السيمر / الاثنين 26 . 06 . 2017 — اقام المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي صلاة عيد الفطر المبارك بمكتبه في النجف الاشرف والقى خطبتي صلاة العيد في جموع المؤمنين المصلين بحيث كانت الخطبة الاولى بعنوان (يا أيها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم) اما في الخطبة الثانية فكانت بعنوان (ولا تقفُ ما ليس لك به علم) وبعد انتهاءه من القاء الخطبتين استقبل المرجع اليعقوبي التهاني من جموع المؤمنين والمريدين.
المرجع اليعقوبي حذر من الجهل والاغترار، مبينا اسبابه، داعياً للتثبت من المعلومة قبل البناء عليها او نشرها من قبل الشباب، محذراً من مدعي السفارة عن الامام المهدي او الوكالة والنيابة عنه فانه لا يجوز تصديقه لأنها دعوى غير مستندة الى العلم، كذلك محذراً من اي شخص يتبنى مشروعاً معيناً كإصلاح الأوضاع العامة وتغيير أحوال الناس نحو الاحسن لا يجوز تصديقه واتباعه حتى يتحقق من مصداقيته، مشدداً على ان ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من اتهامات لهذا وذاك بالفساد والصفقات المشبوهة لا يجوز تصديقها وترويجها الا بعد التحقق من صدقها.
وقال المرجع اليعقوبي خطبتي صلاة العيد، ان “الله يوبخ ويعتب على الانسان لعصيانه لربه الكريم وتنبيهه لقبيح فعله وهو الاغترار بالله تعالى والتغرير هو الخداع والاستغفال والتجهيل بإراءة ظاهر محبوب تميل اليه النفس لكنه لا حقيقة له واخفاء الباطن والحقيقة حتى يسوقه الى الغرض الذي يريده على غفلة منه”.
واضاف المرجع اليعقوبي، أن “أسباب الاغترار الموجب للوقوع في المعصية عديدة منها المظاهر الدنيوية الخداعة من مال وجاه ومناصب وانتماءات وعصبيات وكذلك تزيين إبليس وجنوده وأماني النفس واهواؤها وميلها الى اللذات واتباع الشهوات والعجب والاتكال على الذات واخيراً مكر شياطين الانس وطواغيتهم ودّجاليهم والخداع والتضليل الذي يمارسونه والشبهات التي يلقونها”.
وحذر المرجع اليعقوبي “المجتمع من الجهل فهو منشأ الوقوع في الاغترار”، فقد حذر سماحته من “جهل الإنسان بربّه وحقوقه عليه ولزوم طاعته والجهل بمبدأ الانسان ومعاده ومآله، والجهل بحقيقة الدنيا الزائلة، والجهل بحقيقة الشيطان ومكره وخدعه وعداوته لبني آدم ونحو ذلك”.
من جهة اخرى، دعا المرجع اليعقوبي الى “اعتماد المبدأ القرآني حسب الآية (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) أي لا تعتنق عقيدة او فكرة ولا تقل او تفعل فعلاً الا عن علم ويقين، فالآية تؤسس قاعدة رصينة في التلقّي والأخذ من قنوات ومصادر المعلومات الخارجية والداخلية وهي الاذن والعين والتأملات الذهنية فلابد أن يكون ذلك مستنداً الى العلم الذي يشمل المعلومات المتيقنة المأخوذة عن حس ومشاهدة، أو عن مصادر معتبرة عند العقلاء التي لا يُعبأ باحتمال الخطأ فيها كإخبار الثقة او التواتر”.
وشدد المرجع اليعقوبي “يجب تفعيل هذه القاعدة القرآنية في كل نواحي الحياة، فلا يرتب أثراً على ما يسمعه او يجده مكتوباً أو ينقدح في ذهنه الا اذا وجد دليل علمي عليه سواء كان في الاعتقاد او السلوك او العلاقات مع الآخرين ولا ينشر شيئاً الا بعد ان يتأكد من مصداقيته وجواز نشره، فمن لا يأخذ بهذه القاعدة يعرّض نفسه للمسؤولية، ويكون اول شاهد عليه حواسه”.
وبين المرجع اليعقوبي تطبيق لهذه القاعدة “مثلاً شخص يدّعي عنواناً معيناً كالسفارة عن الامام المهدي (عليه السلام) او الوكالة والنيابة عنه لا يجوز تصديقه لأنها دعوى غير مستندة الى العلم، او شخص يتبنى مشروعاً معيناً كإصلاح الأوضاع العامة وتغيير أحوال الناس نحو الاحسن لا يجوز تصديقه واتباعه حتى يتحقق من مصداقيته، او ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من اتهامات لهذا وذاك بالفساد والصفقات المشبوهة لا يجوز تصديقه وترويجه الا بعد التحقق من صدقه او ما تتداوله الناس من أخبار عن هذا وذاك أنه فعل كذا وقال كذا لا يجوز تبنّيه وترتيب الأثر عليه لان مثل هذه المصادر لا يوثق بها وقد تصل الحالة الى الاقتتال والقتل لمجرد انه قيل له ان هذا الرجل او تلك المرأة فعلا كذا وكذا قبل أن يتبيّن حقيقة الأمر وقد يكون المخبر مبغضاً او حاسداً او له غرض شخصي فيعمل على القاء الفتنه بهذه الاخبار وقد يكون متوهماً او مشتبهاً كما وقع في الكثير من الحالات”.
واشار المرجع اليعقوبي ان “المطلوب دائماً هو التثبت من المعلومة قبل البناء عليها، ومن صدق الدعوى قبل التسليم بها، ولو بنى المجتمع حياته على هذه القاعدة القرآنية لأغلق أبواب الكثير من المفاسد والاضرار والخرافات والانحرافات وبهذا المنهج نحافظ على العلاقات الاجتماعية وسمعة الأشخاص وكرامتهم ومنع حصول حالة الإحباط واليأس لدى العاملين بسبب ما يشيعه الحاسدون، وبذلك نستطيع تقويم عقائد وأفكار المجتمع من الانحراف والضلال”.
الرئيسية / الأخبار / المرجع اليعقوبي يحذر من الجهل والاغترار ويدعو للتثبت من المعلومة قبل البناء عليها او نشرها