السيمر / السبت 29 . 04 . 2017
معمر حبار / الجزائر
خلال المقدمات الثلاث، كانت هذه القراءة عبر 25 صفحة من كتاب:
“Professeur GEORGES YVE ” LES CORRESPONDANCES DU CAPITAINES DAUMAS , Consul de France à Mascara 1837-1839, Rapports et entrevues inédits sur l’Emir Abdelkader” , el Maarifa, Algérie, 2 édition 2008, 562 pages.
قال الأستاذ محفوظ سماتي عبر صفحتي 7-8: القبطان دوما هو سفير فرنسا المحتلة لدى الأمير عبد القادر سنوات 1837-1839. ومهمته العسكرية والدبلوماسية جعلته يعرف الجزائر جيدا. وكان يخفي المعلومات عن الأمير ولا يذكرها في مراسلاته الرسمية، وينقلها إلى قادته حين يلتقي بهم. وتلقى معاملة حسنة من طرف الأمير وأهل معسكر. وكان يدوّن كل شيء في تقاريره ولو كانت صغيرة كقليل من السكر والقهوة. وكانت مراسلات القبطان تحتوي على الكثير من التفاصيل حول المجتمع الجزائري صحيحة كانت أو خاطئة. فهو يعبّر عن وجهة نظر موضوعية كانت أو غير موضوعية، ومع أن الآخر يزعجنا بمثل هذه الملاحظات، إلا أنه بمثل هذه الملاحظات نصحح بعضا من أخطائنا. والمجتمعات المتفتحة لا تخاف النقد، تأخذ ما يفيدها وترد ما يضرها، وتعطي أكثر مما تأخذ وفي نفس الوقت تبقى وفية لشخصيتها.
وقال الناشر الأستاذ فيصل هومة عبر صفحتي 9-10: قنصل فرنسا المحتلة ما هو إلا ضابط فرنسي. والقنصل الفرنسي هو مجرم سفاح كوفئ إثر معركة سيدي امبارك في 4 ديسمبر 1835. ولم يكن عسكريا فقط، بل كان يهتم بعادات الجزائريين، والثقافة العربية الاسلامية. وطبع الكتاب لأول مرة سنة 1912، حول حركة جيش ورجال الأمير عبد القادر.
وجاء في التوطئة عبر صفحات 11-25: الجنرال بيجو عيّن القبطان دوما شخصيا لدى الأمير. واختار بيجو السفير دامو لأنه: عسكري، ومتفوق، وذكي، وملاحظ، وتفكيره توافقي دون أن يفقد صرامته، و وفي لوطنه، ويعرف عادات وتقاليد العرب، ومتكون، ومثقف، ويحسن اللغة العربية، ويحسن فهم فكر المترجم وما بداخله، وله علاقات مع العرب، ويعرف عاداتهم وسلوكاتهم. وبعثته فرنسا ليقوم على تنفيذ معاهدة التافنة. وفي 15 فيفري 1837، يعين الجنرال السفاح بيجو السفير دوما لدى الأمير. وفي 13 نوفمبر 1837، يسمح الأمير عبد القادر للفرنسيين بشراء الخيول منه.
وكان السفير دوما يتقن اللغة العربية جيدا، ولا يستعين بالمترجم، وكان هذا من بين الأسباب التي جعلت بيجو يختاره ويعينه سفيرا لدى الأمير. وفي أكتوبر 1839، نهاية مهمة السفير دامو. وما لم يستطع أن يكتبه السفير دوما احتياطا، كان ينقله شفاهة إلى رؤسائه. والأمير بعث عقيل كسفير في وهران.
وكان الطبيب وارني رفقة السفير قصد التأثير على الجزائريين عن طريق استغلال حاجة الجزائريين يومها للطب والدواء. وبدأ الطبيب عمله في جمع المعلومات عن المجتمع الجزائري، وأصبح بسرعة رجل من عامة الناس، يجلس إليهم ويحدثونه عن عاداتهم وأسرارهم وتقاليدهم.
وكانت مهمة السفير متابعة معاهدة التافنة، وجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول الأمير، خاصة فيما تعلق ببعض البنود التي تحرص عليها فرنسا كخضوع الفرنسيين لسلطة الأمير الذين يوجدون في الأراضي التي تحت سيطرته، وقد تعهد الأمير ببيع الخيول لفرنسا.
ويعترف الجنرال السفاح الجلاد بيجو بأنه يريد أن يجعل الأمير عبد القادر كمحمد علي تابعا لفرنسا، ويطالب من معه لبذل أقصى الجهود لإدخال الأمير إلى “الحضارة الغربية”، بمفهوم المستدمر الفرنسي يومها. وبيجو يقول: نعرف القليل عن الأمير عبد القادر، ونريد أن نعرف عنه كل شيء، وهذا عبر السفير الجاسوس.
ويصف السفير الفرنسي الأمير عبد القادر، فيقول: حين يكون الأمير حاضرا تكون الطاعة ويكون النظام، وحين يغيب لا أحد يستطيع التحكم في القبائل. ويعتبر الأمير عائقا كبيرا بالنسبة لنا، والأمير هو الوحيد القادر على بسط نفوذه.
وكان للسفير عيونا داخل وسط الأمير، وكان يقيم علاقات مع المعارضين لحكم الأمير عبد القادر، والحاسدين والحاقدين عليه، واستعمل المال لشراء بعض الذمم، والفارين من الجيش الفرنسي كعيون ضد الأمير.
ووصل السفير إلى نتيجة مفادها، أن الأمير يرتكز على أرضية هشة تتمثل في كون إذا غاب الزعيم إنهار كل شيء ولا يمكن للعقد أن يجتمع دونه. وتعترف فرنسا أن الأمير يعيقها شخصيا في نشر وإدخال “الحضارة” الغربية.