أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / هل جاء الدور على الأردن ؟

هل جاء الدور على الأردن ؟

السيمر / الجمعة 19 . 2016

أحمد الحباسى / تونس

العرب لا يقرؤون و إن قرؤوا لا يفهمون و قلائل من حكام العرب من فهم الدرس من البداية و انخرط في الدفاع عن المصالح العربية و يقف اليوم في مواجهة المؤامرة القذرة التي دبرها المحافظون الجدد و تنفذها للأسف أيادي و أموال السعودية و بقية دول الخليج بالتعاون مع تركيا و بعض الأشلاء البشرية في تيار الحريري ، هناك مؤامرة لتفتيت المنطقة العربية و لا فرق عند الأمريكان و الصهاينة بين “الموالين” و المعارضين للسياسة الصهيونية الأمريكية في المنطقة لان الهدف الخفي و المعلن واحد و هو تدمير المنطقة و تفتيتها و انتزاع خيراتها بالقوة الناعمة بعد أن تولى التحالف ضرب قوة العراق العسكرية ليضع كامل المنطقة العربية تحت خط الفوضى ، و لعل ما أعلنه وزير الدفاع الأمريكي منذ ساعات حول نية الإدارة الأمريكية فتح جبهة جديدة قرب الحدود الأردنية جنوب سوريا بعلة قتال التنظيمات الإرهابية التي تحاول إسقاط النظام السوري هو موقف يثير كثيرا من علامات الاستفهام و الريبة بل أنه موقف منتظر في نظر المتابعين الذين يعلمون أن لا أحد من هذه الأنظمة العميلة الفاشلة سيقف في وجه مؤامرة التقسيم و إعادة رسم خطوط و حدود المنطقة .
منذ بداية المؤامرة على سوريا حرص الأردن كعادته على الانخراط فيها بطرق حربائية مختلفة مما أثار حفيظة النظام السوري عدة مرات و دفعه لاستنكار عديد التصرفات القذرة لهذا النظام الفاشل ، فى ظاهره كان الموقف الاردنى ” سليما” لكن ما خفي كان أعظم لان المخابرات الأردنية عملت دائما على تمرير الإرهابيين و كميات السلاح إلى الداخل السوري و هناك عشائر معينة موالية لتنظيم الإخوان المحظور في سوريا تولت تقديم دعم لا محدود للجماعات الإرهابية و من بين هذا الدعم تقديم معلومات مهمة للمخابرات الصهيونية و بعض مخابرات دول الخليج للتنسيق لضرب مواقع حيوية داخل سوريا و السماح للتنظيمات الإرهابية بالتمدد عموديا و أفقيا في عدة مناطق مهمة من التراب السوري ، أيضا كان هناك دور سياسي أردني مكشوف لمؤازرة الحملة السعودية في الجامعة العربية و في مؤتمر وزراء الداخلية العرب سواء لضرب حصار اقتصادي على سوريا أو “إبعاد” قنواتها الفضائية من مدار البث في المنطقة بفعل قرار عربسات أو إعطاء كرسي سوريا في الجامعة لما يسمى الائتلاف السوري.
في كل الأحوال ما ننقله باختزال شديد لم يعد سرا و تنضح به كل وسائل الإعلام العربية و العالمية لكن من الظاهر أن الولايات المتحدة تريد اليوم التخلص من النظام الأردني نفسه تحت ذريعة حرص مزعوم و ادعاء كاذب بوجود إرادة أمريكية للقضاء على تنظيم داعش و منعه من التمدد باتجاه الأردن ، هذا الموقف الأمريكي خبيث و خبيث جدا لأنه يريد نقل الحريق السوري الملتهب إلى داخل الأردن لربط ما يجرى حاليا من تحولات و أحداث دراماتيكية بمدينة درعا مع شمال الأردن ، هذه الإستراتيجية الأمريكية الجديدة تريد إشعال حريق في الأردن و استغلال بعض المجموعات الإرهابية التي تشغلها المخابرات الأمريكية حتى تتمكن بعض ” القذائف التائهة” من فرض حالة من الفوضى و الكراهية و الاحتقان على جدود البلدين و تتيح الفرصة لأجهزة المخابرات الصهيونية التركية السعودية تمرير مخططها القذر في ضرب العلاقات الشعبية التي لا زالت متواصلة بين عائلات البلدين ، هذا المخطط القذر يهدف أيضا إلى تحويل أنظار الجماعات الإرهابية إلى الداخل الأردني الذي يعيش حالة من التخبط و الارتباك خاصة بعد تفجير مقر المخابرات الأخير و تواتر معلومات مؤكدة على أن هناك عمليات تفجير ستهز الأردن في الأيام القادمة .
طبعا هناك سعى أمريكي سعودي صهيوني لتوريط النظام الأردني أكثر فأكثر تحت التهديد برفض حمايته و تركه يواجه مصير العراق ، هناك مؤامرة يدبرها إخوان الأردن لخلق “دولة الخلافة” و هناك علاقات مشبوهة بين هؤلاء العملاء و المخابرات الصهيونية و هناك حالة تشابك مصالح و تبادل أدوار و بالتالي فان هؤلاء يرون أن ساعة إسقاط النظام الأردني قد حانت و جاز الدخول مع الجماعات الإرهابية في حالة انسجام مطلوبة ، لكن ما يجب الإشارة إليه اليوم أن النظام العميل في الأردن قد شعر في نهاية الأمر أن الماء يسيل تحت قدميه و أن ” الصديق ” الأمريكي يريد به شرا و أن هناك تحالفا و تنسيقا بين الإخوان و بين المخابرات الأمريكية لرسم خريطة “سنية” مختلفة عن كل الخرائط و التحالفات السابقة يتم بمقتضاها تمكين الجماعات الاخوانية الإرهابية من إعلان دولة الخلافة الموعودة و إعطاء إسرائيل مزيدا من الظروف المواتية لشرذمة المنطقة العربية و بسط نفوذها الاقتصادي و العسكري عليها بشكل كامل يعيق مستقبلا كل تحرك عربي لإعادة تنظيم الصفوف .
لا يخفى أن العاهل الأردني قد أبدى بعض التحفظات العلنية حول الخطة الأمريكية بحيث رفض في عدة تصريحات تشكيل مواقع لتنظيم داعش على الحدود الأردنية معتبرا أن مقاومة الإرهاب لن يكون بهذه الطريقة الأمريكية المشبوهة و لا بهذا الشكل العشوائي المتسرع ، هذا الموقف نابع من كون الملك عبد الله الثاني على علم بكون السعودية و الأمريكان و الأتراك هم من أدخلوا الإرهاب للمنطقة إلى حدود الأردن بحيث أصبح يشكل هاجسا امنيا و عسكريا إضافيا لهموم المملكة الاقتصادية و السياسية لذلك من المؤكد أن الملك يتساءل اليوم عن الدوافع الحقيقية الأمريكية التي جعلت هذه الإدارة الفاشلة تطلق مثل هذه التصريحات المغشوشة في مثل هذا التوقيت الساخن و ما هو المقصود منها و هل أن الأردن قادر على مواجهة هذه الجماعات و ما هو دور السعودية في محاولة إسقاط النظام و هل حان الدور على المملكة لتعيش مرحلة الفوضى الخلاقة و من سيقوم بعملية التمويل و ما هو مصير النظام الذي بدأ يشعر بهروب الأصدقاء و شماتة ” الأعداء ” .

بانوراما الشرق الاوسط

اترك تعليقاً