السيمر / فيينا / الخميس 20 . 06 . 2019
صالح الطائي
حينما اهداني نسخة من مجموعته الشعرية عيناك دنيا في حديقة كلية الآداب بالجامعة المستنصرية بحدود عام 1972، كنا لما نزل نرفل بعز الشباب، غير متعودين على سبر أغوار المجهول والتنبؤ بالقادم، ربما لأن الأمن الصدامي والأمن الجامعي كان يرصد كل حركاتنا بما يدفعنا عنوة لأن نقصر أحلامنا على ساعات من الأمان بعيدا عن شرهم..
حينها لم اكن اتوقع ان صديقي الشاب النحيل بشعره الذهبي اللماع وعيناه الزرقاوان، وبشرته البيضاء وبدلته التي تبدو وكأنها أستلت من شعاع الشمس سيتحول إلى حقيقة تملأ الدنيا وتشغل الناس، ولاسيما واننا افترقنا سنين طوال، لأغامر في تسعينات القرن الماضي بالسفر إلى السماوة باحثا عنه ومتحديا خوفي من رجال الأمن، ولأصدم بخبر موته المزعوم الذي هد حيلي وملأ قلبي حزنا وروحي كمدا.
خلال تلك المرحلة انطوت صفحة يحيى من خيالي باستثناء إلماحات استدعيها من أعماق الذاكرة حينما أسمع كلمة دنيا أو اسم يحيى لأبدأ بالترحم عليه والتأسف على شبابه المفقود، ومن ثم أنخرط بسيل من السباب والشتائم واللعن لرئيس النظام وحزبه وزبانيته. ولذا شعرت كالملسوع حينما قرأت بعد عام 2003 بسنوات اسم (يحيى السماوي) في أحد المواقع الالكترونية بعد أن دخل الانترنيت إلى العراق بشكل علني، فبادرت إلى مراسلتهم مستفسرا عن هذا السماوي من يكون؟، أهو يحيى بن عباس بن عبود السماوي؟ ولم يجيبوني بالرغم من تكرار السؤال، ولم أبدأ البحث، لأني كنت لما أزل قليل الخبرة بالحاسوب ولا أعرف كيف يستخدمون الانترنيت إلا بقدر محدود جدا، إلى أن دخلت عن طريق المصادفة، وكانت المرة الأولى، إلى موقع صحيفة المثقف الغراء لأجد اسم يحيى ماثلا أمامي، فبادرت إلى مراسلتهم والاستفسار منهم، وحينما لم يجيبوني، اعتقدت أن هذا الموقع لا يختلف عن ذاك، ثم كانت المفاجأة حينما استلمت من يحيى رسالة طويلة سرد فيها ما مر به من قهر الطغاة إلى أن حمل السلاح على أمل التغيير ولم ينجح، مما أضطره إلى الهرب خارج البلاد، وأنه يعيش الآن في أستراليا ولديه عائلة وأولاد، حيث تبين ان موقع صحيفة المثقف حول رسالتي إليه ليجيب عليها وهذا لطف كبير منهم لا زلت أحمله جميلا لهم في عنقي.
كانت هذه المفاجأة مفتاح عودة العلاقة الأخوية مع يحيى السماوي، وخلال هذه المدة كان كريما معي، فهو فضلا عن زيارته لي في بيتي وكثرة الرسائل والتهاني التي يبعثها، أهداني أغلب مجاميعه الشعرية والكتب التي ألفت عن تجربته، منها على سبيل المثال: مسبحة من خرز الكلمات، شاهدة قبر من رخام الكلمات، لماذا تأخرتِ دهرا؟، مناديل من حرير الكلمات، بعيدا عني .. قريبا منك، تعالي لأبحث فيك عني، أطفئيني بنارك. وهي غالبا مجاميع ما بعد سقوط النظام البعثي، بينما حرمني الفراق بهجة الحصول على مجاميع التسعينات ومنها: قصائد في زمن السبي والبكاء قلبي على وطني ، جرح باتساع الوطن، الاختيار، عيناك لي وطن ومنفى، رباعيات، هذه خيمتي.. فأين الوطن، أطبقت أجفاني عليك، الأفق نافذتي، زنابق برية، نقوش على جذع نخلة، قليلك … لا كثيرهن، البكاء على كتف الوطن
مع هذا الفيض من عطاء السماوي الذي حل في بيتي وعلى عرائش مكتبتي وفي قلبي، شعرت وكأني لم أفارقه كل تلك السنين العجاف. حيث كنت أبحر مع بواخر شعره المحملة بالندى والربيع ومكامن الخوف والغربة والجوع، فأشعر وكانه جزيرة نائية كان قدري أن أجول أفيائها بحثا عن أسرارها التي ترفض البوح بها.
