السيمر / بغداد – فراس الكرباسي / الأربعاء 07 . 12 . 2016 — كشف وزير الحوار الوطني السابق اكرم الحكيم، الاربعاء، عن “خطأ فاحش خطير” قامت به القيادات الإسلامية العراقية ابان دخولها للعراق عام 2003 ، عازياً ذلك لضعفها خبرتها في الحكم، معتبراً ان قوات الاحتلال دعمت هذا الخطأ وبشكل متعمد لاهداف بعيدة المدى، واصفاً الخطأ بجعل نواة الجيش والشرطة الجديدة في العراق يتكون من بعض الضباط القدماء ومن المتطوعين الجدد الذين كانت دوافع أغلبهم مادية، مستعرضاً تجربتي الثورة الاسلامية الايرانية والثورة الشيوعية.
وقال الحكيم “في كل تجارب الأنظمة السياسية الجديدة التي جاءت بعد حقبة دكتاتورية أو فاشية طويلة يقوم النظام السياسي الجديد ببناء منظومته الأمنية الجديدة الخاصة به وإعادة بناء قواته العسكرية المؤمنة بقيم النظام السياسي الجديد فقد حصل هذا في الثورة الفرنسية وفي الثورة البلشفية (الشيوعية 1917) وفي الثورة الكوبية والجزائرية و الثورة الإيرانية الإسلامية عام 1979”.
واضاف الحكيم “غالبا ما كان يتم بناء نواة تلك المنظومات الأمنية والقوات المسلحة والشرطة الجديدة من الأفراد والاوساط التي قاتلت الدكتاتورية و الفاشية لعقود من الزمن ودفعت ثمنا باهظا للتخلص منها والتي تشبعت بقيم النضال والثورة وقيم النظام السياسي الجديد وتفاوتت مواقف النظام السياسي الجديد من النخب التي كانت تمسك مفاصل وقرار المؤسسة العسكرية والأمنية القديمة من التصفية التامة لهم كما حصل في الثورة الشيوعية الروسية حيث تم قتل بعضهم ونفي من رتبته أعلى من ملازم إلى سيبيريا وتركهم يموتون هناك وصارت ميليشيا الحزب الشيوعي هي نواة الجيش الأحمر الذي حافظ على الاتحاد السوفيتي لأكثر من سبعة عقود وقاتل بشراسة النازيين والفاشيين في الحرب العالمية الثانية”.
وبخصوص الثورة الايرانية، بين وزير الحوار الوطني السابق “في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ففي اليوم الثاني لانتصار الثورة نشرت الصحف صور جثث قادة القوات البرية والجوية والبحرية وهم معدومين بينما كان قائد حرس الحدود (الجندرمة) قد قتل على يد مرافقيه من الجنود قبل يومين وبعد نشر تلك الصورة فر المئات من نخبة ضباط النظام الشاهنشاهي إلى أوربا وأمريكا وتركيا والعراق وبلدان أخرى”.
وتابع الحكيم “قامت قيادة الثورة الإسلامية ببناء قوات الحرس الثوري الرديفة للجيش وقوات الكوميته (اللجان الثورية) لتكون رديف الشرطة، بينما استوعب النظام الجديد الجنود الذين هم من عامة الشعب وحتى استوعب صغار الضباط الذين انحاز بعضهم مبكرين لصف الثورة وقاتلوا لاحقا في الحروب الدفاعية للنظام الجديد وبعض ضباط الجيش القديم صاروا مدربين لقوات حرس الثورة التي أنشأتها قيادة الثورة الإسلامية للدفاع عن الثورةوالنظام السياسي الجديد ولكن مطلقا لم يسمح النظام السياسي الجديد بأن تكون النخب الأمنية والعسكرية في حقبة النظام الشاهنشاهي هي نفسها نخبة النظام الإسلامي الثوري الجديد”.
واما ما حدث في العراق، فيكشف عنه الحكيم بالقول “اما في العراق تم إرتكاب خطأ فاحش خطير من قبل قياداتنا الإسلامية الضعيفة في خبرات الحكم وكان ذلك الخطأ مدعوما بقوة وبشكل متعمد من قوات الإحتلال آنذاك لأهداف بعيدة المدى”.
وشدد الحكيم ان “الخطأ تمثل بجعل نواة الجيش والشرطة الجديدة متكونة من بعض الضباط القدماء ومن المتطوعين الجدد الذين كانت دوافع أغلبهم مادية حتى ان بعض الضباط الوطنيين الذين التحقوا مبكرين بالمعارضة العراقية (في الثمانينات والتسعينات) وعانوا كثيرا للعودة إلى مواقعهم وظائفهم السابقة في الجيش والشرطة، فقد تم تمييع دورهم وإبعادهم عن مفاصل القرار وتشجيعهم على التقاعد وبعضهم جاءته رصاصة مجهولة الهوية أودت بحياتهم”.
وكشف الحكيم ان “الخطأ الأكبر الذي قامت به تلك القيادات الوطنية هو تشجيع تحويل الأجنحة العسكرية إلى منظمات مجتمع مدني (باستثناء الكرد الذين حافظوا على بيشمركتهم) بينما كان يجب التمسك بقوة بتلك المجموعات المسلحة التي قاتلت الدكتاتورية لعقود وكان يجب أن تكون هي نواة المؤسسة العسكرية والأمنية الجديدة اللازمة لحماية النظام الجديد”.
وتسائل الحكيم “فتصوروا لو كانت المجموعات الجهادية التي قاتلت دكتاتورية البعث قد صدقت أكاذيب الاحتلال وتخلصت من كل هياكلها التنظيمية من كان يقود الآن تشكيلات الحشد الشعبي”.