السيمر / الثلاثاء 10 . 10 . 2017
اياد السماوي
مداخلة النائبة الدكتورة حنان الفتلاوي في جلسة مجلس النوّاب ليوم أمس الاثنين حول لقاء رئيس المجلس الدكتور سليم الجبوري مع رئيس الإقليم المنتهية ولايته مسعود بارزاني , كانت بحق محاكمة تحت قبة البرلمان وليس مجرّد مداخلة أو نقطة نظام , محاكمة لمنهج خاطئ في التعامل مع أخطر تهديد لوحدة وأمن واستقرار البلد منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة وحتى هذه اللحظة , لم يكن هدف النائبة الفتلاوي إحراج رئيس مجلس النوّاب وإظهاره بصورة العاجز غير القادر على الإجابة لأي من تساؤلاتها , بل كان الهدف من هذه المداخلة هو تعرية منهج الانبطاح والخنوع والتذّلل لشخص هو بموجب قرار مجلس النوّاب شخصا مطلوبا للقضاء العراقي , فما الذي تغيّر في موقف حكومة الإقليم من استفتاء الانفصال حتى يهرع الجميع إلى أربيل ؟ فهل تراجعت حكومة الإقليم عن موقفها وألغت نتائج الاستفتاء حتى يهرع رئيس السلطة التشريعية لملاقاة مسعود ؟ وما هي النتائج التي تمّخض عنها هذا اللقاء الذي اثار لغطا قانونيا قبل اللغط السياسي ؟ وهل تقدّمت حكومة الإقليم خطوة واحدة بهذا الاتجاه لتستّحق أن يهرول إليها رئيس مجلس النوّاب العراقي بنفسه ؟ وهل تنسجم هذه الخطوة المخيبة للآمال مع قرارات مجلس النوّاب وقرار المحكمة الاتحادية العليا ورفض المرجعية الدينية العليا للاستفتاء والانفصال عن العراق ؟ .
مداخلة النائبة الفتلاوي في جلسة مجلس النوّاب كانت رسالة إلى جميع المهرولين والمنبطحين وأصحاب المبادرات العقيمة , بأن الطريق الصحيح إلى ردع الخارجين على الدستور يمرّ أولا من خلال إلغاء نتائج الاستفتاء , وبعد ذلك تأتي الشروط الأخرى المتعلقة بوحدة العراق واحترام الدستور والإقرار بالسيادة الوطنية على كامل الأراضي العراقية , وبالإقرار بصلاحيات الحكومة الاتحادية وسيطرتها على تصدير النفط والمطارات والمنافذ الحدودية والضرائب , وإشراف الحكومة على المناطق المتنازع عليها , ولن يقبل من أي مسؤول في الدولة مهما كانت صفته وموقعه الوظيفي أن يتفاوض مع حكومة الإقليم قبل إلغاء نتائج الاستفتاء من قبل حكومة الإقليم المنفلت على الدستور , والتحجج بالحوار طريقا لحقن الدماء وإيقاف التداعيات , مرفوض ولن يسمح به قبل إلغاء نتائج الاستفتاء .. أتمنى أن يكون لقاء السيد سليم الجبوري هو آخر لقاء لمسؤول اتحادي مع المتمّرد مسعود برزاني قبل إلغاء نتائج الاستفتاء .. وأتمنى أيضا أن تكون مداخلة الدكتورة الفتلاوي في مجلس النوّاب عاملا لشحذ الهمم عند البعض وفرصة لمراجعة منهج الخنوع والتّذلل والسكوت على التجاوزات , ومن يعتقد أنّ مسعود سينصاع لمنطق الاحتكام للدستور كمرجع لحل الخلافات القائمة بين بغداد وأربيل , واهم وعليه مراجعة نفسه قبل مراجعة سلوك مسعود ومواقفه من الوطن .