السيمر / الأحد 11 . 12 . 2016
عبد الجبار نوري*
وجعْ وطن/أليك حبيبي … ودعني أصلي .!!
نحن جيلٌ خارجٌ من رحم الحروب ، مثقلون بمسؤولية أخلاقية قبل أن تكون مسؤولية وطنية بمواجهة البعد الأنساني المغيّب اليوم بفعل تدني الوعي الطبقي ، والسلبية والذيلية بهوياتٍ منسلخةٍ من موجات الفوضى الغائصة في مستنقع نظريات التفكيك والأنقسام والفوضى التدميرية بقيادة بعض من سماسرة السلطة والدم .
وثمة ولع ملهاتي تراجيدي أن أجمع بعض من هذه الأرقام الملتهبة بمقاربات رصاصات حيّة وليست (خُلّبْ) موجهة لكيان ووجود وطني الحي الميّت … ما العمل ؟ أنّها ربما نوبات Home sickness ( الحنين للوطن ) .. ومنها ما قتل !..لا لا…أنها بوصلة المواطنة التي تربينا عليها .. وهذه بعضها غيضٌ من فيض :
-619 مليار دينار فقط لاغير ، طلب المفوضية العليا للأنتخابات هذا المبلغ المتواضع من أجل أجراء أنتخابات مجالس المحافظات !!! وهذ المبلغ يكفي لبناء 500 مشفى في كل محافظة 25 مستشفى ، أو يكفي لبناء ألف مدرسة في كل محافظة 50 مدرسة أو يكفي لتبليط وأكساء ألف شارع متوسط الطول أي في كل محافظة 50 شارع ، أو يكفي لأنشاء ستة آلاف بيت بمساحة 100 م 2 أي في كل محافظة 300 بيت أي أنشاء محلة جديدة للفقراء ، أو يكفي لأحياء وزراعة 300 ألف دونم من الأراضي البور وزراعتها ، أو يكفي لشراء 10 طائرات أير باص جديدة ، أليس هذا حرام يا حكمومة ويا مفوضية —– حرام حرام حرام !!! بالمناسبة أن أمريكا لا توجد فيها مفوضية أنتخابات ( أقترح أن نجري الأنتخابات عندها ) .
– 4 أربعة حرائق مؤسفة متكررة خلال سنتين في مدرسة الروضة العباسية الثانوية الحكومية في البصرة ، أعلنت نقابة المعلمين في البصرة ، أن مدرسة ثانوية حكومية تقع ضمن مركز المحافظة تعرضت خلال العامين السابق والحالي إلى أربع حرائق مفتعلة حصلت في ظروف غامضة بالرغم من أن قطاع التربية في عموم البلاد يعاني من مشاكل وتحديات في نقص المباني المدرسية ونقص في الكتب المنهجية المقررة ، ويعزي المسؤولون أن تلك الحوادث في ظروف غامضة ( وسُجلَ في قيد المجهول كالمعتاد ).
– 10 عشرة أعوام مضتْ على ثأر عشائري : حيث أفاد مصدر أمني في ديالى السبت 3-12 -2016 بأن ثأراً عشائريا يعود لسنة 2006 من عودة 500 أسرة نازحة إلى أحدى القرى المحررة شمال شرق بعقوبه ( تعليق شخصي : لعقلاء القوم فقط ” أذاً أن العراق مطلوب عشائرياً !! ، لذا يستوجب ألغاء مسودة القانون العشائري الذي يلوحون به اليوم ، وللعلم أن القانون قد ألغي بعد سقوط النظام الملكي وتأسيس النظام الجمهوري في تموز 1958 .
– 167 نائب من مجموع 325 يحضرعن جلسة تشريع أخطر القوانين المصيرية التي تلامس (خبز) المواطن ومستقبل أجياله والتي هي ( الموازنة ) أهي من الأنصاف ؟ أهي من الوطنية ؟ أية نخبة فوضوية مخزية ظهرت في الساحة العراقية بعد 2003 ؟!
– 869 يوم أي 20856 ساعة أو 125360 دقيقة تمرُ على أحتلال العراق من قبل أوباش الصحراء من خارج الزمن وخارج التغطية داعش الأرهابي أي الفترة من 18 حزيران 2014 حتى 17 أكتوبر 2016 والوطن يتعرض لأبشع جينوسايد في الأبادة الجماعية غير مسبوقة في الغزوات البربرية في القرون السحيقة .
– الرقم 687 ألف حالة طلاق في المجتمع العراقي ، وذلك في شهر أكتوبر من هذا العام ، حقاً أنهُ رقمٌ مخيف ومرعب وخاصة حينما يرسم المختصون في التعداد الأسري في حسابهِ السنوي ومنذ 2003 ولحد اليوم سيكون الخط البياني عند 57% من المجموع الأسري مفككاً ومنحلاً ومنهزماً إلى الأمام ، بيد أن يبقى 43% منه متمسكا بالقدسية الأسرية ( رحمه من الجليل !!!) …. يا ترى أين نحن ذاهبون ؟؟، وأترك للمختصين البحث في أسباب هذه الظاهرة المخيفة ، ولا ضير أن أذكر بعض أسبابها حسب ما أعتقد وهي خاضعة للصواب والخطأ :
1- الأستخدام السلبي لوسائل التطورالتكنلوجي .
2- الهجرة والنزوح .
3- غياب التكافؤ العمري والثقافي والأجتماعي .
4- البطالة المستشرية بنسبٍ عالية ، والعامل الأقتصادي .
5- العنف الأسري قد يكون السبب الرئيسي في أرتفاع معدلاتهِ.
6- الموروث القبلي ، وتغيّر الزمن .
7- زواج القاصرات ، والزواج خارج المحكمة .
*كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد