السيمر / فيينا / الثلاثاء 11 . 06 . 2019
في حفل وصفته وسائل إعلام بأنه “أسطوري!” أقيمت مراسم تنصيب نيجيرفان بارزاني رئيسا لإقليم كردستان. ولم يُثر الحضوران الدبلوماسي والسياسي دلالاتٍ مهمة، بقدر ما أثارته قائمة الغائبين من مسؤولي بغداد عن حفل التنصيب.
واهتمت وسائل الإعلام بالشخصيات عالية الأهمية التي تراصفت على كراسي الصف الأول، وهي بين محلية وإقليمية من مثل وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، ورئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، كما لم يغب زعيم تيار الحكمة وتحالف الإصلاح والإعمار عمار الحكيم عن الحضور، ورئيس الجمهورية برهم صالح، ورئيس تحالف المحور الوطني خميس الخنجر، فضلا عن ممثلين اعتباريين لجهات وتيارات سياسية، ومنظمات محلية ودولية. وأدى رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، أمسِ الإثنين، 10 حزيران، 2019، اليمين القانونية، بعدما جرى انتخابه من قبل البرلمان في 28 آيار الماضي، بحضور واسع من داخل وخارج إقليم كردستان والعراق.
أبرز الغائبين
ومما له دلالات ومعانٍ مثيرة وتساؤلات قائمة ضمّت أبرز الغائبين من السياسيين العراقيين عن حفل تنصيب رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني. حيث تقصّى “ناس” عبر اتصالات أجراها تفسيراتٍ قرأت الدلالات الكامنة وراء “أكمة الغياب”.
وكان أبرز الغائبين من السياسين العراقين عن حفل التنصيب، كل من “عادل عبد المهدي، ثامر الغضبان، حسن الكعبي، هادي العامري، نوري المالكي، حيدر العبادي، قيس الخزعلي، ابراهيم الجعفري، جمال الكربولي، إياد علاوي، همام حمودي، سليم الجبوري، محمد علي الحكيم، وبافل طالباني”.
www.nasnews.com
إعتذار
وفي السياق نفسه، قدم النائب مشعان الجبوري، اعتذاره عن عدم حضور حفل التنصيب – وهو أول اعتذار مُعلن – عازياً سبب عدم الحضور إلى “وجوده خارج العراق والذي حال دون تلبية دعوة الحضور التي وصلت إليه”.
إقرأ أيضاً: بعد أدائه يمين الرئاسة.. بارزاني يتعهد بتعزيز العلاقات مع “العراق”!
www.nasnews.com
الديمقراطي: “الحضور كفائي”
رئيس كتلة الحزب الديمقراطي السابق عرفات كرم، استبعد وجود دلالات لطول قائمة أسماء الغائبين، كرم قال في حديث لـ “ناس” إن “الحضور في مثل هذا المحفل، “كفائي”، ما يهم هو وجود تمثيل من جميع المكونات العراقية، لا يُمكننا دعوة الجميع في النهاية.. قد نحتاج إلى ملعب!، لكننا في الحزب وحكومة اقليم كردستان، منفتحون أشد الانفتاح على تطوير علاقاتنا مع جميع القوى العراقية”.
وأضاف “علاقتنا جيدة بالسيد هادي العامري، وهو أحد الغائبين، كما أن حضور السيد خميس الخنجر كان جزءاً من التمثيل السني، كان هناك في الحقيقة بعض التوتر مع تيارات معينة، مثل تيار قيس الخزعلي، لكن هذا لم يكن من طرفنا، إذا كانت بعض الأطراف تريد التصعيد فهذا شأنهم، أما الحزب وحكومة الإقليم فتود فتح مسارات تواصل وحوار مع جميع القوى العراقية، وقد حضر أحد الوزراء من حركة العصائب في وقت سابق إلى الإقليم، وقام بجهود جيدة، ونتوقع أن الأمور تسير باتجاه أفضل”.
www.nasnews.com
لماذا غاب قيس الخزعلي؟
على الضفة الاخرى، يقول المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة عصائب أهل الحق، محمود الربيعي، إن “الدعوات وصلت إلى التحالفات السياسية، وأوكل لها مهمة اختيار ممثليها إلى الحفل، لكن الحركة ولموقف مبدئي، ارتأت عدم حضور زعيمها قيس الخزعلي”
يضيف الربيعي “بالنسبة للحركة، تنصيب رئيس لإقليم كردستان، يساوي في قيمته الدستورية والقانونية تنصيب محافظ، لكن الحفل تم تضخيم شأنه، كان هناك سوابق كثيرة لتنصيب رؤساء، كرؤساء الجمهورية، أو حتى رئيس الإقليم السابق مسعود بارزاني، ولم يسبق أن تمت المبالغة بهذا الحدث إلى هذا الحد”.
لماذا التشنج رغم أن الديمقراطي يُرسل “إشارات إيجابية”؟
الربيعي قال إن موقف حركته لا يتعلق بالعلاقة مع الإقليم، أو الحزب الديمقراطي الكردستاني، أو حكومة اقليم كردستان، بل بقضية الحفل تحديداً، يبيّن “نعتقد أن المبالغة بهذه الطريقة التي جرت ترسخ فكرة الدولة داخل دولة، وهذا ما لم نوافق على المشاركة فيه، حيث اتخذنا بعد المداولة قراراً بعدم مشاركة أمين عام الحركة بهذه الفعالية، لا نستطيع التحدث نيابةً عن الآخرين الذين غابوا، لكن هذه هي الأسباب التي تقف خلف قرارنا”.
المصدر / ناس