الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / إسقاط “الطائرة” يدب الذعر بإسرائيل و”نصرتها”
الطائرة الاسرائيلة التي تم اسقاطها من قبل الجيش العربي السوري

إسقاط “الطائرة” يدب الذعر بإسرائيل و”نصرتها”

السيمر / الاثنين 03 . 10 . 2016 — تكاد لا تمضي ساعة إلا وتسقط فيها قذيفة أو يسمع فيها أصوات رصاص الاشتباك من هنا وهناك، على طول خط جبهة الجنوب، هذه الجبهة التي كانت بداية للأعمال المسلحة في سوريا ستكون ذاتها – بحسب المراقبين – التي ستنتهي فيها الحرب، أي أن درعا ستعود للواجهة من جديد بعد أن اعتقد المتابعون لمسار الأحداث أن جبهة الجنوب فقدت سخونتها وباتت شبه مجمدة.
وأوضح مصدر ميداني لـ”سبوتنيك” أن المجموعات الإرهابية، المتواجدة في قرى وبلدات البريقة وجباتا الخشب وأم باطنة والصمدانية وبئر عجم في محافظة القنيطرة، تقوم بتشكيل خط الجبهة الأمامية ومنصات الإطلاق اليومي للقذائف الصاروخية، في حين تعتمد بعض الجماعات المسلحة سياسة التخفي والصمت الطويل والظهور بعد ذلك بشكل مفاجئ للهروب من عمليات المراقبة والرصد التي تقوم بها وحدات الاستطلاع في الجيش العربي السوري هناك.
وأكد المصدر أن محاولات التسلل التي يقوم بها الإرهابيون من خان أرنبة تخضع لمراقبة شديدة، وتم إحباط الكثير من هذه المحاولات وتدمير آليات الإرهابيين وقتل من فيها خلال الأسابيع القليلة الماضية.

درعا والتحولات الميدانية
برزت في الآونة الأخيرة تحولات ميدانية على جبهات القتال في محافظة درعا، فقد تحولت عدة جبهات كانت تشهد اشتباكات عنيفة لقوات الجيش العربي السوري ضد الفصائل الإرهابية إلى جبهات تشتبك فيها الفصائل الإرهابية فيما بينها، فمثلاً بعد أن بايع فصيل “جيش خالد بن الوليد” تنظيم “داعش” في درعا، توجهت “النصرة” و”الحر” مباشرةً إلى قتال ذلك الفصيل، لاسيما في قرية عن ذكر والمناطق الغربية ووادي العلان، في حين تستمر مدفعية الجيش السوري باستهداف نقاط وتحركات المجموعات المسلحة على اختلاف انتماءاتهم في بلدات النعيمة والغارية وطفس وداعل وأبطع واللجاة والحراة وكفر ناسج، وتعمل القوات السورية على فرض السيطرة النارية كحد أدنى على تلك المناطق، في محاولة حقيقية لرسم خريطة جديدة لجبهات القتال تكون فيها السيطرة للجيش العربي السوري.

رأس الحربة
الاشتباكات متواصلة على طول خطوط القتال المحيطة في بلدة حضر، وتتباين شدة العنف بين ساعة وأخرى، حيث لفت أحد قادة الدفاع المحلي في البلدة إلى حجم القذائف الصاروخية والمدفعية التي تسقط يومياً، وأن المجموعات الإرهابية تعتبر حضر هدفاً استراتيجياً لا يمكن الرجوع دون تحقيقه، لا سيما مع وجود الدعم الإسرائيلي لتلك العصابات للسيطرة على حضر، وأن هذا الدعم انتقل من معالجة جرحى الإرهابيين في المشافي الإسرائيلية إلى توجيه ضربات صاروخية للنقاط العسكرية والمدنيين في البلدة على حد سواء، في الوقت الذي يؤكد فيه أن أهالي البلدة حسموا خياراتهم وقرروا الدفاع عن بلدتهم إلى جانب قوات الجيش العربي السوري، رافضين اللعب على المكون الاجتماعي للبلدة من قبل بعض السياسيين اللبنانيين أو غيرهم لتحييد البلدة عن مجريات الأحداث في المنطقة.

