة الرب النهائية.
فقط من هذا المنظور، على المرء الحكم على الشعارات البراقة التي تطلقها واشنطن وحليفاتها الغربيات للتمويه على هدفها الحقيقي الذي لم تنفه يوماً.
ومن هذا المنظور على المرء النظر إلى حملة واشنطن الحالية المسماة مكافحة الإرهاب. واشنطن ترفع هذا الشعار فقط بهدف العودة إلى المنطقة بعد هزيمتها في أفغانستان والعراق، لذا من الصحيح النظر إلى أنها هي وحلفاءها من أعراب النفط وأنقرة، ضالعة ومتورطة حتى نخاع العظم، كما يقال، في خلق التنظيمات الإرهابية في المنطقة بما يمنحها ذريعة العودة بهدف إنقاذ المنطقة.
ليس ثمة من خطر يهدد واشنطن يتأتى من المنطقة، وكل ما تريده من خلال الدمار الذي تلحقه بها، إضافة إلى كسب عقود إعادة الإعمار، إكمال محاصرة موسكو وأوراسيا [الإسلامية] بهدف السيطرة على ثروات تلك البلاد وتحقيق السيطرة الكاملة على العالم. ومن هنا وجب فهم مواقف موسكو وبكين، علماً بأن كتب التاريخ لا تخبرنا بأن لأي من الدولتين خططاً استعمارية.
وإذا كانت وثائق ويكيليكس وأوراق سنودن قد عرت واشنطن وحليفاتها على نحو غير مسبوق تاريخياً، وفضحت تجسسها حتى على مكالمات قادة حلفائها الشخصية، فإن الأجيال القادمة ستكتشف حقيقة مؤامرات واشنطن وخططها تجاه بلادنا وشعوبنا الجارية الآن. لكن استباق ذلك واجب وطني حتى لا ينطبق علينا القول: «وصلوا إلى الحِكمة، لكن بعد فوات الأوان».
*باحث ومؤرخ فلسطيني
الاخبار اللبنانية