السيمر / الثلاثاء 28 . 11 . 2017
وسام ابو كلل
الصوت وسيلة من وسائل الإتصال بين البشر، إن لم تكن هي الوسيلة الأساسية، والبعض يتلذذ بالصوت، خصوصا إذا كان ذلك الصوت المفضل لديه، والناس في أسماعهم مذاهب ومشارب، فقد تجد من يطرب لصوت ما، بنفس الوقت يشعر البعض الأخر بالإنزعاج ويعتبره ضجيجا، وهذا التباين في الأذواق إنما يكون بسبب إختلاف ثقافة الإنسان، ودرجة مزاجه وتأقلمه مع المتغيرات المحيطة به، فلا يمكن أن يستمتع الموسيقار بنفس الصوت الذي يرتاح له الحداد مثلا، وهو يختلف تماما عما يطرب له الكاتب.
الصوت يختلف بين المخلوقات، فهناك صوت يهدأ النفوس ويريحها، عندما تسمع ترتيلا للقران الكريم يأخذ بقلبك ويعلوا به في ملكوت روعة الآيات، وصوت يحذر من وقوع خطر ما، قد يكون نباح كلب يخبرك بوجود لص، أو صافرات الإنذار التي تصك الأسماع منبهة عن قرب حدوث خطب كبير، فالأم تطرب لضحكات ولدها الصغير، كما تطرب المرأة الريفية لنقنقة دجاجاتها، والراعي لثغاء شياهه ومأمأة خرافه، والإثنتان لهما نفس شعور من يستمع لسمفونية لبتهوفن، فيحلق في اجواء السعادة.
الصوت وإختلاف الناس بسماعه، يجعلنا نتسأل، هل هناك صوت يعجب الجميع؟ وتأتينا الإجابة سريعا، نعم إنه صوت الحبيب، كل شخص يترقب سماع صوت حبيبه، وربما إستفزه لكي يتكلم فيطرب لسماع صوته، ألم نقرأ في الروايات عن زليخا كيف كانت تطلب من السجان أن يضرب يوسف بالسوط لتسمع صوته لترتاح، ما أقساه من حب ! ونحن لنا حبيب، نَحِنُ لرؤياه، نبكي لفراقه، ننتظر ظهوره، نتصدق لأجل سلامته، نسلم عليه وكم نتمنى أن نسمع صوته.
صوت حبيبنا علاج الأرواح السقيمة، وراحة القلوب المكلومة، نعاهده كل يوم ونسلم عليه كل يوم فنقول:(السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُصَلِّيَ وَتَقْنُتُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَرْكَعُ وَتَسْجُدُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُهَلِّلُ وَتُكَبِّرُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَحْمَدُ وَتَسْتَغْفِرُ)، منتظرين ان يمن الله علينا بسماع صوت حبيبنا .