السيمر / الأحد 13 . 08 . 2017
اياد السماوي
بالرغم من أنّ هروب محافظ البصرة ماجد النصراوي لم يكن الهروب الأول لمسؤول عراقي فاسد ولن يكون الأخير , إلا أنّ تداعيات ما بعد هروب النصراوي قد ألقت بظلالها القاتمة على الساحتين السياسية والإعلامية , فبالرغم من وجود هذا الكم الهائل من الوثائق والأدلة التي تدين النصراوي بالفساد وسرقة المال العام , إلا أنّه استطاع الإفلات والهروب من يد العدالة ومعه أموال الشعب المسروقة بمساعدة رجال العدالة والقانون أنفسهم , فالمعلومات المتواترة والمؤكدّة تؤكد أنّ محافظ البصرة النصراوي يمتلك خمسة تسجيلات مهمة وخطيرة تدين كتلته السياسية التي ينتمي لها , وتدين جهات قضائية وحكومية نافذة متورطة معه في ملف فساده , ويبدو أنّ الجهات المتورطة معه بالفساد هي التي هيأت له قصة الهروب وهي التي ساعدته على ذلك , وأخطر ما في هذه القصة توّرط القضاء العراقي من خلال رئيس هيئة استئناف البصرة القاضي عادل عبد الرزاق المقرّب جدا من رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان , وقصة التسجيلات الخمسة الخطيرة التي تتحدّث عنها وسائل الإعلام , تتحدّث عن توّرط شخصيات سياسية وحكومة وقضائية نافذة , متورطة مع النصراوي في مشاريع الكهرباء الفاسدة ومشاريع مجاري القبلة والقرنة والمدينة .
وفي لقاء مع رئيس هيئة النزاهة حسن الياسري مع قناة الحرة عراق , حاول الياسري تبرئة نفسه من المسؤولية حين ألقى في لقائه باللائمة على القضاء في عدم إصداره مذكرة قبض بحق المحافظ النصراوي , إلا أنّ هذا التبرير لا يعفي السيد الياسري من المسؤولية , فقضية فساد محافظ البصرة النصراوي قد ملأت وسائل الإعلام وفاحت رائحتها منذ أكثر من سنتين , وأصبحت تنشر العشرات من الوثائق والأدلة القاطعة التي تدين المحافظ بالفساد وسرقة المال العام , فأين كان الياسري كل هذه المدّة عنها ولماذا لم يتحرّز على المحافظ منذ ذلك الوقت ؟ ومن هي الجهات الحكومية التي منعته من القيام بواجبه وأين ترتبط هذه الجهات ؟ ولماذا تركه حتى يفلت ويهرب من يد العدالة ؟ ومهما حاول الياسري أو غيره التقليل من الصدمة التي صدمت الرأي العام والشعب العراقي بهروب النصراوي , إلا أنّ هذا الهروب قد كشف عورة النظام السياسي القائم وعورة نظامه القضائي المتهرئ , وكشف فساد الحكومة وأجهزتها الرقابية , وإذا ما ثبت من خلال التحقيقات توّرط بعض المسؤولين في الحكومة بهذه الفضيحة المدوية , فإنّ هذه الفضيحة ستكون المسمار الأخير في نعش حكومة الفريق القوي المنسجم .