الرئيسية / مقالات / سنّة العراق يعلنون عن تحالفهم الطائفي …

سنّة العراق يعلنون عن تحالفهم الطائفي …

السيمر / السبت 15 . 07 . 2017

أياد السماوي

القوى والشخصيات السياسية السنيّة أعلنت في بغداد يوم أمس الجمعة عن مرجعيتها السياسية واتفاقها على تشكيل تحالف القوى الوطنية العراقية الذي ضمّ 300 شخصية بينهم مسؤولين كبار ووزراء ونوّاب ورؤساء عشائر من كافة المحافظات السنيّة , وجميع الشخصيات التي حضرت هذا الاجتماع لا غبار على سنيّتها وطائفيتها , إلا شخصيتان كان وجودهما خطأ في هذا التجمع الطائفي , هما النائب الدكتور قتيبة الجبوري والنائب محمد الحلبوسي , ويشفع لهما انسحابهما من هذا المؤتمر الطائفي الذي لا يليق بهما وبمواقفهما الوطنية , وكان حضورهم خطأ فادح من الأساس , ومن يقرأ بإمعان بيان هذا التحالف الطائفي الذي تلاه الطائفي بامتياز أحمد المساري , سيجد أنّ الشعارات البرّاقة التي حملها البيان لا تعدو أن تكون أكثر من شعارات كاذبة وزائفة يراد منها تمرير الأجندات التي رسمتها أجهزة مخابرات الدول الخمسة التي رعت مؤتمر أنقرة قبل أشهر والذي هيأ لإعلان هذا التحالف الطائفي , والمرجعية السياسية التي يطالب بها الطائفيون السنّة هي في الحقيقة مرجعية الأخوان المسلمين تحت غطاء المرجعية السياسية للمكوّن السنّي , فمعظم الشخصيات التي رشّحت للمؤتمر من قبل أجهزة مخابرات تركيا وقطر والسعودية والأمارات والأردن ذات أصول إخوانية , عدا شخصية واحدة مغمورة ليس لها أي تاريخ في العمل السياسي وقد فرض على مؤتمر أنقرة , هو وضّاح الصديد الذي رشّح من قبل سفير السعودية السابق في العراق ثامر السبهان , تقرّبا من زوج أخت وضّاح الذي يعمل مديرا لمكتب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان .
أمّا الشعارات التي حملها بيان التحالف برفض التجمعات الطائفية والإيمان بالدولة كمرجعية سياسية , وكون التحالف عابر للطائفية , وهو لكل الشخصيات الوطنية ولا يقتصر على طائفة معينة , ويحق لكل عراقي الترّشح لرئاسته , تكذّبها الصورة التي جمعت المشاركين في هذا التحالف , والتحالف بصورته المعلنة هو تجمع طائفي بعيد كل البعد عن المنهج الوطني الذي تنشده جماهير الشعب العراقي التي كفرت بالتجمعات الطائفية , وحال هذا التجمع الطائفي لا يختلف عن التحالف الشيعي , فكلاهما تجمعان طائفيان رسّخا المحاصصات الطائفية التي نخرت الدولة ومؤسساتها الدستورية , وهذا التجمع الطائفي سيطالب بإنهاء الحشد الشعبي باعتباره مليشيات مسلّحة , وسيطالب الحكومة بالإبقاء على الوجود العسكري التركي إرضاء لأردوغان أمام الأخوان المسلمين , وحين تفشل مفاوضات هذا التحالف مع التحالف الشيعي حول التسوية والمصالحة الوطنية وهذا متوّقع , سيعلن عن مطالبته بتشكيل الإقليم السنّي الذي هو الهدف النهائي لهذا التحالف , ولهذا فلا بدّ من رفض هذه التجمعات الطائفية والتصدّي للأجندات الدولية والإقليمية التي تقف خلفها , ومن كان جزء من منصّات العار التي ولدّت الفتنة الطائفية لا يمكن أن يكون جزء من مرحلة ما بعد داعش وإعادة الإعمار , ومبادرة إعادة الصف لإدارة المناطق المحررّة ينبغي أن تكون تحت قيادة من وقف وقاتل وتصدّى لداعش , وليس تحت قيادة من سرق أموال النازحين .

اترك تعليقاً