السيمر / الخميس 02 . 02 . 2017 — أعد مخرج إسرائيلي يدعى عاموس غيتاي شريطا وثائقيا يلقي الضوء على لقاء فريد جمع إسحاق رابين وجمال عبد الناصر، حين كانا قائدين عسكريين شابين في حرب 1948.
ويقول تقرير نشرته رويترز الأربعاء 2 فبراير/شباط إن شريطا وثائقيا عرض لأول مرة الشهر الماضي في نيويورك تناول قصة اجتماع مجموعة من الضباط الإسرائيليين والمصريين وجلوسهم معا لتناول الغذاء في خضم حرب 1948، وكان من بينهم جمال عبد الناصر وإسحاق رابين.
التقرير يقول إن عبد ناصر ورابين اللذين أصبحا زعيمين وعدوين لدودين لاحقا جمعهما لقاء قبل 69 عاما وصف بالودي وبأنه حمل على الأقل، حدا أدنى من الثقة.
هذا اللقاء كان قد كشف عنه إسحاق رابين خلال مقابلة عام 1994 وكان آنذاك رئيسا للوزراء. ومن تلك الرواية نسج المخرج الإسرائيلي عاموس غيتاي شريطه “سلام رابين” الذي أراد له أن يُظهر “مسعى رابين للسلام مع الفلسطينيين”.
رواية رابين:
يتحدث رابين في الفيلم معتمدا على انطباعه من لقاء الصدفة الذي جمعه بعبد الناصر بعد شهور من قيام إسرائيل عام 1948، مشيرا إلى أن آمالا كبيرة كانت لديه بأن إطاحة عبد الناصر بالملكية عام 1952 ستؤدي إلى السلام بين العرب والإسرائيليين.
ويقص رابين بأن الضباط الإسرائيليين دعوا نظراءهم المصريين للاجتماع بعد أن حاصروا لواءهم في جيب الفالوجا. وكان رابين حينها قائدا لقوات النخبة المسماة بلماخ.
يتحدث رابين عن اجتماع الغذاء قائلا: “عبد الناصر كان برتبة صاغ (رائد). وكنت أنا لفتنانت كولونيل… عرضنا عليهم الحضور وتناول طعام الغداء في كيبوتس جات الإسرائيلي، وقد أتوا”. ووعد الإسرائيليون المصريين بأن يعودوا إلى وحدتهم العسكرية بسلام.
ويمضي رابين في الشريط الوثائقي متحدثا عن تفاصيل اللقاء: “ناصر كان يجلس بجواري. تطلع إلى شعار بلماخ وسألني ماذا يعني وشرحت له معانيه. ثم قال لي الحرب التي نخوضها هي حرب خاطئة ضد العدو الخطأ في الوقت الخطأ. تذكرت ذلك، لأنه لم يقله على انفراد”، مضيفا “أعتقد أننا في ذلك الوقت كنا قريبين جدا من السلام” وبعد ذلك “حصل ما حصل ومضى (عبد الناصر) في الاتجاه المعاكس. أعتقد أن الطريق كان أطول بكثير مما كنا نتمنى”.
رواية عبد الناصر:
يقول تقرير رويترز: “هزم رابين، وكان في منصب قائد الجيش، جيران إسرائيل في الحرب العربية الإسرائيلية 1967، بما في ذلك مصر بقيادة جمال عبد الناصر الذي حشد عشرات الآلاف من الجنود في سيناء قرب حدود إسرائيل”.
وأقر عبد الناصر، الذي توفي في سبتمبر عام 1970، في يومياته عن الحرب أن ضابطا إسرائيليا اقترب من الفالوجة في عربة مدرعة مع راية بيضاء. وتم الاتفاق على أن يجتمع الجانبان في “جات” في اليوم التالي 11 نوفمبر 1948.
عبد الناصر قال في يوميات بعنوان “60 عاماً على ثورة 23 يوليو” جمعتها في كتاب ابنته هدى:”قوبلنا بشكل حسن. التقينا مع القائد اليهودي الذي قال إنه يرغب في وقف إراقة الدماء وإن وضعنا بائس. وطلب منا الاستسلام، فاعترض القائد المصري وطلب الانسحاب إلى غزة أو رفح ولكن اليهود رفضوا وقالوا إنهم سيوافقون على شرط واحد أن ينسحب الجيش المصري من كل فلسطين”.
ولم يرد في اليوميات اسم القائد المصري أو رابين الذي اغتاله متطرف إسرائيلي معارض للمفاوضات مع الفلسطينيين في نوفمبر 1995.
المصدر: رويترز