السيمر / الخميس 04 . 10 . 2018
اسعد عبد الله عبد علي
علاء شاب في منتصف الثلاثينات من العمر, يعيش في غرفة صغيرة مع زوجته واربعة اطفال, فوق السطح في بيت قديم متهالك تسكنه عائلة كبيرة جدا, كل صباح يحمل كيس ملابسه ويخرج لساحة الطيران, بأمل الحصول على فرصة عمل كعامل بناء, لكن لا تتاح الفرصة بشكل يومي, فالشباب الباحثون عن هذه الفرصة عددهم كبير جدا, فلا ينالها الا ذو حظ عظيم, عاد علاء اليوم مثل الامس مكسور الخاطر من دون الحصول على فرصة العمل, كان يفكر في طفلته المريضة التي تحتاج للعلاج, وابنه الذي يطالبه بدفاتر واقلام, انها البطالة التي تميت كل الاحلام وتزرع الحزن والقلق الدائم.
منذ سنوات الحصار الظالم الذي فرض على الشعب العراقي حصرا, من دون السلطة في التسعينات القرن الماضي, والبطالة في ارتفاع كبير, نتيجة غياب خطط احتواء الشباب, وغياب الرؤية الاقتصادية للبلد, لكن في نيسان من عام 2003 حل امل كبير بدل الياس, بعد الخلاص من النظام العفلقي, لكن بعد 15 عام من تجربة نظام الحكم الجديد, خيبت املنا الطبقة السياسية في العراق, نتيجة فسادها واهمالها ازمات المجتمع, وغرقها في اللهو, والتخريب, والافساد.
الان وبعد ابعاد الحزب الذي تشبث طويلا بكرسي الحكم, من حقنا ان نتأمل قليلا بتحقق تغيير نوعا ما, ويدعم تفاؤلنا تواجد شكل من اشكال الوعي الجماهيري, مع دعم المرجعية الصالحة لمطالب الجماهير العادلة.
ونتصور ان مشكلة البطالة يجب ان تكون اولوية للحاكم الجديد, فعندما تختفي يختفي معها العنف والارهاب والجهل والمرض والمشاكل الاجتماعية والظلم, ويمكن ان يتم الحل عبر التوجه لحل الازمات الاخرى, مثلا عندما تتجه الحكومة الجديدة للنهوض بالجانب الزراعي للدولة, فأن البيئة الزراعية تكون مكان جديد لاستيعاب جزء من البطالة, وعندما تتجه الدولة لحل ازمة السكن, فان اعداد واسعة من “البطالة” تتحرك وتستوعبها ثورة البناء, وهكذا باقي القطاعات التي تعاني من ازمة, وهكذا يتضح لكم امكانية امتصاص البطالة عبر الشروع بحل الازمات الاخرى المصيرية مثل ازمة السكن والزراعة.
ننتظر من رئيس الوزراء الجديد ان تحضر في نفسه دائما مخافة الله عز وجل, فلا يفرط بحقوق الناس, كما فعلها من سبقه في الحكم, وان يكون جل سعيه لتحقيق العدل, وانصاف الفئة المحرومة من المجتمع.