السيمر / الثلاثاء 07 . 03 . 2017 — نشرت صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس” موضوعا عن عمليات محاربة “داعش” في العراق وسوريا، بحسب خبير عسكري.
جاء في مقال الصحيفة:
تستعد الولايات المتحدة لخوض “المعركة الأخيرة والحاسمة” ضد المجموعة الإرهابية الدولية “داعش”. فبعد النجاحات، التي تحققها القوات العراقية المدعومة من جانب الولايات المتحدة في تحرير أحياء الموصل الواحد تلو الآخر، ينوي البنتاغون زيادة عديد قواته في المنطقة للمشاركة في الهجوم على الرقة.
وكانت صحيفة واشنطن بوست قد ذكرت أن القيادة الأمريكية تستعد فعلا لمهاجمة الرقة، وأن البنتاغون ينوي زيادة عديد قواته الخاصة وعدد المروحيات الهجومية وبطاريات المدفعية. وإضافة إلى هذا، تنوي واشنطن زيادة توريد الأسلحة والذخيرة إلى الوحدات الكردية والعربية، التي تخوض معارك بالقرب من المدينة.
وقد توجهت “موسكوفسكي كومسوموليتس” إلى الخبير العسكري فيكتور موراخوفسكي، لاستيضاح مدى إمكانية التعاون العسكري بين روسيا والولايات المتحدة في الهجوم على المدينة، وما فائدة تطور الأحداث في سوريا بالنسبة إلى روسيا.
يقول الخبير إن القوة الأساسية لـ “داعش” تتركز حاليا في وادي نهر الفرات بما في ذلك الرقة ومنطقة دير الزور. ويضيف أن “العملية في الموصل، التي تحررها القوات العراقية بمشاركة أمريكية، وصلت إلى مرحلة التمشيط والتطهير”. وأن “الإرهابيين المتبقين في المدينة يتراجعون باتجاه وادي نهر الفرات. وبالطبع القوة المتبقية كبيرة، ومع ذلك أعتقد أن استعادة الموصل هي مسألة وقت”.
و “يبدو أن الأمريكيين سئموا من سير العمليات الحربية ضد “داعش” بهذا البطء، لذلك يريدون يتخلصون من البؤر الرئيسة للإرهابيين، حيث لن يبقى بعد تحرير الموصل سوى تحرير سوريا. والمسألة هنا تكمن في أن قواتنا الجو-فضائية والقوات الخاصة تشاركان في محاربة “داعش”، لذلك لا مفر من تقاطع المصالح هنا. فإذا قرر الجانب الأمريكي تحرير الرقة من دون مساعدة روسيا، فإن هذا سيؤثر بصورة جدية في سير المفاوضات بشأن مستقبل سوريا”.
ويعتقد موراخوفسكي، بأنه كلما تم القضاء على مسلحي “داعش” وانصارهم بسرعة، أصبحت تسوية الأزمة السورية أسهل، ويقول: “بالكاد ستطالب الولايات المتحدة وحلفاؤها بمساحات ما في سوريا، برأيي هذه ليست عملية استيلاء، بل عملية للقضاء على المجموعات الإرهابية. وعموما، سيكون علينا الاتفاق، عاجلا أم آجلا، بشأن مستقبل سوريا. ومن الأفضل القيام بذلك بعد دحر الإرهابيين”.
وبحسب رأي الخبير، من المفيد لروسيا بناء علاقات وثيقة متبادلة مع الجانب الأمريكي، وعبرهم مع التشكيلات الموالية لهم في سوريا، ولكن “إذا لم يحصل هذا، فإنه استنادا إلى التصورات العسكرية، سيكون من الأفضل لسوريا وروسيا أيضا مشاركة الأمريكيين في دحر الإرهابيين”.
وبحسب قوله، إذا قارنا تحرير الموصل بتحرير الرقة، فإن الموصل يمكن اعتبارها موقعا أكثر جدية، لأن مساحتها وتعداد نفوسها وبنيتها التحتية الصناعية أكبر. فـ “الرقة عمليا هي مركز قضاء، لذلك سيكون اقتحامها أسهل. ومع ذلك لا يمكنني تحديد الوقت اللازم لتحريرها. ولكن يبدو أن الأمريكيين جادين في الموضوع”.
ويوقن موراخوفسكي باستمرار الطائرات الروسية في عملها في أنحاء سوريا كافة، حيث يوجد الإرهابيون، بما في ذلك في الرقة. وبالطبع هذه الغارات الجوية سيُتفق عليها مع الجانب الأمريكي، و “يمكن القول إن قواتنا ستساعد الأمريكيين في تحرير الرقة، وهم من جانبهم سيساعدون القوات السورية في فك الحصار، الذي يفرضه “داعش” على دير الزور. وإننا في العمليات العسكرية ضد هذه المجموعة نعمل في اتجاه موحد”.
روسيا اليوم