وكانت آخر هدية قيمة استلمتها من يحيى مجموعته الشعرية ” نهر بثلاث ضفاف” التي سنحت لي الفرصة لأعيد قراءتها عدة مرات، مما حفزني للكتابة عنها لا بقلم ناقد بل بقلم قارئ، وبين قلمي الناقد والقارئ بون شاسع، وقد ألجأني لهذا الخيار سبب وجيه، فأنا بالرغم من كوني سبق وأن كتبت عن نتاجات السماوي عدة مرات إلا أني في كل مرة أنوي فيها خوض هذه التجربة أو أجد في نفسي رغبة للكتابة عنه، أشعر برهبة وتوجس وخيفة، والكثير من التردد، فالكتابة عن يحيى ليست أمرا عابرا طالما أن كبار نقاد الأدب العراقيين والعرب(*) قد تناولوا تجربته بالدرس والتمحيص، والكثير من طلاب الماجستير والدكتوراه تناولوا حياته ونتاجه في دراساتهم لنيل درجتي الماستر والدكتوراه، وبعد أن وضع الأخ والصديق لطيف عبد سالم كتابا بعنوان مرافئ في ذاكرة يحيى السماوي، وفضلا عن ذلك كله أجد نفسي لست ناقدا بقدر كوني متذوقا هاويا، ولذا كنت في غاية التردد وأنا أمسك الورقة والقلم وأضع المجموعة أمامي لأكتب عنها بعد أن أعدت قراءتها عدة مرات بل بعد أن قرأت بعض قصائدها أكثر من مرة، وفي كل مرة كنت أشعر بها وكأنها جديدة لم تمر علي من قبل، فتزيدني دهشة.
هنا يجدر بي الاعتراف قبل البدء بالقراءة بأمرين في غاية الأهمية:
الأول: أنه قد تكون لعلاقتي الأخوية بالسماوي أثرا على نوع كتاباتي عنه، وقد يكون لهاجس صداقتي به دافعا روحيا، يدفعني لأغمض عيني عن الهنات التي أتوقع أني سأجدها في المجموعة، ولكني وبكل حيادية أعلن ان مجموعات السماوي كلها ـ وهذه واحدة منها ـ تكاد تكون مقدسة بسبب كمالها وتكاملها من حيث الوزن والقافية ووحدة الموضوع والضربة والقفلة فضلا عن تصميم الغلاف والطباعة وحجم الحرف.
والثاني: تلك الكلمات التي نحتها البروفسور عبد الرضا علي من السكر، وغلفها باللوز والزعفران، وعطرها بالقرنفل والفل والياسمين، التي تصدرت المجموعة لتقدمها للذائقة، فكانت كالمصباح الذي يجلي ظلمة الطريق إلى فهم خيوط اللعبة التي حاكها السماوي بتجربة الناقد المطلع الخبير. وبضمنها الآراء التي أطلقها الدكتور عبد الرضا والتي كادت أن تكون شافية وافيه كافية بما لا يدع مجالا لغيره كي يبدي رأيا! كيف، وهو صاحب الرأي السديد والعقل الرشيد؟
من بين كل ما قاله في مقدمته الرائعة، أوهم الدكتور عبد الرضا علي الواقع بثلاثة آراء ناجزة، تحولت إلى حاجز أمني يصيب من يريد العبث بتراتبية مجموعة السماوي بالرهبة، رهبة الخوف من مقارعة سلطان العلم بسلطان أضعف! جاء في الرأي الأول قوله: “السماوي واحد من ابرز الشعراء المعاصرين الذين هضموا التراث الشعري العربي، وأفادوا من حالات الإشراق فيه، إلى جانب أن دائرة اكتسابه الثقافي والمعرفي واسعة ومتجددة، وتستحضره عند كل عملية ذكية في التلقي”. [[مقدمة المجموعة، ص9]]]
وجاء في الثاني قوله عن السماوي: “أما ذائقته الموسيقية فهي من العلو بحيث لا يتربع معه على قمتها غير قليل”[[مقدمة المجموعة، ص9]]]
وجاء في الثالث قوله: “معظم قصائد هذه المجموعة لا تحتمل التأويل، أي لا تحتمل أي شرح أو تفسير، أو تحليل، وينبغي إبقاؤها بعيدة عن أقلام من يخدشها”. [[مقدمة المجموعة، ص10]]]
وأنت مطلوب منك أن تنفذ من بين هذه الآراء لتعطي رأيا جديدا مختلفا أو تسكت دون ان تثير ضجيجا. من هنا تجدني متسلحا بحبي واحترامي لهاتين الشخصيتين القريبتين إلى نفسي لأندفع من خلال مسامات هذا الحب، كما يرشح الماء من بين حبات الرمل، عسى أن أجد ما غاب عن الدكتور عبد الرضا علي، ولا أظنه قد غاب عنه شيء، لأشير إليه بإصبع الفرح وعلامة الانتصار، ولا أظنني سأجد شيئا!.
ولقد شعرت بالعجز الكبير أن أحيط بكل ما جاء في هذه المجموعة المليئة بأسرار مرحلة النضج السماوي، ولم أجد امامي مناصا من أن أكتفي بالتحدث قليلا عن إينانا في هذه المجموعة، ربما لأن السماوي بدء رحلته بالحديث عن هبوط إينانا، وإينانا هذه هي آلهة السماء والمطر والحب في الأساطير السومرية، وقد عُدت إينانا ابنة لـ(آن) رب السماء في اوروك، وفي نصوص أخرى ابنة لرب القمر (نانّار) وربة القمر (نينجال) وقد حملت إينانا في النصوص الأكدية اسم عشتار، وتابعت ذلك في النصوص البابلية والآشورية والأوغاريتية.
هذه الافتتاحية تكاد تشير إلى صلة تربط بين السماوي وحضارات العراق:
شقت ظلام الليل إينانا
فأيقظت المرايا
ألبستني بردة الفرح المؤجل[ص13]
وهي الصلة التي أوصلته إلى بدايات حضارة الإسلام “منذ عام الهجرة الأولى”[ص13] ثم نقلته إلى حيث الجغرافيا الأحب:
الماء الفرات
وسيد الشجر
النخيل[ص13]
لتوصله بعد ذلك إلى لحظة البوح الذي ينزف وجع السنين التي حولته من مطارد في بيته، إلى مهاجر حيث لا وطن، إلى الغربة، وضياع ملامح الأهل والأحباب والنخل والتراب وتنور الأم وأهازيج الوالد، وصولا إلى حيث تتربع السماوة على شغاف قلبه يعيش ليلها مع من يحب من الأصدقاء:
وعن السماوة
والظباء الفاتنات
.
.
