متابعة السيمر / الجمعة 02 . 09 . 2016 — في خطوة جبارة وحركة كان العالم كله ينتظرها منذ عقود، قال الإخوة من أهل السنة والجماعة كلمتهم بوضوح.. السلفيون والوهابيون ومتطرفوا الحنابلة ليسوا منا ولا يحق لهم ان يتحدثوا بإسمنا.. نحن الاشاعرة والماتريدية والصوفية أهل الحق. كلام كبير الذي جاء في مؤتمر أهل السنة والجماعة في غروزني (25ـ27 اغسطس/ آب) والذي حضر افتتاحه شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب، وشارك فيه ما يزيد على 200 عالم سنّي من شتى بقاع الأرض، وخاصة البلدان التي تشكل حواضر تاريخية للتسنن والاكثر نفوساً بين المسلمين.
كان ينبغي ان تتخذ هذه الخطوة وبقوة منذ عقود، لنتجنب ما دفعناه كأمة وكبشر نعيش على هذه البقعة الممتدة من جاكرتا الى طنجة، من دماء وجراح واموال، وما عانيناه على مدى سنوات الكذب والتدليس والتكفير والقتل السلفي الوهابي.
كان علينا ان لا نتساهل في مواجهة من صادر قرارنا وتحدث بإسمنا، لمجرد انه يمتلك البترودولار ويعطي منح الحج والعمرة وينثر الاموال بشرط التبعية والتخلي عن العقيدة والحرية.
ان الخط الفاصل الذي وضعه المؤتمر “أهل السنة والجماعة” بين جمهور المسلمين السنة والفرقة السلفية الوهابية كبير وعظيم، فالوهابية تكفر الاشاعرة والماتريدية والصوفية وهؤلاء هم أهل السنة – عقدياً – كما تكفّر اتباع الأئمة ابوحنيفة ومالك والشافعي وهم أهل السنة ـ فقهياً – والغريب ان التكفير يأتي من عقيدة ملوثة تعتقد بالتشبيه والتجسيم والتأيين.. فلو قلت خلاف رأيهم في أن الله في السماء ـ واليعاذ بالله ـ ستكون كافراً، ولو رفضت التشبيه والتجسيم المتسرب الى عقيدتهم من الاسرائيليات وتفسيراتهم الظاهرية للقرآن، ستصبح كافراً.. وبالنتيجة يحلّ قتلك كما يفعلون اليوم بالمسلمين سنة وشيعة، في افغانستان وباكستان والعراق وسوريا وليبيا ونيجيريا والصومال واليمن وكل مكان تصل شراذمهم وقاذوراتهم اليه.
لا نحتاج الى كثير من العناء لنكشف الحقيقة ونعرف حكمهم على أهل السنة والجماعة، فيكفي ان تراجع في ذلك كتب ابن تيمية وابن عبدالوهاب وابن باز وابن عثيمين الى آخر سلسلة مشايخهم ودعاتهم.. لنعرف اختلافهم وتكفيرهم لأهل السنة والجماعة.
نعم كان علينا ان ندفع سيلاَ من الدماء لكي نتجرأ ونقول ان هؤلاء ليسوا منا ونحن براء مما يفعلون بإسم الدين والله.. وكان علينا ان نذهب الى غروزني لنقول كلمتنا، لأننا لا نجرأ ان نقولها في القاهرة وبغداد وتونس واسلام آباد، ولأن بعض حكامنا في الاردن ومصر والسودان والمغرب وباكستان وجيبوتي وجزر القمر و… يستلمون من آل سعود الوهابيين، ولأنه هناك احزاب ومدارس ودعاة وقنوات تلفيزيون وصحف تفوح منها رائحة النفط.
هذه الخطوة الأولى التي لابد من متابعتها لنتخلص من التكفير.. لنتحرر من الجمود، لنكف دماءنا ونقطع نزيف جراحنا التي اجراها السلفيون بسواطيرهم وسكاكينهم.. لأننا من مذهب وشريعة ودين اساسه الرحمة والسلام، ولسنا من فرقة وملة القتل والكراهية والحقد الوهابية – التيمية.
لقد كان رهاننا على وعي وقدرة اخواننا من أهل السنة في محله، كنا ننتظر مثل هذا اليوم الذي تعلن فيه مؤسساتهم الرسمية رأيها وموقفها صراحة وبعيداً عن مصالح أهل الحكم وتبعياتهم ومن سطوة التزييف والتضليل الوهابي..
ان حذف الفرقة الوهابية من معادلات العلاقات بين المسلمين وبين المسلمين وغيرهم من اديان، يعني التعاون والتسالم والعيش المشترك.. يعنى حذف الكراهية والجمود والتكفير والقتل.
نختلف فيما بيننا، لا بأس، اخوة مختلفون.. ومن قال انه يجب ان تتطابق رؤانا في كل شيء.. حتى اصابع اليد الواحدة تختلف، والاخوة الاشقاء في البيت الواحد يختلفون، لكن لا يقتل بعضهم الآخر.
ان عزل الفرقة السلفية الوهابية من اتباع ابن تيمية وابن عبدالوهاب يعني عزل الارهاب في الزاوية الحرجة عقديا واجتماعيا وسياسيا.. يعني يا ايها العالم المسيحي والبوذي والملحد ان هؤلاء الذين يقتلون بكم وينحرون بنا باسم التوحيد وباسم الله، لا يعبدون الهنا نحن المسلمون السنة، ولا يمثلوننا ونحن منهم براء، براءة الذئب من دم يوسف!
* علاء الرضائي / قناة العالم