السيمر / الأربعاء 18 . 01 . 2017 — أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها الجوية أطلقت أول عملية مشتركة لها مع الطيران التركي ضد “داعش”، محذرة من وقوع إبادة جماعية في مدينة دير الزور حال بسط التنظيم سيطرته عليها.
عمليات التحالف الدولي أدت إلى تحويل قوات كبيرة من “داعش” صوب تدمر ودير الزور والباب
وأوضح رئيس إدارة العمليات في هيئة أركان القوات المسلحة الروسية، الفريق سيرغي رودسكوي، في بيان رسمي صدر عنه لأربعاء، 18 يناير/كانون الثاني، أن عمليات التحالف الدولي ضد “داعش” بقيادة الولايات المتحدة، التي يجري تنفيذها في مدينة الموصل العراقية وريفها، تحولت، بشكل ملموس، إلى تحويل قوات كبيرة من التنظيم إلى شرق سوريا.
وأشار رودسكوي إلى أن “داعش” ينقل، من دون أي عراقيل، أسلحة ومتفجرات ومقاتلين باتجاه كل من تدمر ودير الزور وكذلك مدينة الباب الواقعة قرب الحدود مع تركيا.
عملية روسية تركية في الباب
وكشفت وزارة الدفاع الروسية، على لسان رودسكي، أن قواتها الجوية نفذت، الأربعاء، عملية مشتركة مع الطيران التركي ضد مسلحي “داعش” في مدينة الباب.
وبين رودسكوي: “تم إشراك 9 طائرات ضاربة للقوات الجوية الفضائية الروسية، بما في ذلك 4 طائرات من طراز سو-24إم، و 4 من طراز سو-25، وقاذفة سو-34، وذلك بالإضافة إلى 8 من القوات العسكرية التركية، ومنها 4 من طراز F-16 و4 من طراز F-4، في عملية جوية تم تنسيقها مع الجانب السوري”.
وأوضح رودسكوي أن الطيران الروسي والتركي يستهدف 36 منشأة تابعة للمسلحين، مشددا على أن هذه العملية هي الأولى من نوعها التي تنفذها القوات الجوية الروسية والتركية من أجل هزيمة تنظيم داعش في ريف مدينة الباب.
ولفت رودسكوي إلى أن مذكرة منع وقوع حوادث وضمان أمن تحليقات الطيران في الأجواء السورية، التي أبرمتها، في 12 من الشهر الجاري، روسيا وتركيا، خلقت أسسا لتنفيذ عمليات مشتركة للقوات الروسية والتركية في البلاد.
القوات الروسية تساعد الجيش السوري في صد هجوم واسع لـ”داعش” على دير الزور
من جهة أخرى، أعلن رودسكوي أن مسلحي تنظيم “داعش” يشنون حاليا هجوما واسعا ومستمرا على مواقع القوات السورية في دير الزور، التي تقوم بحمايتها مجموعة من الجيش السوري منتشرة في المدينة من قبل ومدعومة من القوات الجوية الروسية.
وأوضح الفريق الروسي، قائلا، في البيان: “هناك وضع صعب للغاية يمر به محيط مدينة دير الزور، التي لا تزال محاصرة من قبل إرهابيي داعش منذ حوالي 3 سنوات، ويشن المسلحون، مستغلين تفوقهم العددي الكبير، هجوما مستمرا على مواقع الجيش السوري”.
وشدد المسؤول العسكري على أن سكان دير الزور سيواجهون “إبادة جماعية حقيقية في حال سيطرة داعش على المدينة”.
وأشار رودسكوي إلى أن القوات الجوية الفضائية الروسية تتخذ جميع الإجراءات الضرورية لدعم الوحدات التي تدافع عن دير الزور ولإحلال استقرار الوضع في المدينة ومحيطها.
تدمر.. عمليات مشتركة للقوات السورية والروسية ضد “داعش” وسط مساعي التنظيم لتدمير آثار المدينة
وأضاف الفريق الروسي، في تطرقه إلى تدمر: “تلقينا معلومات أكدتها عدة مصادر وتدل على أن إرهابيي داعش نفذوا عملية نقل كميات كبيرة من المتفجرات إلى محيط تدمر بغرض تدمير الآثار التاريخية العالمية الواقعة في المدينة”.
وشدد رودسكوي على أن القوات السورية الحكومية تشن حاليا، مدعومة من القوات الجوية الفضائية الروسية، “عمليات هجومية ضد مسلحي داعش”.
صرامة الهدنة وانخفاض عدد انتهاكاتها رغم استفزازات “النصرة”
وعلى وجه العموم، أكد رودسكوي صرامة نظام وقف الأعمال القتالية المعمول به في سائر سوريا منذ 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، والذي لا يشمل تنظيمي “داعش” و”جبهة فتح الشام” (“جبهة النصرة” سابقا)، وذلك على الرغم من الاستفزازات المستمرة بحق القوات السورية الحكومية وتشكيلات المعارضة السورية من قبل “جبهة فتح الشام”.
وأشار رودسكوي إلى أن اللجنة الروسية التركية المشتركة، الخاصة بمراقبة سريان الهدنة، سجلت توجها نحو انخفاض معدل عدد انتهاكات وقف إطلاق النار في سوريا يوميا.
وقال المسؤول العسكري الروسي إن “هذا الأمر يهيئ ظروفا ملائمة لإجراء مفاوضات أستانا” بين الحكومة السورية وفصائل المعارضة المسلحة، في 23 يناير/كانون الثاني، حول التسوية السلمية للأزمة.
المصدر: وكالات روسية