السيمر / الاثنين 05 . 09 . 2016
أحمد الشرقاوي / مصر
لا يخامر الرئيس الأسد شك بأن خروج سورية من أزمتها لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الحسم مع الإرهاب في الميدان، وفي هذا تعول دمشق على الجيش العربي السوري وحلفائها الأوفياء
بالإضافة إلى الدعم الروسي النوعي الذي ساهم في قلب الموازين والمعادلات في سورية والمنطقة بل والعالم بعد أن تدرج الصراع من محلي إلى إقليمي إلى دولي وأصبح الحل والعقد بيد
اللاعبين الكبار..
لكن الرئيس الأسد كما حلفائه بالإضافة إلى روسيا يدركون أن هدف أمريكا هو إطالة الصراع لاستنزافهم جميعا وإجبارهم على القبول برؤيتها للحل في سورية، وهو ما أعلن عنه منسق
البيت الأبيض ‘روبرت مالي منتصف الشهر الجاري بقوله: “إن بلاده تسعى للتعاون مع روسيا حول سورية من أجل تحقيق أهداف مشتركة، لكنه في حال فشل هذا التعاون فإن واشنطن مستعدة لاتخاذ خطوات كي تستمر الحرب في سورية إلى ما لا نهاية”.
هذا يعني أن الحل والعقد في سورية أصبح بيد روسيا ومرهون بنجاحها في الضغط على الرئيس الأسد للقبول بخيار فدرالية جغرافية في الشمال الشرقي ضمن سورية موحدة كما هو الحال في العراق وتجنيب الأكراد القصف، وأن لا مكان بعد اليوم لقوة إقليمية تملي شروطها على الكبار في المعادلة السورية كـ”السعودية” أو تركيا، وأن لا مانع في أن يبقى الرئيس الأسد على رأس السلطة في حال قبوله بتعديلات نوعية في صلاحيات مؤسسة الرئاسة.
وإذا كان حلم “السعودية” بإسقاط الأسد قد سقط وتراجع دورها في سورية، خصوصا بعد هزيمة أدواتها وعودة داريا إلى حضن دمشق بالمصالحة، وإعلان أقوى الفصائل في الأعظمية
رغبتها في الحوار المباشر مع دمشق للتوصل إلى مصالحة على شاكلة ما تم في داريا، فإن دور تركيا لا يزال قويا بحكم تحكم أردوغان في عديد الفصائل الإرهابية، ودخوله المستنقع السوري كان فخا استدرج إليه فابتلع الطعم من حيث لا يدري، وهذا ما كانت ترغب به الولايات المتحدة منذ زمن.
وبالتالي، كل ما قيل عن دعم أمريكا للتدخل التركي في المستنقع السوري كان صحيحا، لكن ظاهريا فقط، لأن واشنطن كانت ترغب بالخديعة في أن يغرق السلطان أردوغان في المستنقع السوري كمقدمة لتسعير حرب أهلية في تركيا تقطف رأسه بعد أن لم تنجح في رؤيته ميتا في محاولة الانقلاب الفاشلة، لأن أمريكا لا يمكن أن تتنازل عن تركيا الأطلسية كموقع ودور، وقد تذهب بعيدا للإطاحة بالسلطان لسببين على الأقل: الأول، تمرده على الولايات المتحدة وعزمه الاستدارة نحو روسيا وإيران والتصالح مع سورية، وهذا خط أحمر دونه الحرب.. والثاني، تحويل تركيا إلى دولة إسلامية بإديولوجية مناهضة للعلمانية ونظام رئاسي استبدادي يلغي المعارضة والمؤسسات الديمقراطية.
وتصريح بايدن بدعم بلاده لمحاربة تركيا لـ”داعش” وقوات الحماية الكردية في جرابلس كان مجرد توطئة لدفع تركيا كي تنزلق أكثر وأعمق في المستنقع السوري، بدليل، أن الأكراد لم ينسحبوا إلى شرق الفرات كما طالبتهم واشنطن بذلك، بل أعادوا تنظيم صفوفهم وتغيير بوصلة بندقيتهم، وها هم يعلنونها حربا شعواء على أردوغان في سورية وفي العمق التركي أيضا،
تماما كما توعد صالح مسلم هذا الأسبوع، وها هي تركيا تقصف مواقعهم جنوب جرابلس بشكل عشوائي لم يوفر حتى المدنيين.
وحقيقة الأمر أن واشنطن تشعر بقلق كبير من التطورات الأخيرة في سورية والمنطقة، فلا أدواتها استطاعوا تحقيق الحد الأدنى من الإنجازات التي تستطيع البناء عليها لفرض شروطها علىالروسي، بدليل أن “السعودية” نفذ من أسواقها قطيع الإرهابيين وجفت خزائنها من مال الريع وغرقت من أخمص قدميها حتى أذنيها في المستنقع اليمني وانتقلت الحرب إلى عقر دارها،
وأردوغان بعد الانقلاب لم يعد ملك يمين واشنطن تحركه كـ”كراكوز″ في سورية والمنطقة كما تشاء، ما يستوجب البحث عن استراتيجية جديدة سماها الوزير لافروف بـ”متجر الخزف” حيث كلما تحرك الفيل الأمريكي إلا وشاهدنا الخزف يكسر بعضه بعضا.
وما يكشف حقيقة المؤامرة الأمريكية على تركيا ويؤكد صوابية ما ذهبنا إليه بالتحليل في مقالتنا ما قبل الأخيرة بعنوان: “هل استدرج أردوغان للفخ السوري فابتلع الطعم؟..”، هو أن واشنطن
وفق معلومات موثوقة حصلت عليها قناة الميادين صبيحة الأحد من مصادر كردية، قامت بإمداد “قوات سوريا الديمقراطيّة” بالسلاح لتخوض حربا دون هوادة ضد القوات المدعومة من تركيا، ويتعلق الأمر بالفصائل التكفيرية التي كانت تعتبرها واشنطن إلى وقت قريب “معارضة معتدلة” (جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الإسلام وحركة نور الدين الزنكي وحمزة والتركمان والجبهة الشمالية وغيرها…)، وهي التنظيمات التي أدرجها أردوغان تحت لواء ما يسمى بـ “الجيش الحر” الجديد، وأناط بها مهمة قتال “داعش” لتطهير سورية من “داعش” كما قال، وإجهاض مشروع الكيان الكردي الذي تدعمه واشنطن مهما كلفه الأمر من أثمان.. وهو بذلك يحاول أن يفرض نفسه كلاعب أساسي في سورية والمنطقة، ويحجز مقعدا لبلاده على طاولة المفاوضات بين الكبار حول سورية، هدفه الأساس فرض “ائتلاف الإخوان” كورقة فاعلة في المشهد السياسي السوري المستقبلي.
غير أن ما يدور في رأس الجمل يعرفه الجمال، فواشنطن كانت مدركة لأهداف وأبعاد الدخول التركي القوي على خط الأزمة السورية والذي لا يصب في صالحها، فقررت ولأول مرة خلال لقاء كيري – لافروف الذي دام لحوالي عشر ساعات آخر الأسبوع في جنيف، مد الجانب الروسي بقائمة التنظيمات الإرهابية التي لم تعد تعتبرها “معتدلة”، وتتحدث معلومات على أن القائمة الأمريكية تضم التنظيمات التي جيّرتها تركيا تحت مظلة “الجيش الحر”، ما سيفتح باب الجحيم عليها ويفقد تركيا أهم ورقة تلعبها في سورية.. هذا في ما غاب الحديث عن مستقبل الرئيس الأسد، لأن الأولية بالنسبة لواشنطن أصبحت في مكان آخر “ٍرأس أردوغان مقابل بقاء الأسد”، وكان لافتا تحذير فرنسا لتركيا الأحد عقب زيارة مسعود برزاني لباريس من مغبة إقدام أردوغان على تطهير عرقي في حق أكراد سورية.
