السيمر / الخميس 18 . 10 . 2018 — قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء إنه لا يريد التخلي عن السعودية الحليف المقرب للولايات المتحدة بسبب اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي دأب على انتقاد حكومة بلاده، معبرا عن رغبته في الاطلاع على الأدلة التي تثبت المزاعم التركية بأن ضباطا سعوديين قتلوه.
وأضاف ترامب أنه ينتظر تقريرا وافيا عن اختفاء خاشقجي من وزير الخارجية مايك بومبيو لدى عودته من زيارة للسعودية وتركيا حيث التقى مع عدد من القادة لبحث التقارير التي تحدثت عن مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول.وقال مسؤولون أتراك إنهم يعتقدون بأن خاشقجي، المنتقد البارز لسياسات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قُتل وأن جثته نُقلت. ونفى السعوديون هذه المزاعم. وقالت مصادر تركية لرويترز إن لدى السلطات تسجيلا صوتيا يشير إلى أن خاشقجي قتل داخل القنصلية. ولم يعثر له على أثر منذ دخوله المبنى.
وقال ترامب، الذي أقام علاقات وثيقة مع السعودية وولي العهد البالغ من العمر 33 عاما، إن واشنطن طلبت من تركيا أي دليل بالصوت والصورة ربما يكون لديها فيما يتصل بمصير خاشقجي.
وفي رده على سؤال خلال مقابلة مع قناة فوكس بيزنس نتورك عما إذا كانت الولايات المتحدة ستتخلى عن الرياض قال ترامب ”لا أريد ذلك“.
وعبر مجددا عن أمله في ألا يكون أفراد من العائلة الحاكمة في السعودية ضالعين في اختفائه.
وردا على سؤال عما إذا كان يسعى للحصول على أدلة صوتية ومصورة قيل أن تركيا تمتلكها قال ترامب ”طلبنا الحصول عليها إن كانت موجودة … لست متأكدا حتى الآن أنها موجودة. قد تكون موجودة على الأرجح .. محتمل“.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن الرياض ستقر بأن خاشقجي قتل أثناء استجواب سار على نحو خاطئ على الرغم من إنكار ضلوعها في بادئ الأمر. وتكهن ترامب بأن ”قتلة مارقين“ ربما يكونون وراء ما حدث لكنه لم يورد أدلة تدعم افتراضه هذا.
ونشرت صحيفة يني شفق التركية الموالية للحكومة يوم الأربعاء ما قالت إنها تفاصيل من تسجيلات صوتية تزعم أنها توثق تعذيب واستجواب خاشقجي.
وذكرت الصحيفة أن معذبيه قطعوا أصابعه أثناء الاستجواب وأن خاشقجي قتل في غضون دقائق. وقال التقرير إنه تم فصل الرأس عن الجثة التي قطع القتلة أوصالها.
ونقل تقرير لصحيفة نيويورك تايمز يوم الأربعاء عن مسؤول تركي كبير تأكيده التفاصيل التي نشرتها الصحيفة التركية. وامتنع مسؤولان من الحكومة التركية اتصلت بهما رويترز عن تأكيد التقرير.
وتمثل كيفية خروج ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من هذه الأزمة اختبارا لأسلوب تعامل الغرب مع السعودية في المستقبل.
وترامب غير مستعد فيما يبدو لأن ينأى بنفسه بعيدا عن السعوديين، مرجعا ذلك إلى دور الرياض في مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة فضلا عن صفقات سلاح محتملة بعشرات المليارات من الدولارات.
وتواجه دول غربية أخرى عبرت عن قلقها بشأن الواقعة نفس الوضع الحساس في تعاملاتها مع أكبر مصدر للنفط في العالم.
مؤتمر مهجور
رسم ولي العهد السعودي، الذي ربطته علاقة وثيقة بإدارة ترامب، صورة لنفسه باعتباره واجهة للسعودية الجديدة التي تنوع مصادر اقتصادها بعيدا عن الاعتماد على النفط وتدخل بعض التغيرات الاجتماعية.
لكن هناك انتقادات واسعة لبعض الخطوات التي اتخذها الأمير ومنها تورط الرياض في حرب اليمن واعتقال ناشطات مدافعات عن حقوق المرأة والخلاف الدبلوماسي مع كندا.
وأصبح أعضاء الكونجرس، ومنهم جمهوريون مثل ترامب، من بين أعلى الأصوات في الولايات المتحدة المطالبة بإجابات وإجراءات في قضية خاشقجي الكاتب في صحيفة واشنطن بوست الذي انتقل إلى واشنطن العام الماضي خوفا من الانتقام بسبب آرائه المعارضة.
ووصف لينزي جراهام السناتور الجمهوري المقرب من ترامب الأمير محمد بن سلمان بأنه ”معول هدم“ واتهمه بإصدار الأمر بقتل خاشقجي.
ورغم القلق الغربي من سجل السعودية في مجال حقوق الإنسان ما زال ترامب يقول إنه لن ينسحب من صفقات بيع أسلحة للرياض.
ويعتزم وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين حضور مؤتمر استثماري كبير ينطلق في الرياض تحت اسم ”دافوس الصحراء“ الأسبوع المقبل في حين انضمت كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي إلى قائمة متنامية من كبار الشخصيات التي أعلنت أنها لن تحضر المؤتمر.
والمؤتمر السعودي لا صلة له بالمنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد سنويا في دافوس بسويسرا.
وقالت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم والمشاركة في الجهود الأمريكية لكبح النفوذ الإيراني في المنطقة، إنها سترد على أي ضغوط أو عقوبات اقتصادية.
رويترز