الرئيسية / مقالات / رحلتي إلى الحدود الجزائرية المغربية / بكالوريا البحر

رحلتي إلى الحدود الجزائرية المغربية / بكالوريا البحر

السيمر / الخميس 21 . 07 . 2016

معمر حبار / الجزائر

يوم الثلاثاء 07 شوال 1437، الموافق لـ 12 جويلية 2016، هو اليوم الذي تم فيه الإعلان عن شهادة البكالوريا.
كان يوما عصيبا جدا، حيث ظلّ أكبر الأبناء وليد، يتتبع عبر الصفحات والمواقع نشر نتائج البكالوريا. فقد قيل لهم أن النتائج ستنشر على الساعة السادسة مساء، ثم أجلت إلى الساعة الثامنة ليلا، ثم العاشرة ليلا.
وطال الانتظار وتهاطلت اتصالات المحبين للاستفسار عن النتيجة، وكل يطلب أن نعلمه بالنتيجة.
وبدأت بعض نتائج زملاءه في الظهور، إذ به يدخل الغرفة والفرحة لا تسعه.. نجحت وبـ 18.33، وأعادها مرارا .
وكان يوما مشهودا، أطلقت الأم زغرودة اسمعت من في الطابق، وصلى الأب ركعتين شكرا لله تعالى، وحمد الله على نعمة الولد ونعمة النجاح بامتياز.
وبما أن وقت إعلان نتائج البكالوريا كنا في عطلة يمرسى بن مهيدي بالحدود الجزائرية المغربية، فقد زارني عدد من الاساتذة لتهنئتي على نجاح الولد، وكانت فرصة لتبادل وجهات النظر حول التخصص المناسب من وجهة نظر كل طرف، وكانت فرصة وبما يراه مناسبا حسب ظروف عمله.
ومن يوم إعلان نتائج شهادة البكالوريا إلى غاية كتابة هذه الأسطر وإلى الايام القادمة، ظل الحديث مع الإبن وليد كله حول الاختيار الأفضل والمناسب.
وبما أني لا أتدخل في شؤوني البناء إلا بالقدر الذي يقوم عوج، فقد قدمت رأيي إنطلاقا من تجربتي التي تعتمد على تجربة 25 سنة.
ومما قلته وما زلت أردده ، حاول أن تختار التخصص الذي يجمعك بأهلك وولدك. واعلم بأن لك أخا سيجتاز البكالوريا بعد عامين، فاختار الأفضل والأحسن، حتى تكون قدوة حسنة لأخيك، فيختار بدوره الأحسن والأفضل. وبما أنك تحصلت على معدل ممتاز، فإن كل الأبواب أمامك مفتوحة، فادخل من أوسع الأبواب وأحسنها. وأن كل الأبواب التي إخترتها يتمناها الكثير، ولكن التجربة علمت الأب أن يتحدث عما وراء التخصص المطلوب، والظروف التي تحيط بالشخص.
ما أحزن الأب حقا، وظهر أثره السلبي جليا على الإبن، أن كل الاختيارات التي تمناها وترجاها، قيل له إنها بالواسطة، وينالها المقربون من أبناء المقربين.
ما زال الأب يوصي إبنه بأن لايقع في المحظور، وأن ربك ليس بظلام للعبيد، وأن الجزائر ما زال فيها أهل الفضل والخير، الذين يعرفون قدر أبنائها الممتازين من حملة 18.33، وسيفون أجرهم دون حساب.
مهمة الوالدين أن يغرسوا في الأبناء، أن المستقبل يبنى بصفاء الحاضر ونقاء الماضي، وأن الله لا يضيّع حامل علم وصاحب خلق، ولو تلبدت سماؤه بالغيوم السوداء لبعض الوقت. وسيوفيه ربه أجره ولو بعد حين، إكراما لدعاء الوالد وطاعة الولد.

اترك تعليقاً