وبذلك، يبدو أن واشنطن وحلفها الأطلسي سيفتحون أبواب الجحيم على أردوغان سواء في الجبهة الداخلية لزعزعة استقرار تركيا وإفقاد النظام الدعم الشعبي الذي يستند إليه على ضوء تداعيات انقلابه السياسي على الانقلاب العسكري الفاشل، أو في الجبهة السورية من خلال “داعش” و”الأكراد”، لأن “داعش” تجد نفسها اليوم مستهدفة ممن كان يدعمها بالأمس ويريد رأسها اليوم لحرمان أمريكا من ورقة إطالة أمد الحرب، وبالتالي، أمام أردوغان عدة جبهات خطيرة، جبهة الداخل السياسية التي ستعمل واشنطن والحلف الأطلسي على تسعيرها، وجبهة الأكراد العسكرية في سورية وتركيا، وجيهة “داعش” التي تتحضر بدعم أمريكي لمواجهة “الجيش الحر” الجديد لتتغذى به قبل أن يتعشى بها.. وهذا لا يعني أن السلطان لم يذخر عديد عناصر “داعش” في الداخل التركي تحسبا لمواجهة أعدائه الأوروبيين في عقر دارهم عند الحاجة
أما الرئيس الأسد، فلا يبدو قلقا من التدخل التركي في الشمال السوري ما دام ذلك يريحه من مغبة مواجهة الأطماع الانفصالية الكردية من جهة، ومواجهة القوات الأمريكية التي تدعم مشروع الانفصال وأقامت قواعد عسكرية في الشمال من أجل تحقيق هذا الهدف.
كما وأن روسيا وإن كانت تعارض الفدرالية القومية لصالح نوع من اللامركزية الجغرافية (نوع من الفدرالية المقنعة)، إلا أنها وبحكم الروابط التاريخية التي تجمعها بالأكراد لا ترى نفسها معنية بمحاربتهم، بل سبق وأن سلحتهم وساعدتهم لمواجهة “داعش” والتنظيمات الإرهابية في المنطقة.
أما إيران التي تدرك أبعاد اللعبة وخطورتها، ويهمها إجهاض مشروع الكيان الكردي وفي نفس الوقت دحر التنظيمات الإرهابية بكل أسمائها ومسمياتها في سورية، وتخشى من أن سقوط أردوغان قد يغير المشهد بالكامل في المنطقة ويعطي الذريعة لحلف الناتو للتدخل بقوة في تركيا وسورية والعراق، فقد وصلت مؤخرا إلى قناعة مفادها، أن سقوط النظام في دمشق أصبح أمرا مستبعدا بل ومستحيلا في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية الجديدة، وبالتالي، دخلت في حوار سري مع “أحرار الشام” الدراع العسكري لتنظيم الإخوان المسلمين في سورية، وأقنعته بالقيام بمراجعة لأهدافه وسياساته بالتنسيق مع أنقرة، تمهيدا لفتح صفحة جديدة مع النظام في دمشق، وكان أو الغيث أن رفض تنظيم “أحرار الشام” اقتراحا لـ”جبهة النصرة” بفتح جبهة جديدة ضد النظام في دمشق من درعا لتخفيف الحصار عن داريا وإفشال مساعي المصالحة، وهو الأمر الذي أسقط المخطط الذي كان يدبر بليل في غرفة عمان لفتح الجبهة الجنوبية التي كانت “السعودية” تعمل على إحياء عملها.
وفي حال انتهت الجولات السرية وغير الرسمية من المفاوضات مع “أحرار الشام” إلى نتيجة مرضية وفق ما كشفت عنه صحيفة السفير اللبنانية الجمعة، فهذا يعني أن التوافق الإيراني التركي حول الإطار العام للحل السياسي في سورية سيكون قد اكتمل لتبدأ بعد ذلك المفاوضات حول تفاصيل هذا الحل، وسيكون بمقدور “أحرار الشام” التفرغ بعد ذلك حصريا لمواجهة “داعش” و”الأكراد” في الشمال دعما لورقة الإخوان لتثبيت موقع ودور أردوغان في سورية.
