الرئيسية / مقالات / ماذا يفعل برنارد ليفي في أوطاننا؟

ماذا يفعل برنارد ليفي في أوطاننا؟

السيمر / الثلاثاء 10 . 10 . 2017

ابراهيم عثمان

من هذا الشخص؟ ما الذي يريده منّا؟ من الذي حمله إلى أوطاننا، وهو يتنّقل فيها كما يشاء؟ لماذا ارتبط أسمه في السنوات العشر الأخيرة بالأحداث الساخنة في مصر وليبيا والسودان والعراق وأمكنة أخرى؟ ما قصته مع العرب، وأخيرا مع الكرد العراقيين؟ بل وجدنا صوره برفقة قادة الجيش العراقي قريباً من الموصل بعد سحقها وتدميرها؟ ما صلة هذا الرجل بداعش، وقد عُرف بانحيازه لإسرائيل؟ ما هذه الهالة التي رسمها عن نفسه، وهو يتنّقل بين الحرائق؟ نعرف أنه فرنسي (يهودي)، ولد في الجزائر في 1948، ونشأ في فرنسا، وغدا صحافياً، وسافر عام 1971، كي يغطي انفصال بنغلادش ضدّ باكستان. وعاد ليكتب مغتبطاً: “بنغلادش، القومية في الثورة” (1973)، ثم بدأ ينشر كتاباته، مدّعياً أنه يساري، ولكنه يعارض الاشتراكية إبّان السبعينيات! ونشر في 1981 “الإيديولوجيا”، مقدماً صورة قاتمة للتاريخ الفرنسي، وانتقد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشدة. وفي 1985، وقّع على عريضة لدعم القوات المتطرفة في نيكاراغوا. وهو من أشدّ المؤيدين للصهيونية، ونشر كتباً ومقالات أثار بعضها جدلاً، وقد أشهرته الصهيونية العالمية “فيلسوفاً ومفكراً يسارياً”، فيما هو “يميني صهيوني” متعصّب لإسرائيل على صعيد المواقف والممارسة السياسية. .. وكان قد دعا أيضاً إلى تدّخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في يوغسلافيا السابقة، وروّج تفكيكها.
في التسعينيات، دعا ليفي إلى التدخل الأوروبي والأميركي في الحرب البوسنية خلال تفكيك يوغوسلافيا. وتحدث عن معسكرات الأسرى الصرب الذين كانوا يحتجزون المسلمين، ويمارسون ضدهم صنوف العذاب، وروّج الهولوكوست تحت شعار حريات الشعوب (!) عندما توفي والده 1995، أصبح لفترة وجيزة مدير شركة بيكوب، وباعها في 1997 بمبلغ 750 مليون فرنك لرجل الأعمال فرانسوا بينولت. وأسس، في نهاية التسعينيات، مع بيني ليفي وألاين فينكيلكراوت معهدا للدراسات
باسم Levinassian في القدس، تكريما لإيمانويل ليفيناس. في 2003، كتب ليفي تقريرا عن جهوده لتتبع مقتل مراسل صحيفة وول ستريت جورنال دانيال”، دانيال بيرل، والذي خطفه متطرفون إسلاميون وقطعوا رأسه، وزار ليفي أفغانستان وباكستان والهند وأوروبا والولايات المتحدة.. وكتب أشياء غير حقيقية، عن بيرل، حتى اضطرت أرملة الأخير وصف ليفي بأنه “دمر نفسه بالأنا الخاصة به”، واتهمته بتهم مخيفة، فضلا عن أن المؤرخ البريطاني، وليام دالريمبل، دانه كونه يكتب أشياء من خياله، ويقنع الناس بها باعتبارها حقائق. وصلت ثروته، عام 2004، إلى 150 مليون يورو، وهو يملك سبع شركات لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وله استثمارات واسعة في البورصة.
وفي مارس/ آذار 2006، برنارد هنري ليفي اشترك مع عشرة أشخاص للتوقيع على “بيان لمواجهة الشمولية الجديدة”، ردّاً على احتجاجات عنيفة ودامية في العالم الإسلامي، تتعلّق بالرسوم الكاريكاتيرية الساخرة عن الرسول الأكرم في الدنمارك. وقام في سبتمبر/ أيلول 2008، بجولة في الولايات المتحدة، لترويج كتابه “اليسار في الظلام: موقف ضد البربرية الجديدة”. وفي العام 2006، شارك في الحوار عن الحجاب للمرأة المسلمة. وفي أغسطس/ آب 2008، وصل إلى أوستيا الجنوبية، وقابل رئيس جورجيا، ميخائيل سكاشفيلي، خلال الحرب التي جرت مع روسيا وقت ذاك، مروّجاً لغة الدم. خلال العقد الأول من هذا القرن، دعا إلى الاهتمام بأزمة إقليم دارفور.
نشر في فبراير/ شباط 2016، كتابه “روح اليهودية”، حكى فيه عما سماها “العبقرية اليهودية”. ويستكشف الكتاب اعتبارات دولة إسرائيل، كونها اختباراً لليهود وغير اليهود على حدّ سواء؛ فضلاً عن جذور معاداة السامية وأسبابها، حيث وجد بكلّ صفاقة “أن الجيش الإسرائيلي أكثر الجيوش أخلاقية وديمقراطية” (كذا)، وهو القائل إن الجولان “أرض مقدسة”، وكان مرشحاً لرئاسة إسرائيل.
من قرأ كتبه في ثقافتنا السياسية؟ من اكتشف من يكون؟ ما وظيفته الحقيقية الخطيرة؟ وما طبيعة مهمّته وحركته في أوطاننا؟ وإذا كان قد وصف نفسه مفكرا، وأنه من أبرز المثقفين الفرنسيين.. فهل من واجب المفكّر أن يتنّقل في بيئاتٍ ساخنةٍ في الشرق الأوسط، ويلتقي بمسؤولين وساسة وزعماء من هنا وهناك؟

الصهيوني برنارد هنري ليفي كتب يقول : ” ما اغبى هؤلاء الذين كانوا يحرسونني وهم يهتفون وانا وسطهم ضد الصهيونية واليهود دون ان يدركوا انني اليهودي الوحيد فيما بينهم .”

المختصر المفيد

اترك تعليقاً