السيمر / الأربعاء 31 . 10 . 2018 — سجلت وسائل اعلام إيرانية مشاركة العديد من الساسة والمسؤولين الإيرانيين في مراسم زيارة الأربعين التي شهدت تدفق أكثر من 1.800 زائر إيراني إلى العراق خلال أسبوعين.
وشهدت الزيارة الاربعينية انخفاض عديد الزائرين الإيرانيين الى نحو النصف، نظراً للأزمة المالية التي تشهدها إيران منذ عدة أشهر بعد ان خسرت العملة الإيرانية 70% من قيمتها امام الدولار.
وكانت الأعوام الماضية شهدت مشاركة ما لا يقل عن 4 ملايين زائر إيراني في احياء الزيارة الاربعينية.
وشكلت السلطات الإيرانية، خلال السنوات الماضية، لجان رسمية لتفويج الزائرين الإيرانيين الى العراق، وتنسيق عمل الجهات الأمنية والخدمية والطبية على جانبي الحدود مع العراق وداخل مدينتي النجف وكربلاء، للمساعدة في احياء الزيارة الاربعينية.
ونشرت وكالات انباء ومواقع إخبارية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر مشاركة احفاد زعيم الثورة الإيرانية الراحل روح الله الخميني بالسير من مدينة النجف الاشرف الى مدينة كربلاء المقدسة. وبحسب الصور التي تداولتها المواقع الإيرانية فقد شارك ياسر الخميني، الحفيد الأوسط لآية الله الخميني، الى جانب زوجته (حوراء الصدر) وهي ترتدي العباءة العراقية، بالإضافة الى اثنين من اطفاله، في المسيرة الراجلة الى كربلاء.
والى جانب ياسر الخميني، فقد أظهرت الصور احمد الخميني نجل حسن الخميني، الشقيق الأكبر لياسر، وهو يرتدي الدشداشة العراقية الى جانب عمه ياسر واسرته.
ويعتبر احمد الخميني، الذي يحمل اسم جده احمد الخميني نجل زعيم الثورة الإيرانية، من نجوم مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، اذ يحظى حسابه الرسمي وحسابات معجبيه بمتابعة مئات الالاف داخل وخارج إيران، وتلقى مواقفه السياسية والاجتماعية أصداء واسعة بين الشباب الإيراني.
ونقل احمد الخميني، في موقعه على انستغرام، حواراً مع أحد الشباب العراقيين المقيمين في دولة قطر حول عدم اتقان الشباب الإيراني اللغة الإنكليزية.
وفي مشاركة أخرى نقل نجل حفيد الخميني تساؤلات الزائرين الإيرانيين حول انهيار العملة الإيرانية مقابل سعر العملة العراقية، على الرغم من افتقار المدن العراقية للحد الأدنى من الخدمات والبنى التحتية.
وتصنّف اسرة زعيم الثورة الإيرانية على الجناح الإصلاحي، اذ تربط حسن الخميني، والد احمد، علاقة وطيدة مع الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي الذي يتزعم التيار الإصلاحي.
والى جانب مشاركة اسرة الخميني في مراسم زيارة الأربعين، فقد رصدت وسائل الاعلام الإيرانية مشاركة مسؤولين بارزين في هذه الشعائر الدينية التي تحظى باحترام ملايين الشيعة حول العالم.
ومن بين أبرز المسؤولين الإيرانيين، نشرت صورا تظهر غلام علي حداد عادل، صهر ومستشار المرشد الإيراني اية الله علي خامنئي، وهو يصافح شيخا عراقيا يرتدي الدشداشة والكوفية والعقال التقليدي.
ويعتبر حداد عادل أحد أبرز وجوه التيار المحافظ، وشغل منصب رئيس البرلمان الإيراني الى جانب عضوية مجلس صيانة الدستور وعدد من المسؤوليات الثقافية والجامعية.
كما سجّلت وكالات الانباء حضورا ملفتاً لسادن العتبة الرضوية إبراهيم رئيسي، الذي نافس الرئيس الإيراني حسن روحاني في انتخابات الرئاسة التي أجريت العام 2017، وحصل فيها على أكثر من 15 مليون صوت مقابل 22 مليون صوت لروحاني.
وأشرف رئيسي على أحد أضخم المواكب التي ترعاها العتبة الرضوية على الطريق الواقع بين مدينتي النجف وكربلاء، والتي قدمت خدمات الطعام والمبيت والاستراحة لآلاف الزائرين من مختلف الجنسيات.
وفي السياق ذاته، رصدت وسائل الاعلام الإيرانية حضور عمدة طهران الجنرال محمد باقر قاليباف. واظهرت الصور قاليباف وهو يقود جهود بلدية طهران التي تقدم خدماتها في مدينة كربلاء بشكل دوري.
ويعدّ قاليباف أحد جنرالات الحرس الثوري، واحد المتنافسين المخضرمين على رئاسة الجمهورية. وتداولت مواقع إيرانية صوراً لعمدة طهران وهو يضع الكوفية على رأسه، في خطوة على ما يبدو انها جاءت لإبعاد الأنظار عنه، وتسهيل تنقله وعمله.
وسلّطت وكالات الانباء الإيراني الضوء على مشاركة وزير الاتصالات الشاب محمد اذري جهرمي مع اسرته. واظهرت الصور جهرمي وهو يتنقل مع زوجته وطفله الرضيع من دون مرافقين، ويتناول الطعام في مواكب العزاء مع بقية الزائرين.
ويعتبر جهرمي أصغر وزير في تاريخ إيران (1982)، ويحظى بشعبية واسعة بين الشباب الإيراني، الذي يطالب بمزيد من الحريات على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم تقتصر المشاركة الإيرانية في مراسيم الزيارة الاربعينية على الوجوه السياسية فقط، فقد رصدت الصور التي بثتها وكالات الانباء الإيرانية، مشاركة كل من الفنان برويز برستوئي، المخرج والممثل المعروف بدوره المثيل للجدل في فيلم (مارمولك / السحلية)، الذي جسّد فيه دور مجرم يرتدي زي رجال الدين.
والى جانب برستوئي، فقد رصدت مواقع التواصل الاجتماعي صورا نسبت الى الممثلة كتايون رياحي التي لعبت دور زليخا في مسلسل يوزرسيف التاريخي، الذي حظي بمشاهدات عالية في العالم العربي خلال السنوات الأخيرة.