زبائن المشافي الإسرائيلية!
أنشأت الحكومة الإسرائيلية منذ بداية الحرب على سوريا حتى اليوم أكثر من مشفى ميداني ونقطة طبية في الجولان السوري المحتل على طول الشريط الفاصل مع محافظة القنيطرة، وزودت تلك المشافي بأحدث الوسائل الطبية. وقد أكدت مصادر طبية من داخل الأرض المحتلة أن المشافي الإسرائيلية استقبلت أكثر من 1200 مسلح من فصائل إرهابية متعددة في محافظتي درعا والقنيطرة الشهر الماضي، وصل معظمهم جثة هامدة، وتم التحفظ على القتلى الإرهابيين لإخفاء جنسياتهم وانتماءاتهم، في حين تم علاج المصابين وإعادتهم لأرض المعركة لمقاتلة الجيش العربي السوري، وقد أكد أحد شهود العيان في المنطقة الجنوبية مشاهدته لعربات إسرائيلية تقوم بسحب المسلحين المصابين في طرنجة وتل الأحمر وتنقلهم إلى داخل الأراضي المحتلة بعد أن يتم إسنادهم برمايات مدفعية وصاروخية تستهدف قوات الجيش العربي السوري لفتح الطريق أمام تلك العربات. الطيران الإسرائيلي يحلق فوق خط وقف إطلاق النار يبدو أن نتنياهو انتهى من جولته الميدانية للكشف عن المصابين الإرهابيين ورفع معنوياتهم لينتقل إلى جولة جوية لكشف مواقع ونقاط الجيش السوري واستهدافها لاستعادة المعنويات المنهارة للمجموعات والفصائل المسلحة في المنطقة الجنوبية، فالطيران الإسرائيلي استهدف أكثر من مرة بلدة حضر وتل الشحم وتل فاطمة ومقرات اللواء 90 في القنيطرة، ولا يزال سلاح الجو الإسرائيلي يشكل الفارق العسكري في جبهة الجنوب، مما يتيح للمجموعات الإرهابية هناك التحرك والتمدد بشكل أسرع وأخطر.

إسقاط طائرة إسرائيلية
تصدت قوات الدفاع الجوي السورية لطائرة إسرائيلية اخترقت الأجواء السورية فوق خط وقف إطلاق النار، وتم إسقاطها جنوب غرب القنيطرة، كما تم في ذات اليوم إسقاط طائرة استطلاع فوق بلدة سعسع بريف دمشق، القيادة السورية لم تخف الحدث بل على العكس صدر بيان واضح يؤكد ما جرى ويتوعد بأكثر من ذلك. لكن الحكومة الإسرائيلية أنكرت هذه الواقعة وزعمت أن السوريين واهمون، وشهدت الأيام التي تلت الحادثة حالة من الترقب الشديد على خطوط جبهة القنيطرة، وقد أكد مسؤول إعلامي غربي أن القضية طرحت أسئلة سياسية وأمنية تحتاج لإجابات أكثر من الإجابة عن سقوط الطائرة أو عدمه. فقد كتبت الصحف الإسرائيلية، ذلك اليوم، أن الرئيس الأسد أراد بإعلانه إسقاط الطائرة الإسرائيلية إيصال رسالة للداخل الإسرائيلي أن الحرب القادمة ستكون على جبهة الجولان، وهذا ما يخشاه المجتمع الإسرائيلي الذي اعتاد على الراحة والطمأنينة طيلة سنوات الحرب السورية. ويشير أحد المصادر الميدانية لواقع الجبهات الجنوبية في درعا إلى أن المنطقة ستشهد في المرحلة القادمة تطورات ميدانية كبيرة، لا سيما وأن إسرائيل وغرفة عمليات (موك) استعدت وأنجزت كل ما هو مطلوب لإشعال الجبهة هناك.

سبوتنيك
تقرير فداء شاهين

اترك تعليقاً