الرئيسية / الأخبار / المراكز الاسلامية في اوروبا.. من يموّلها؟

المراكز الاسلامية في اوروبا.. من يموّلها؟

متابعة السيمر / السبت 06 . 08 . 2016 — بعد نجاح منفذي الهجمات الارهابية في فرنسا في تنفيذ اعتداءاتهم تم توجيه انتقادات حادة لعملية تمويل المساجد في فرنسا وتنظيم نشاطاتها وقد وعدت الحكومة الفرنسية انها ستراقب بدقة مصادر التمويل الخارجية لهذه المساجد وستقلصها.
ومنذ شهر سبتمبر الماضي تم اغلاق قرابة 20 مسجدا ومركزا اسلاميا مرتبطا بالتيارات السلفية الاصولية وتحريك ملفات طرد عشرات الدعاة الاصوليين من فرنسا.
وجاء في تقرير لجنة التحقيقات التابعة للبرلمان الفرنسي انه نظرا لعدم قدرة الحكومة الفرنسية على تمويل دور العبادة بسبب قانون الميزانية يتجه المسلمون نحو الدول الاجنبية لتأمين هذه الميزانية وحتى الان ارسلت تركيا 151 شخصا والجزائر 120 شخصا والمغرب 30 شخصا كأئمة جماعة الى فرنسا والعدد الاجمالي لأئمة الجماعة الآتين من الدول الاجنبية هو 301.
وتقول قناة يورونيوز ان المغرب ارسلت 6 ملايين يورو الى دور العبادة التابعة للمسلمين في فرنسا في عام 2016 وان السعودية قد صرفت قرابة 4 ملايين يورو منذ عام 2011 لبناء 8 مساجد ودفع رواتب 14 امام جماعة في فرنسا.
وتشير احدث الاحصائيات إلى ان عدد المساجد ودور العبادة التابعة للسلفيين قد تضاعفت مرتين خلال السنوات الـ 4 الماضية وان عدد هذه المساجد على الاراضي الفرنسية قد وصلت من 44 مسجدا في عام 2010 الى 89 مسجدا في عام 2014.
وهناك دول مثل الجزائر او المغرب تركز اهتماماتها على فرنسا نظرا لوجود مهاجريها في هذه الدولة لكن دول اخرى مثل السعودية تتابع دعمها للجماعات الاصولية في نطاق اوسع في اوروبا، وتعتبر بريطانيا من الدول التي تركز السعودية على دعم الاصوليين والسلفيين الاوروبيين فيها الى جانب الدعم الذي تقدمه لهؤلاء في فرنسا.
ان ابرز انواع الدعم غير المباشر الذي يقدم الى المراكز الاسلامية في اوروبا هو الدعم الذي يقدم الى مؤسسة المنتدى الاسلامي الذي تأسس في عام 1986 في لندن وتعتبر هذه المؤسسة الان منظمة خيرية دولية تنشط في مناطق واسعة في افريقيا تشمل 21 بلدا، وقد وسعت هذه المنظمة نشاطاتها في سوريا منذ عام 2013 وتدعي انها اعادت اعمار قرية كاملة بالتعاون مع مؤسسة “الخير” السعودية، وتشير المعلومات المتوفرة ان مؤسسة المنتدى الاسلامي تتلقى تمويلا سعوديا وتنشط في اوروبا كمنظمة أهلية لها نشاطات انسانية وثقافية وهي تقدم سلات غذائية وتفتتح مدارس ومعاهد في ضواحي واطراف المدن كما هناك مؤسسات اخرى تتبع هذه المنظمة التي يقع مقرها في لندن.
لكن منظمة المنتدى متهمة بتقديم الدعم للجماعات الاصولية وخاصة بوكو حرام، فقد نقلت صحيفة الغارديان في يوليو 2012 عن عضو مجلس اللوردات في البرلمان البريطاني ديفيد التون ان منظمة المنتدى تدعم جماعة بوكو حرام النيجيرية بالمال، وليس هذا الاتهام هو الوحيد من نوعه بل ان الكثير من المسؤولين المحليين في لندن ومنهم ريتشارد بيرنز مساعد عمدة لندن ونيك كلغ من المسؤولين الكبار في هذه المدينة قد حذروا من العلاقات العلنية بين منظمة المنتدى وبوكو حرام.
واضافة الى ذلك قدم المحامي النيجيري الناشط في مجال حقوق الانسان في امريكا ايمانوئل اجيب شهادة امام الكونغرس الامريكي اكد فيها ان منظمة المنتدى تقدم الدعم المالي لبوكو حرام.
وهناك تقارير عدة صدرت حتى الان تؤكد الصلة المالية بين المنتدى وبين السعودية والامارات، وفي تقرير اوردته صحيفة ديلي ميل تم الكشف عن معلومات تفيد بأن شخصا كويتيا يقيم في بريطانيا ويدير مدرسة ابتدائية في لندن ويدعى الدكتور نبيل العوضي هو صلة الوصل بين المؤسسات التي تعمل تحت غطاء منظمة المنتدى الاسلامي وبين المسؤولين الرسميين في السعودية والامارت.
ولم يقتصر الدعم المالي المقدم الى المراكز السلفية في اوروبا على منظمة المنتدى بل يؤكد تقرير مفصل لمؤسسة ابحاث جيمز استون في واشنطن تحت عنوان “نمو الاصولية الاسلامية” ان مراكز عديدة بادرت الى تقديم الدعم المالي واسناد المراكز الاسلامية في اوروبا، ويضيف هذا التقرير ان جمعيات ومؤسسات سعودية ومنها مؤسسة الدعوة والاتحاد العالمي للمسلمين والندوة العالمية للشباب الاسلامي والمنظمة الدولية للمساعدات الاسلامية ومؤسسة الحرمين، كانت ناشطة حتى الان في تقديم الدعم للمراكز السلفية.
ان معظم هذه المؤسسات تعمل تحت غطاء الجمعيات الخيرية وبدعم من بعض الامراء السعوديين او اشخاص مقربين الى الملك السعودي، وان دراسة نشاط كل مؤسسة من تلك المؤسسات من اجل معرفة مدرائها وعلاقاتهم مع البلاط السعودي تتطلب ابحاث منفصلة وموسعة لكن ما هو معلوم وواضح ان تزايد الهجمات الارهابية في اوروبا والغرب يتزامن مع نمو وتزايد عدد المؤسسات الاصولية بدعم من اهم حلفاء الغرب اي السعودية وهذا الامر ليس خافيا على القادة الاوروبيين والامريكيين لكن ولأسباب معينة تنعدم الارادة والرغبة لدى الساسة الغربيين لمعالجة هذا الامر وايجاد حل جذري له.

*الوقت

اترك تعليقاً