السيمر / الخميس 23 . 11 . 2017 — بدأ التحالف الداخلي الأكثر قوة في منظمة أوبك، والذي يضم مجموعة المنتجين الخليجيين، يتفكك سريعا.
وتقول مصادر في أوبك إن تفاقم الأزمة بين السعودية وقطر التي اندلعت قبل ستة أشهر، سيدفع وزراء النفط لدول الخليج الأعضاء في المنظمة إلى إلغاء اجتماعهم التقليدي خلف الأبواب المغلقة للاتفاق على سياستهم قبل أن تعقد المنظمة اجتماعها الدوري النصف سنوي.
مصدر كبير في أوبك ”اعتدنا أن تكون لدينا مجموعة واتس آب لجميع الوزراء والمندوبين من الخليج. كانت غرفة دردشة مزدحمة جدا. إنها الآن في عداد الأموات“.
وقالت أربعة مصادر أخرى إنه لم تكن هناك اتصالات رسمية حول السياسة النفطية بين دول الخليج العربية في التجمع المعروف بمجلس التعاون الخليجي.
ويتضمن مجلس التعاون الخليجي دولا أعضاء في أوبك وهي السعودية والإمارات والكويت وقطر، إضافة إلى دولتين من غير الأعضاء هما سلطنة عمان والبحرين. وتجتمع أوبك في 30 نوفمبر تشرين الثاني في فيينا لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستمدد الاتفاق العالمي لخفض الإنتاج لفترة أخرى بعد مارس آذار أم لا.
وقطعت السعودية ذات النفوذ القوي في أوبك ودولة الإمارات علاقاتهما مع قطر في يونيو حزيران متهمتين الدوحة بدعم الإرهاب والتودد إلى منافستهما إيران. وتنفي قطر هذا الاتهام.
وقال مصدر آخر في أوبك ”لا يستطيع الوزراء الاجتماع. ربما يمررون الرسالة من خلال الكويت، أو وزير النفط العماني، لكن السعوديين والإماراتيين لا يستطيعون الاجتماع علانية مع القطريين“.
وامتنعت الكويت وسلطنة عمان عن اتخاذ موقف مؤيد لأحد طرفي النزاع، حيث يقود أمير الكويت وساطة إقليمية لحله.
* تحالف شيعي في أوبك
وإحقاقا للحق، فقد تجاوزت أوبك أزمات أسوأ من ذلك ونجحت في العمل تحت ضغوط أكبر، بما في ذلك الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي، والغزو العراقي للكويت في عام 1990، وحروب بالوكالة للسعودية وإيران على مدى السنوات العشر الماضية.
ولم يشر أي مصدر في أوبك إلى أن الأزمة القطرية يمكن أن تعرقل قرار المنظمة المتوقع على نطاق واسع لتمديد اتفاق خفض الإنتاج لدعم الأسعار حتى نهاية 2018، مع توافق جميع المنتجين تقريبا على الحاجة إلى الإبقاء على تلك السياسة.
لكن الحوار داخل أوبك من المرجح أن يواجه تعقيدات، حيث تضرب الأزمة في الصميم جهود المنظمة لتشكيل جبهة متحدة لإحلال الاستقرار في سوق النفط الهشة. وربما يضعف أيضا الفصيل السني في الوقت الذي يتنامى فيه دور الجناح الشيعي الذي يضم العراق وإيران.
وكرئيس لأوبك في 2016، لعبت قطر دورا فعالا في لم شمل المنتجين، ومن بينهم روسيا، وهي ليست عضوا في المنظمة، للاتفاق على خفض الإمدادات.
وقال المصدر الكبير في أوبك ”إذا أصبح مجلس التعاون الخليجي في عداد الأموات من الناحية السياسية، سيكون لذلك تعقيدات بالتأكيد لسياسات أوبك. ليس بالضرورة تعطيل عملية صنع القرار، وإنما جعلها أكثر صعوبة وتعقيدا“.
أضاف ”لا تتحدث قطر إلى السعوديين أو الإماراتيين، ولذا فإن الجناح السني في أوبك هو الأضعف. على الجانب الآخر، لدينا التقارب بين إيران والعراق، وهو تحالف شيعي منذ فترة طويلة“.
العراق وإيران رابع وخامس أكبر احتياطيات نفطية في العالم على الترتيب، ولذا ينظر إليهما كدولتين لديهما أكبر إمكانيات لنمو الإنتاج في أوبك، ومن ثم يشكلان معا أكبر تحد لدور الرياض القيادي الذي لعبته لعقود.
ويعارض العراق مطالبات من الولايات المتحدة بتقليص اعتمادها على طهران بعدما ساعدت إيران بفاعلية بغداد في إخماد استفتاء كردي للانفصال. وتخطط إيران أيضا لاستيراد كميات كبيرة من الخام العراقي.
وقال مصدر ثالث في أوبك “يدرك السعوديون بشكل جيد هذا التحدي ويبذلون ما في وسعهم لتقليص النفوذ الإيراني على العراق.
وشهدت العلاقات بين الرياض وبغداد تحسنا في الأشهر الماضية، مع تعاونهما في تنسيق حربهما ضد تنظيم الدولة الإسلامية وإعادة بناء العراق.
ومع دفء العلاقات، زار وزير الطاقة السعودي خالد الفالح العراق في أكتوبر تشرين الأول للدعوة إلى زيادة التعاون الاقتصادي والتعاون في مجال الطاقة، وكان أول مسؤول سعودي في عقود يلقي كلمة علانية في بغداد.
رويترز