السيمر / الثلاثاء 30 . 08 . 2016
عبد الحمزة سلمان النبهاني
البرلمان مجموعة من الأشخاص, أختارهم الشعب, بالطرق المتعارف عليها, لإختيارهم وهو أمر لا بد منه, أن يكون ممثلين عن الشعب يديرون شؤون البلد, و يسمى مجلس الشورى في بعض البلدان, ومجلس الشيوخ في أمريكا, ومهما أختلفت التسميات إلا أن الهدف منه تحقيق مصالح الشعب, ونقل معاناته للحكومة, لتشرع القوانين والقرارات والأوامر, التي جميعها تصب بهدف واحد تحقيق المصلحة العامة, لأفراد البلد أو المجتمع .
جميع بلدان العالم أو أغلبها, حكوماتها وبرلمانها خليط من عدد كبير من ممثلي الأحزاب والقوميات, ويتدينون بأديان مختلفة, منها عقائدية أو ليس لهم عقيدة أو دين, ولكن تربطهم وحدة المصير المشترك, ووطنيتهم وولائهم لشعوبهم, التي أختارتهم ليعتلوا المناصب, التي من خلالها يقدمون الخدمات, ويرعون مصالح شعوبهم .
الدول الغربية التي تتصدر المراتب الأولى, في التطور والتقدم من الناحية التكنولوجية والتقنية, تعتمد بنيتها الأساسية على مفكرين وعلماء, يكونون في المرتبة الأولى من المسلمين, و أصولهم عربية وعراقية, دفعتهم الظروف والقدر المحتوم, ليكونوا في تلك الدول, ليزيد وجودهم فيها رقيها.
ثبت أن المسلمين ورجال الدين, قادة مجتمع وقادة رأي وتطور وحضارة, بإستطاعتهم التفوق في كافة مجالات العلوم والتكنولوجيا الحديثة, ويواكبون التطور العالمي, وما يحصل في جمهورية إيران الإسلامية, تجسد الشخصيات الإسلامية والشيعية بصورة خاصة, إستطاعت مقاومة العالم الغربي, وعملائه العرب في دول البعير, لتكسب جولات المفاوضات, لإمتلاك السلاح النووي, وتصبح من الدول العظمى التي يهابها المجتمع الدولي, وذو تأثير فعال بالمنطقة .
حاولت أمريكا والدول الأخرى, والإستعمار الصهيوني إيقاف المد الشيعي, الذي تقوده الجمهورية الإسلامية, إلى أن شاء الباري ليكون نفوذه يزداد بجميع الإتجاهات, و لا تعيقه حواجز العولمة الأمريكية, والحرب النفسية والأفكار التكفيرية الوهابية, التي ذابت أمام هذا الصرح الرائع, الذي نسجه قادة الإسلام في المنطقة, من خيوط شعاع شهداء الإسلام, الذين لا زالت أفكارهم, وآرائهم تطرق العقول .
يثبت من ذلك أن المسلمين, ومنهم شيعتنا هم قادة العالم, وأصحاب الرأي والنفوذ والتطور في كل المجالات, بعقلياتهم وأفكارهم وما أوحي إليهم, من الإرث الفكري للرسول ولآل بيته الأطهار (عليهم السلام), وسلاحهم العلم والثقافة, لتحقيق ما أمر به الكتاب المنزل على الرسول الأعظم, كنز العلوم والثقافة والتطور, الذي يواكب جميع العصور .
عراقنا الحبيب الذي يكفكف جراحه, ويتعالى أنينه لما تسبب له من جروح, من الذين يعيشون في أحضانه برفاه, ويخدشون جدار قلبه الذي ينزف قيحا من أعمالهم, التي سمحت لعصابات داعش لتدنس ترابه, التي ترويها دماء الشهداء والأبرياء المغدورين الذين لا ذنب لهم.
هذا البلد شعلة الإسلام, ومنبع العلم والثقافة, التي تترعرع تحت قبة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام), فيفوق دول العالم في كل المجالات, ولكن هنا تجد الحسرة طريقها, والويلات تشق الصدور, لتقول آه من العابثين .
ما أصاب بلدنا من تخلف وإنحدار, نحو الهاوية بجميع المجالات, يتحمل مسؤوليته كل من تصدر مقاليد الحكم, ولم يخلص بعمله, وتجاهل كرامات بلد الأنبياء والأولياء, وكيف ستسحقهم الآهات التي يطلقها المظلومين والفقراء, وقهر الأيتام الذي تفتح له أبواب السماء, ويستجيب له الباري .