الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / الجالية المسلمة في بريطانيا تستذكر رمز العدالة الإنسانية

الجالية المسلمة في بريطانيا تستذكر رمز العدالة الإنسانية

السيمر / الخميس 13 . 04 . 2017 — استقبل المسلمون في أنحاء العالم في الثالث عشر من شهر رجب الذكرى السنوية لوليد الكعبة المشرّفة وبطل الإسلام الخالد الإمام علي بن أبي طالب (ع) بمجموعة من الفعاليات والمهرجانات والنشاطات المتنوعة مستذكرين صوت العدالة الإنسانية ورمزها الذي نادى في العالمين: (الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق).
وفي العاصمة البريطانية لندن، احتفل المسلمون في المؤسسات والمراكز والحسينات والمعاهد العلمية، وفي حدث متميز حضرته جاليات مسلمة من العراق ولبنان وإيران والجزائر والبحرين، أقام المركز الحسيني للدراسات مساء الثلاثاء 11 نيسان أبريل 2017م وبحضور راعي دائرة المعارف الحسينية ومؤلفها المحقق الفقيه آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي، مهرجانا شعريا وخطابيا جلّل الشعراء والمتحدثون واستذكروا الدور الريادي لفتى الإسلام وربيب النبوة في تثبيت معالم الدين الحنيف الذي جاء به نبي الإسلام محمد بن عبد الله (ص) رحمة للعالمين.
عريف المهرجان الشاعر نزار الحداد الذي شنّف أسماع الحاضرين بمقطوعات شعرية من نظمه وإنشائه من الشعبي والقريض، أنشد في المهرجان قصيدة بعنوان: “وليد البيت” وهي من نظم الأديب المحقق آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي، جاء في مطلعها:

بدا لي ثغرُ الصباح مُبتسمًا … وعن وجه الليل كاشفا ظُلَما
ولاحَ الفجرُ السعيدُ مُبتهجًا … يُناغي ألوانَ الزهور مُغتنما
وراحت سربُ الطيور في طربٍ … تُباهي أنغامَ صبيةٍ شَمَما

ويعرج الفقيه الكرباسي على فاطمة بنت أسد التي انشق لها جدار الكعبة وفيه وضعت وليدها قائلا:

فمن أزكى الأسْدِ خير لَبْوتها … وفي الحُسنى فاطمٌ سَمَت كَرَما
أبَتْ إلا كعبة العُلا شرفًا … لتُرسي فيها وليدها الحَلِما

وحيث ولد عدل القرآن وصنو الرسول (ص) في بطن الكعبة، فكانت شهادته في محراب الكوفة، وفيها يختم الكرباسي قصيدته قائلا:

بمحراب الكوفة ابتُلي فرُدي … بدأ الدنيا ساجدًا به خَتَما

الشاعر الجزائري الدكتور عبد العزيز شبّين كان له نظمه في “نجم الغدير” أنشأ في المطلع:

أنجمًا لاحَ يومًا بالغديرِ … وُقيتَ دُجىً وغَيْمَ أسىً مَريرِ
ألا سألَ الطلولَ ذوو اشتياقٍ … وما ردّت جوابًا بالهجيرِ

وينتقل الشاعر الجزائري من بيت لآخر حتى يقف على سدة الحكم منشدًا:

أدار خلافةً سمحاءَ عدلاً … فيا لله من سَمْحٍ مُديرِ
وسارَ بركبها في يمِّ نوحٍ … سفينتُهُ اهتَدَتْ عندَ المسير
وعن الوشائج بين النبوة والإمامة، أنشد الأديب شبّين:
وليدُ البيتِ ميلادٌ لبُشرى … أدامتها القرابةُ من بشيرِ
لكل نبوة تأتي خليلٌ … يكون لها الوليَّ مع الوزير

ويختم الأديب الدكتور عبد العزيز شبّين قصيدته بقوله:

بخَيْبَرَ قد شهدنا عزَّ سيفٍ … فما عزُّ الكُليب وشأنُ زيرِ؟
تحدِّثُنا الصَّحائفُ عن حليمٍ … وتُخبرُنا الصَّفائحُ عن هصورِ!
فلستُ بمُخبرٍ عنهُ الأناسي … حديثُ شذاهُ في شَفَةِ العُصورِ!

وكان للنظم باللغة الإنكليزية حضوره في المهرجان، حيث أنشد الأستاذ رضا التميمي مدائح وموشحات لشعراء معاصرين من داخل بريطانيا وخارجها.
الأستاذ عمر ألاي بيك كانت له كلمة قصيرة تناول فيها البيت الهاشمي الذي ولد فيه الإمام علي (ع) مركّزا في حديثه على اللغط الذي أوجده الإعلام الجاهلي والأموي عن أبي طالب واسمه عبد مناف حيث أناف الناس وعلاهم، حيث قاله ناس فكفّروه، وفريق ذهب الى أنه كان من الأنبياء، وفريق أثبت وبضرس قاطع إسلامه يؤيد ذلك دفاعه المستميت عن النبي محمد (ص) ورسالة الإسلام وما قال فيه من شعر يدل كل بيت فيه على إسلام وإيمانه.
وبالرجوع الى الجزء الأول من كتاب “معجم أنصار الحسين .. الهاشميون” لمؤلفه المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي، عرج الأستاذ ألاي بيك في كلمته على مراحل نشأة الإمام علي (ع) وزواجه من فاطمة الزهراء، وما خلفه من أبناء وبنات منها (ع) ومن نسائه الأخريات حيث بلغ عدد الذكور فقط (28) ولدًا، منهم أبوبكر وعمر وعثمان، مؤكدًا أن الإمام علي (ع) ومنذ خمسة عشر قرنًا بعث إلينا برسالة إنسانية خالدة بأن المرء بسلوكه وأخلاقه وسيرته بين الناس لا بإسمه ولا نسبه وحسبه، مذكرًا الحاضرين بأسماء الذين استشهدوا في واقعة الطف بكربلاء من أبناء علي بن أبي طالب (ع) وأحفاده.
وأشار الأستاذ عمر ألاي بيك في نهاية كلمته إلى أهم ما أسسه الإمام علي (ع) من علوم عقلية ونقلية وتجريبية كالهندسة والجبر والرياضيات والطاقة وعلم الكلام، فضلا عن بيان نظام الحكم وعلاقة الراعي والرعية والمسؤولية المتبادلة بين القيادة والقاعدة لبناء أسس حكومة إنسانية عادلة.
عميد الدراسات العليا في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية الأديب الدكتور إبراهيم العاتي كانت له قصيدة بعنوان “راية الحق” قال في مطلعها:

زها الوجودُ وشعَّت منه أنوارُ … لمولدٍ بالشذى الفوّاح موّارُ
وجهٌ أطلِّ على الدنيا فزيَّنها … تحفّهُ من رحاب القدس أسرارُ
في كعبة الطُّهر شاءَ اللهُ مولدَهُ … سبحانه يصطفي عدْلاً ويختارُ

ويضيف العاتي منشدًا:

يا فادي (المصطفى) بالروح يوم سَعَت … لِطَمْسِ نورِ الهُدى والحقّ أشرارُ
وكاشف الضرّ في (بدر) وفي (أحد) … وهازم الجمع في (الأحزاب) مغوارُ

إلى أن يقول:

قد كان سيفك للإسلام وجهته … وشانئوك على أطماعهم داروا

وفي مقطع آخر ينشد العاتي:

يا راية الحق لا تُخفى معالمها … والمؤمنون لأهل الحق أنصارُ
لقد أشَدْتَ صروحَ العدلِ باذخةً … وخيرها من هدى الرحمنِ مدرارُ
في دولة قد غدا الإنسان جوهرُها … فلا عبيدٌ رعاياها وأحرارُ

ويختم قصيدته بمقطع يدين فيه الجرائم التي ترتكب في بلاد المسلمين وغيرها باسم الإسلام عبر حكومات ظالمة وتنظيمات جامحة، منشدًا:

الذبحُ والسبي والتكفير مبدأهُمْ … وهُم بما أنزل الرحمن كُفَّارُ
صنائعٌ لبني صهيون غايتهم … أن يستغل الورى وغدٌ وجزّارُ
فليخسأوا لن ينالوا من عزائمنا … وفي الصفوف بيوم الزحف أبرارُ

عريف الحفل الأديب نزار الحداد، قال في واحدة من مقطوعاته الشعرية من النظم القريض:

بدرٌ ببدرٍ جندلَ الأبطالا … وسقى العدا كأسَ الحمامِ وجالا
وهوى على الكفّار يسحقُ جيشَهُم … ويصوغُ معجزةَ الزمانِ سِجالا

وحيث ابتدأ المهرجان بآيات من الذكر الحكيم وزيارة أمين الله تلاها وقرأها الحاج مجيد الصراف، ختمه المداح الأستاذ مصطفى النائب بمجموعة من الأناشيد والموشحات لشعراء عرب من النظم الشعبي والعمودي.

المركز الحسيني للدراسات – لندن

http://www.hcht.org

اترك تعليقاً