السيمر / الخيس 17 . 08 . 2017
رسل جمال
الوطن هو المكان الذي نقيم فيه، اما الاستيطان فهو اتخاذ ارضآ ما وطنآ، كأن اذهب للهند مثلا، فأصبح مواطنة هندية علي واجبات ولدي حقوق، فالمواطنة هي تلك اﻵصرة المتينة بين الفرد والارض التي يقف عليها، ويتخدها سكنا ومحلا للاقامة، كما جاء في لسان العرب ﻻبن منظور، وطئت اﻻرض ووطنتها، واستوطنتها أي اتخذتها وطنآ، وتوطين النفس على الشيء كالتمهيد له.
اذكر عندما كنت في الابتدائية، وفي الصف الرابع تحديدآ، كان هناك كتاب ضمن المنهج الدراسي لا نعتد به كثيرآ، لا اعلم لماذا ولا أدري أما زال يدرس هذا الكتاب ام لا؟ وهو “الوطنية” لا اذكر منه شيء سوى عبارة عدم العبث بالمصابيح العامة لانها تعتبر هدر للمال العام، رغم ان مصباح الصف اصلا كان مكسورآ!
لم اكن اعرف مامعنى المال العام؟ حتى عرفت ان المال العام هو مال الوطن، وادركت ان المواطنة هي مجموعة واجبات، على الفرد ان يتحمل مسؤولية ادائها، كما ان هناك حقوق على الوطن ان يقدمها ﻷبنائه، فهي اشبه بكفتي ميزان، وعلاقة تبادلية بين الطرفين.
لكن مع مرور الوقت تجلت لى الرؤيا اكثر، وصارت الصورة اكثر وضوح حد الألم، ﻻجد ان المواطنة انثى، والوطن ذكر، المواطنة هي الام الحانية المعطاء، والوطن ذلك الفحل الاناني، الذي يأخذ ولا يعطي شيء، فرأيت المواطنة تتجسد امامي، في أم تدفع ابنائها للدفاع عن ارض، لا يملكون شبرآ منها!
رأيت أم اخرى تحث اولادها على التعليم والتفوق، رغم انها تعلم ان طابور البطالة بأنتظارهم، حينها أيقنت ان المواطنة هي بذرة تزرعها حواء في ابنائها، حتى تنمو وتتسلق حد قلوبهم لتزهر هناك!
ان المواطنة هي اسلوب تربية خاص، تتبعه الامهات بترسيخ حب الوطن لدى جيل بأكمله، اما المواطنة بالمعنى الحقيقي فهي ان تؤدي واجباتك، حتى وان لم تحصل على حقوقك، وقد لا تحصل عليها ابدآ، الا انك تؤدي ماعليك على اتم وجه، ليس لشيء سوى من ربتك هي ام عراقية اصيلة.
ان ارتباط مفهوم المواطنة بأﻻم ارتباطآ عميقا، لما تلعبه الام بأعداد النخب، التي تحمل هموم الوطن في وجدانها، فألام المتمثلة بالمواطنة الحقة، هي من تربي اولادها، على اعتبار المدرسة بيتهم الثاني، من حيث المحافظة عليها، وان يروا بقية الطلاب كأخوة لهم، سواء كان من يشاركهم كرسي الدراسة، بوذيآ او حتى يهودي، فما يجمعنا هو الوطن والمواطنة، اما ماعداها فهي مسميات زائفة