الرئيسية / مقالات / عمار الحكيم .. يخرج على الاتفاق ويعود مجددا لألاعيبه القديمة

عمار الحكيم .. يخرج على الاتفاق ويعود مجددا لألاعيبه القديمة

السيمر / الجمعة 06 . 10 . 2017

اياد السماوي

عندما تمّ اختيار السيد عمار الحكيم رئيسا للمجلس الأعلى الإسلامي خلفا لوالده المرحوم عبد العزيز الحكيم , لم يكن هذا الاختيار بسبب دوره القيادي أو دوره التنظيمي في المجلس أو لتاريخه وسجله الجهادي , بل كان وفاء وتقديرا من قيادة المجلس لدور عمه شهيد المحراب محمد باقر الحكيم وأبيه المرحوم عبد العزيز الحكيم , وهو يعلم جيدا سبب اختياره ويعلم كذلك أنّه أقلّ شأنا من كل القادة المؤسسين في المجلس سواء في خبرته السياسية أو في دوره التنظيمي أو القيادي , ولعلّ هذه العقدة أرّقته كثيرا وهي التي دفعت به للانشقاق وتأسيس تيّار الحكمة الذي جمعه بنفسه من الشباب الطامحين للأضواء والقيادة , وعندما قررّ التحالف الوطني الشيعي في الخامس من أيلول من العام الماضي انتخاب رئيس جديد له خلفا للدكتور إبراهيم الجعفري الذي أصبح وزيرا للخارجية , كان الاتفاق يقضي أن يتوّلى السيد عمار الحكيم رئاسته لمدة سنة , بعدها يتوّلى نوري المالكي رئاسة التحالف , وهذا ما أعلنته وسائل الإعلام في حينه , وكان من المفروض تنفيذ الاتفاق بعد انتهاء المدة بدون اللجوء لهذه ( الحنقبازيات ) وشوشرة اللكاش والطرفي , لأنّ الإيفاء بالوعود والعهود والاتفاقات من ابجديات أخلاق المسلم , في بادئ الأمر تذرّع أن الاتفاق هو لدولة القانون وليس تحديدا لنوري المالكي , فكان رد ائتلاف دولة القانون وليكن كذلك , فتمّ انتخاب نوري المالكي بإجماع ائتلاف دولة القانون رئيسا للتحالف الوطني , ولكن يبدو أنّ للسيد عمار الحكيم رأي آخر يتمّثل بإبعاد نوري المالكي عن رئاسة التحالف الوطني بذريعة أنّه لا يجوز أن تجمع نفس الكتلة بين رئاسة التحالف ومنصب رئيس الوزراء , كما ويبدو أنّ غريزة الانقلاب على الوعود التي طبعت سلوكه قد عادت مجددا من خلال الإيعاز لأثنين من ذيوله للقيام بهذه المهمة , ليبدو أمام الرأي العام أنّ لا علاقه له بالموضوع وهذه آراء أعضاء التحالف ليس إلا .
وكما فعل عمار الحكيم عند تشكيل الحكومة الحالية حين استغفل الجميع بأنّ عودة نوري المالكي الفائز بالانتخابات لتشكيل الحكومة سيؤدي إلى تمزيق البلد وانفراط عقد الشراكة بين الشركاء السياسيين ولا بدّ من تشكيل حكومة الفريق القوي المنسجم , ها هو يعود مجددا لذات الألاعيب السابقة والنغمة المشروخة ويتذرّع بأنّ انتخاب نوري المالكي لرئاسة التحالف الوطني سيدخل قواه في أزمة جديدة أو سيؤدي إلى رفض الشركاء السياسيين الآخرين لتوّليه رئاسة التحالف ( نفس الطاس ونفس الحمّام ) , وربّ قائل يقول أنّ السيد عمار الحكيم لم يدلي بمثل هذه التصريحات , فمن أين جئت بها ؟ وأنا أقول نعم هو شخصيا لم يدلي بمثل هذه التصريحات , لكنّه أوعز لأثنين من أعضاء كتلته هما محمد اللكاش وحبيب الطرفي القيام بهذا الدور نيابة عنه , وإن كان غير راض عن هذه التصريحات فليخرج للإعلام ويقول أنّ ما صرّح به اللكاش والطرفي لا يمّثلني وأنا لست مسؤولا عنه وأنا عند اتفاقي بتسليم الرئاسة من بعدي لنوري المالكي , وكان الله يحب المحسنين , ولو كان نوري المالكي راغبا وطامحا بهذا المنصب لاعترض على رئاسة عمار الحكيم حين انشّق عن المجلس الأعلى وأسس تيّار الحكمة , لأنّ رئاسة التحالف الوطني كانت للمجلس الأعلى كتيّار سياسي وليس لشخص السيد عمار الحكيم , ولكنّ أخلاق رئيس ائتلاف دولة القانون الذي يشّكل العمود الفقري للتحالف الوطني , أبت عن فعل ذلك باعتبار أنّ المدّة المتبقية لا تستوجب إثارة مثل هذا الموضوع , وإذا كان السيد عمار الحكيم يرى أنّ نوري المالكي هو من أسقط مشروعه للتسوية التاريخية وحان الآن وقت الثأر , فأقول للسيد عمار أنّ من أسقط مشروع التسوية هم العراقيون الذين رفضوا هذه التسوية المذلّة وليس نوري المالكي , في الختام أذّكر السيد عمار الحكيم بقول الله تعالى .. ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ) ..

اترك تعليقاً