كل هذه التطورات، تعتبر عوامل إيجابية مساعدة، ساهمت إلى حد كبير في التخفيف من الضغط على الجيش العربي السوري وحلفائه للحسم في معركة حلب، والتي أعلن أردوغان رسميا أنه
لن يتدخل في حلب، وهو ما يؤشر إلى أن تفاهما سريا قد تم بين أردوغان وروسيا ومحور المقاومة، يتخلى بموجبه عن أوهامه في حلب مقابل السماح له بإسقاط مشروع الفدرالية الكردية في
الشمال السوري.
لكن أهم ما ستربحه سورية ومحور المقاومة وروسيا من الدخول التركي إلى الشمال السوري هو غلق الحدود لما يعنيه هذا الإجراء من وقف تدفق السلاح والمقاتلين، الأمر الذي يضرب مشروع واشنطن لإطالة الحرب إلى ما لا نهاية في مقتل، وبالتالي، يجعل أمريكا تركز كل اهتمامها على رأس أردوغان حتى لو كلفها ذلك تقديم تنازلات للروسي في سورية كانت ترفضها إلى وقت قريب، وهذا ما ظهر جليا خلال اجتماع كيري – لافروف الأخير في جنيف، حيث أعلن الجانبين قرب التوصل إلى اتفاق واضح ينهي الحرب في سورية ويفتح المجال لحل سياسي متوافق عليه بين الكبار من دون إعطاء مزيد من التوضيحات.
والحقيقة أن همّ الإدارة الأمريكية الحالية الأول والأخير في هذه المرحلة الحساسة من عمر الأزمة، هو إقرار نوع من “الستاتيكو” من خلال فرض هدنة ووقف الأعمال القتالية في حلب وإشعال نار الحرب ضد تركيا في الشمال، كي لا يتمكن الجيش العربي السوري وحلفائه من حسم الحرب لصالحهم من جهة، ويغرق أردوغان في مستنقع الدم في الشمال السوري والداخل التركي معا، لأن خسارة الورقة الكردية وورقة حلب يعني أن أمريكا فقدت كل أوراق اللعبة في سورية، في انتظار قدوم ‘هيلاري كلينتون’، لأن قدومها يعني رفض أي تفاهم مع روسيا وإعلان الحرب عليها في سورية وأوكرانيا، لتلقى سورية نفس مصير العراق وليبيا، وهذا ما تتوجس منه روسيا وترفضه جملة وتفصيلا، وتصر على ضرب الإرهاب وعدم تمتيعه بأية
هدنة.
الرئيس الأسد لا يثق في أمريكا بالمطلق، لكن وكعادته في الإمساك بشعرة معاوية، يقول أن مشاركة دمشق في الحوارات السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة أمر ضروري بالرغم من أن دمشق لا تعول عليها، ما دامت الحلول السياسية لا يمكن أن تتحقق إلا إذا قال الميدان كلمته الفصل، وهذا يعني أن الحرب في وعلى سورية لا يمكن أن تنتهي برابح – رابح، وأن مصير المنطقة يتوقف على من سيحسم الصراع مع الإرهاب لمصلحته، الأمر الذي يعقد الأزمة وينذر بتفاقمها لتتجاوز كل الخطوط الحمراء القديمة التي رسمها الكبار، في حال تحولت من حرب ناعمة بالوكالة إلى حرب مباشرة كما سبق وأن هددت واشنطن بذلك.
