السيمر / الاثنين 12 . 03 . 2018 — التقارب بين السعودية ورئيس الوزراء حيدر العبادي الذي ترعاه الولايات الأمريكية وصل ذروته خلال المدة الحالية، من حيث الدعم اللامحدود، اذ سخّرت صحف خليجية وأمريكية صفحاتها لمدح العبادي والثناء عليه وتسميته برجل المرحلة القادمة في اشارة الى حصوله على ولاية ثانية، بسبب انجراف الأخير مع مصالح الرياض و واشنطن وأهمها تحجيم الدور الايراني بالعراق بحسب مراقبين .
فيما كشفت صحف عربية عن ضغوط تمارسها السعودية وأمريكا على الكتل السنية لدعم العبادي للفوز بولاية ثانية، بذريعة ان عدم تسنّم الأخير للسلطة في العراق، سيرجع العراق الى المربع الاول، وقد تفعل ذلك مع الأكراد قريباً مقابل جملة تنازلات تقدمها بغداد لاربيل ومنها اعادة العمل بمطارات الاقليم ودفع رواتب الموظفين هناك.
تقارير اعلامية تشير الى ان تعاون العبادي مع التحالف الدولي خلال الحرب على داعش الارهابي، ومعارضته استخدام القوة العسكرية في التعامل مع ملف اقليم شمال العراق برغم الخسائر البشرية في صفوف القوات العراقية على يد الانفصاليين، ووقف تقدم قوات الحشد الشعبي في مدينة كركوك وموافقته على بقاء قوات الاحتلال الأمريكية في العراق جعل الادارة الأمريكية تصر على منحه ولاية ثانية.
استاذ العلوم السياسية الدكتور عبد العزيز العيساوي أكد لـ (المراقب العراقي) ان الأمر بدا واضحا وعلنيا تمثل بسعي السعودية ودول خليجية فضلا عن أمريكا لتأمين مصالحها في العراق وتنفيذ اجندتها المشبوهة، ولاسيما ان المدة الحالية تشهد تطورات كبيرة بسبب اقتراب موعد الانتخابات النيابية .
العيساوي أضاف ان الادارة الامريكية والرياض تسعى الى استغلال الانقسام الشيعي وتشظي القوى والأحزاب الشيعية لدعم شخصيات معينة على حساب أخرى مقابل تحقيق أهدافهم في المرحلة القادمة وقد يكون العبادي هو الأقرب لهذا الدعم، لافتا الى ان سياسة الدول المذكورة ستتغير بعد انتهاء الانتخابات كونهم يبحثون عن الذين يدعمون أجندتهم ويحقق لهم مصالحهم وبالتالي الدعم سيكون باتجاه الأقوى في نتائج الانتخابات .
فيما حذّر المحلل السياسي قاسم العجرش في تصريح لـ(المراقب العراقي) العبادي من تجاهل الدماء التي ازهقها الارهاب الخليجي والدمار والفوضى التي سببها الاحتلال الامريكي للعراق والانجرار خلف أجندة الرياض و واشنطن ولابد من التخندق خلف الارادة الشعبية العراقية وعدم التعويل على الدعم الخارجي .
العجرش نوّه الى ان تطبيل وسائل الاعلام الخليجية والأمريكية للعبادي يثير الشك والريبة وقد تكون هناك تنازلات مقدمة من رئيس الوزراء مقابل هذا الدعم كون المعطيات تؤكد ان الخليج وأمريكا تاريخهم سيئ مع العراق ولا تهمهم سوى مصالحهم وأجندتهم المشبوهة .
العجرش اوضح ان لجنتي الأمن والدفاع والخارجية النيابيتين مطالبتان بالتحقق من انفتاح الحكومة غير المتزن مع دول المنطقة والدعم العلني الذي بدأت بعض الدول الخليجية والغربية تقدمه للعبادي بطريقة تثير الاستغراب، لافتا الى ان سيادة البلاد وحقوق وتضحيات الشعب خط أحمر لا يمكن تجاهلها من أجل تحقيق مكاسب انتخابية أو سياسية.
المصدر : المراقب العراقي