السيمر / السبت 23 . 09 . 2017
اياد السماوي
لم يراودني الشّك يوما في حقيقة مسعود ومن قبله أبيه الملّا مصطفى البرزاني , فكل من الأب والأبن لهما تاريخ عريق في معاداة العراق والشعب العراقي , بل بمعاداة كلّ ما هو عربي , وعلاقة الأب والأبن والأحفاد بإسرائيل والموساد الإسرائيلي يعرفها العراقيون جميعا خصوصا بعد نشر الوثائق والصور التي تفضح هذه العلاقة , والتي تمتد إلى سنة 1968 حين قام الملّا مصطفى بأول زيارة له لإسرائيل بصحبة القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني محمود عثمان , وكيف حوّل الملّا مصطفى شمال العراق إلى وكر للموساد الإسرائيلي ومن بعده أبنه مسعود , ولم يراودني الشّك أيضا بأنّ مسعود ومن قبله أبيه هم أعداء لشعبنا الكردي ويتحمّلون الوزر الأكبر من كل المصائب التي وقعت على هذا الشعب الطيب , وأقولها بمليء الفم .. نعم الشعب الكردي شعب طيب إلا مسعود وأبيه وأبنائه والعصابة التي يتزعمونها , وها هو مسعود يقود حركة التمرّد ضدّ النظام الديمقراطي في العراق كما قاد أبيه الملّا مصطفى حركة التمرّد ضدّ الزعيم الوطني الراحل عبد الكريم قاسم عام 1962 , بالرغم من المنزلة التي أنزلها له الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم , وما مزاعم تقرير المصير التي يدغدغ بها مسعود الشعب الكردي , إلا شماعة يراد منها خداع الشعب الكردي وسوقه نحو المحرقة مرّة أخرى , كما ساق أبيه من قبله الشعب الكردي إلى المحرقة عام 1974 والتي انتهت بانهيار حركة التمرّد وهروب الأب إلى الولايات المتحدة الأمريكية وموته فيها عام 1979 .
وشعبنا الكردي قد قررّ مصيره بإرادته مرتين , المرّة الأولى عام 1924 حينما صوّت الأكراد لصالح الانضمام تحت لواء الدولة العراقية الحديثة حين أجرت عصبة الأمم المتحدّة في ذلك الوقت الاستفتاء لسكان ولاية الموصل بعد النزاع الذي نشب بين تركيا والعراق حول ولاية الموصل , والذي انتهى لصالح الدولة العراقية حيث أصبحت ولاية الموصل التي تتكوّن من لواء الموصل ولواء كركوك ولواء السليمانية جزء من خارطة الدولة العراقية الحديثة , وكان الفضل في ذلك يعود لتصويت الأكراد لصالح البقاء ضمن الدولة العراقية , فهم بإرادتهم من قررّ البقاء ضمن الدولة العراقية الحديثة ولم يجبرهم أحد على ذلك , والمرّة الثانية حين قررّ الأكراد التصويت على الدستور العراقي والقبول بالعراق الديمقراطي الاتحادي , وأيضا كان ذلك بإرادتهم ومن دون أن يجبرهم أحد , وما يدّعيه مسعود بأنّ الحكومة العراقية لم تلتزم بالدستور العراقي هو محض كذب وافتراء , فالذي خرق الدستور وداس عليه تحت أقدامه هو مسعود وعصابته الخارجة عن القانون , فالنظام الفيدرالي لا يسمح بإقامة دولة داخل الدولة , ولا يعني تعطيل المؤسسات الاتحادية من جيش وشرطة وقضاء وهيئات رقابية ومنعها من بسط سيطرتها على الإقليم بموجب الدستور , وصلاحيات الإقليم تنتهي عند الحدود العراقية , وما بعد الحدود يصبح من صلاحيات الحكومة الاتحادية , فليس لرئيس الإقليم أي صلاحيات بعقد الاتفاقات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية مع دول العالم من دون علم وموافقة الحكومة الاتحادية , وهذا ما فعله مسعود وعصابته الخارجة عن القانون , كما أنّ رغبة الانفصال عن العراق عند مسعود كانت قبل كتابة الدستور العراقي , وهذا ما صرّح به مسعود في لقاء مع قناة العربية عام 2005 في برنامج من العراق مع المذيع إيليا ناكوزي بعد لقائه مع مسعود في أربيل بعد أول انتخابات ديمقراطية في العراق , عندما سأله المذيع ناكوزي أنّ الشعب الكردي قد صوّت بنسبة 97% لصالح الانفصال عن العراق , فهل ستنفصل عن العراق ؟ فكان رد مسعود لا النسبة كانت 98% وهذا حق مشروع لنا وسننفصل عن العراق ونحقق حلم الدولة الكردية إذا لم يكن هذا العام فالعام القادم , وإن لم نتمكن فالأعوام المقبلة ولن نتخلّى عن حلم الدولة الكردية , وهذا مما يدحض أكاذيب مسعود بأنّ الحكومة العراقية هي من خرق الدستور العراقي .
وفي ظل هذا الظرف العصيب الذي يمرّ به بلدنا وشعبنا وهو يقاتل الإرهاب الداعشي ويدحره ويخوض أشرف المعارك المقدّسة لتحرير باقي المناطق من دنس داعش , أتوّجه إلى سيادة القائد العام للقوّات المسلّحة العراقية الدكتور حيدر العبادي , باستخدام صلاحياته الدستورية بالحفاظ على سيادة العراق وأمنه ووحدة ترابه وحماية نظامه الديمقراطي وحماية السكان من العرب والتركمان والأقليات الأخرى في المناطق المتنازع عليها خارج حدود إقليم كردستان , وعدم التهاون مع كل من شارك وسيشارك في هذا الاستفتاء من النوّاب الأكراد والوزراء والسفراء والمسؤولين في الدولة العراقية وطردهم من بغداد فورا باعتبارهم اقترفوا جريمة الخيانة العظمى وتنظيف مؤسسات الدولة منهم حالا , وأقول للقائد العام للقوّات المسلّحة العراقية .. كلّنا جنود خلفك ورهن أشارتك يا سيادة القائد العام للقوّات المسلّحة من أجل الحفاظ على وحدة وسيادة وأمن واستقرار العراق …