وفي ظل هذا الرهان الذي يبدو مستحيلا، أثبت تحالف روسيا ومحور المقاومة أنه تحالف قوي ومتماسك بالحد الأدنى حول الثوابت وإن اختلفت الخلفيات والأهداف، في حين يبدو حلف أمريكا وأدواتها في المنطقة حلفا مهزوزا ومختلفا حول كل شيئ بما في ذلك المقاربات، ومرد ذلك، أن تحالف محور المقاومة مع روسيا يقوم على ركيزتين متينتين: المصالح و القيم، فيما تحالف أمريكا وأذنابها يقوم على مصالح أمريكا أولا وأخيرا دون اعتبار لمصالح الحلفاء والأدوات وبعيدا عن القيم والأخلاق.
وفي اعتقادي، وبعيدا عن ما يدور في الكواليس بين واشنطن وموسكو حول سورية، فإن من يدير اللعبة وفي مقدوره حسمها لصالح محور المقاومة وروسيا هي إيران التي تراهن على علاقتها المميزة مع تركيا، وتبدي استعدادا كبيرا لإنقاذ رأس السلطان من المقصلة التي نصبتها له واشنطن في سورية بسبب انعكاسات الحرب المحتملة على الداخل التركي، والتي بدأت شراراتها تظهر واضحة للعيان، لكن شريطة أن ينعطف أردوغان شرقا ويتخلى عن مسك العصا من الوسط والرقص على كل الحبال، قبل فوات الأوان.
الكرة اليوم في الملعب التركي، ودمشق ليس لها ما تخسره، بل على العكس ها هي تكسب من أخطاء أعدائها، وقد لا ترغب في سقوط أردوغان برغم كل العداء والدماء التي بينها وبينه، وهو ما اعترف به أردوغان عقب فشل محاولة الانقلاب وتنديد دمشق ووقوفها إلى جانب الشرعية الشعبية في تركيا، و تنتظر من أردوغان بالمقابل، أن يعامل الشعب السوري بالمثل، فيحترم إرادته وحريته في اختيار من يحكمه بدل فرض الوصاية عليه.. لأن العقلانية تقول، أن مصلحة سورية ومحور المقاومة كما مصلحة تركيا والمنطقة، تسمو فوق كل الجراح ولا يمكن بحال من الأحوال أن تخضع لحسابات واشنطن الضيقة.
فهل يفهم أردوغان الدرس بعد أن تحول عدو الأمس إلى وليّ حميم اليوم فيدخل التاريخ من أوسع أبوابه كمنقذ للمنطقة بمعية روسيا وإيران؟..
هذا ما نتمناه لخير شعب سورية وشعوب المنطقة، لأن عدو الأمة الأول والأخير هو إمبراطورية روما الجديدة و”إسرائيل”..
ولأن خسارة أمريكا لتركيا الأطلسية قد ينهي نفوذها في المنطقة ولو بعد حين، كما وأن تحالف روسيا – إيران – تركيا سيشكل بداية انعطافة جديدة لأدوات أمريكا القديمة في المنطقة بحثا عن الحماية تحت المظلة الروسية الدولية والتركية – الإيرانية الإقليمية بعد أن فقد الجميع الثقة في واشنطن والغرب الأطلسي، وسيفتح على مصالحات تاريخية، ومن شأن هذا التحول الكبير في حال حدث وهذا ما نتمناه، أن يضع حدا للصراع الطائفي في المنطقة ويصل ما انقطع من روابط المودة والرحمة بين أبناء الأمة العربية والإسلامية الواحدة، ليبقى الشرق شرقا والغرب غربا يفصل بينهما الليل والنهار إلى أن تبدل الأرض غير الأرض والسماوات غير السماوات.
لذلك، لا نعتقد أن روسيا ستقبل بمقايضة “رأس أردوغان ببقاء الأسد”، وهي ترى أنها تكسب المواقع الإستراتيجية على حساب سياسات واشنطن الغبية في المنطقة، وتعلم أن الإدارة الأمريكية تخادع لربح الوقت، بدليل أن الرئيس أوباما وخلال اجتماع الوزير كيري بالوزير لافروف في جنيف حول سورية، خرج ليقول، أن روسيا هي عدو بلاده الأول، وأن الولايات المتحدة
ستتصدى لها بمعية حلفائها.