السيمر / الجمعة 02 . 12 . 2016
رواء الجصاني
بعد السطور السابقات من “على ضفاف السيرة والذكريات” ها انت تدخل – ايها الرجل- في معمان التوثيق لمحطات ومواقف في ميادين العمل السياسي والوطني، الذي خضتها على مدى عقود، انطلاقاً وتوسطاً، وما برحت، وان ” كلّ الجواد…ولم تزل تعتامهُ صبواتُ مهــر” !!
وأما الانطلاقة فقد كانت – ولا بدّ لها ان تكون كذلك – وانتَ في وسط وعائلة واخوان، سبقـك جلّهم فـي دخول ذلــك المعترك التنويـري والوطني، بذاك القدر او هذا، والوالــد “السيد جواد” أولهم، وان كان بلا تحـزب، ولاغلو…. اما الوالدة “نبيهـة” فيكفي أنها شقيقــة وحيدة لاربعة أخوة استثنائييــن، منهما اثنان أبرزان: الاول “جعفــر” شهيــد وثبــة كانـون الثانـي عام 1948.. وثانيهما، االجواهري الرمز.
اذن، فقد مرت مرحلتا الطفولة والفتوة في مثل تلكم الاجواء، ورحتَ وانت أبن ثلاثة عشر، تشتد عوداً، وخاصة وقد عشت بعض اجواء الانقلاب البعثي الاول في الثامن من شباط الاسود عام 1963 حين كنت مع الوالدة، في الايام الاولى للكارثة: صباحاً في معتقل خلف السدة، لمتابعة شأن الوالد، التربوي المتميز، المحتجز هناك…وظهراً، بعض الاحيان، في مركز شرطة الفضل، حيث مقر الحرس القومي- الفاشي، ترافق الوالدة وهي تتابع حال أخيك “صفاء” المُعتقل، والمدمى، في ذلك المسلخ البشري.
* فــي الوطـــن….
وهكذا يتصلبُ الفتى اكثر فأكثر، ليلتحق بتنظيمات الحزب الشيوعي العراقي، صديقاً، فمرشحاً فعضواً، ولتزدد شيئا فشيئاً المواقع والمسؤوليات اهمية في معترك العمل الوطني، وتتنوع، ولربما بشكل غير معهود.
ولتوجز من جديد – ايها الرجل- ولا تسهب أو تنسَ انك تكتب ظلالاً للسيرة والذكريات، وليس تفاصيل عنها. وقلْ ان من بين ما أشغلته من مهام نضالية وسياسية طوال عقد السبعينات: عضوا في الهيئة المسؤولة عن منظمة بغداد الطلابية، وخاصة في عهد منظمِها: الشهيد، علي حسن(ابو حيدر).. ثم مشرفاً على تشكيلات الحزب في العديد من كليات ومعاهد جامعة بغداد، ومنها اكاديمية الفنون الجميلة، وكليات القانون والسياسة، والاداب، والادارة والاقتصاد، والزراعة، وقطاع المعاهد… وعديد آخر، واللهمَّ لا يُسجل عليك ذلك اعترافا!! فيتحفز “البواقــون”.
… والى جانب ما تقدم، فضفْ لا تُخفِ انك شغلت ولفترات مختلفة في العقد السبعيني ذاته: عضوية مكتب العمال المركزي، مع صادق جعفر الفلاحي، وعبد العزيز وطبان، وعبد الامير عباس، وبمسؤولية، عبد العزيز وطبان. وما بين هذا وذاك، مهامك في صحيفة الحزب المركزية “طريق الشعب”. وانتسابكَ في مدارس ودورات سياسية في بغداد، والخارج، ولبعض تشكيلات المكتب المهني المركزي.
*… وفــي المغتــرب
اما بعد اللجوء الى براغ، ومع مطلع عام 1979 والى ان “تقاعدت” فقد تعددت المهام ايضا وتنوعت: سياسياً واعلامياً وتنظيمياً، وغيرها كثير. ولكن من أبرزها مسؤولياتك في لجنة تنظيم الخارج للحزب الشيوعي، معنياً بمتابعة شؤون العمل الطلابي، الديمقراطي، في اوربا خاصة، والخارجي عموماً.. كما ومتابعتك وإشرافك على عدد من التشكيلات التنظيمية الاوربية.. ولتعترف(!) من جديد، مادام قد مرّ على ذلك اكثر من ربع قرن، ان من بين تلك البلدان التي تابعت عملها وأشرفت عليها: المانيا الاتحادية، واليونان، والدانمارك.. وعدا ذلك فلا تكشف اسرارا اكثر، فالمهام “أمانات” كما هي المجالس !!.. ولكن، لا بأس ان “تخرق!” القاعدة قليلاً، ولـ”لتعترف!” ايضاً بأنك عملت في تلكم المهام الحزبية، وكان المسؤولون عنها راحلون أجلاء، هم: زكي خيري ونزيهة الدليمي وثابت حبيب ورحيم عجينة، لفترات وبتشكيلات مختلفة … وكذلك مع آخرين أعزاء تمنى لهم طول العمر .
——————————— يتبع