وحدي وقاسم كنت في قصر الغدير
مهرولين وراء قافية
ونطنب في الحديث عن البلاغة والبيان[ص14]
وحتى هذه الرفقة تكاد تنتهي مثلما انتهت مسيرة وجعه ليعود وحيدا:
قبل انتصاف الليل
آذن بالذهاب إلى جنائن بيته الضوئي قاسم[ص14ـ15]
ولأنه شاعر أدمن التوجس، فهو الذي يعرف الوحدة ويجيد اللعب على أوتارها الحزينة:
فاقترحتُ عليَّ أن أبقى معي
لأعيد ترتيب الهموم
عساي أطفئ من حرائقها القليل[ص15]
هذه العسى التي لم يتحقق حلمها يوما وما زادته إلا غربة وتألما، دفعته عنوة ليفك الارتباط بأمس لم يورثه سوى الندامة والتوجع:
فاحزم فؤادك
وأخلع الأمس المقرح من كتاب اليوم
وأدخل آمنا غدك
الجميل[[ص17]]]
ولكن حضارات الأمس التي يتصارع موروثها في يقينه دفعه لأن يخلع عنه سطوته عسى أن يكون هو؛ الذي يعرف نفسه ولكنه سرعان ما أدرك أن زواجه بالموروث زواج نصارى لا انفصال فيه فأنشج:
اليوم قد أكملت عشقك، قال عشقائيل باسم
السومرية
وارتضيتك أن تكون لي الرسيل[[ص17]]
إينانا وكل ربات اليوم اللائذ بالظلمة، الغائر في عمق التاريخ لم تفارق محياه، فرسم صورا أخرى لميلاد إينانا[[ص18]]ُ] التي توحدت بأرض السماوة:
في أرض السماوة
يوم حط على سريري
هدهد البشرى بأول زخة عذراء
من مطر الهديل
فثملت من خدر
فما أدري أكان الوقت صبحا
أم أصيل
كل الذي أدريه أني صرت غيري
لم يعد حجرا جناحي
والسماء قريبة مني[[ص21]]
وعلى مر القوافي كانت السماوة هي إينانا التي يبثها الجوى، بعد أن نجح في خلط الماضي بالمستقبل في لحظة حاضر مترع بذكريات الطفولة والشباب:
خلعت خريفي
فارتديت من الفصول
ربيع إينانا المسيج
بالفصيل
فإذا ببادية السماوة واحة
والنهر طرز بالزوارق
والضفاف تفيض بالنسم
العليل[[ص23]]
تتردد إينانا وكأنها أيقونة العشق السومري التي اتخذها السماوي حرزا، فهي: “تحتال إينانا على قلقلي…فتشغلني برشف ندى زهور اللوز” وهو حتى حينما يكون: “بشغل عن هموم الأمس.. أقطف ما أشاء من القطوف الدانيات..فحيت ملت إلى يديَّ قطوف إينانا تميل”[[ص26]]]
ورسم صورا أخرى لوصايا إينانا[[ً27]]] التي رسم من خلالها صورة واضحة الرتوش له شخصيا وللأخلاق السامية التي يحملها، وتحدث عن فردوسها بعنوان “قبل دخولي فردوسها”[[ص35]]]
سألتني قبل أن تدخلني فردوسها الأرضي
إينانا
وترضاني نديما
سادن المحراب
محراثا لتنور رغيف الانتشاء
ما الذي أغواك بي؟
قلت:
الذي أغوى بـ”شامات” فتى الغابة أنكيدو
وأغوى الملك الجبار كلكامش
عن العشب الذي ينجيه
من ذئب الفناء[[[ً35]]]
أما في “الوصية”[[ص42]]] فتجد حوارا بين السماوي وإينانا:
أذكر يوما سألتني إينانا
ماذا توصي حين تموت؟
قلت
سأطلب أن يوسع قبري شبرين
وأن ينسج لي كفن خوصا
ومن الجريد التابوت
ويعطرني منك زفير
وهديل يلبسني ثوب سكوت
وفي هدهد البشرى[[ً42]]] اعتبر إينانا هدهد البشرى الذي أنبأني .. من بعد غي.. أنني صرت رسول العشق.. في وادي المنى.. معجزتي .. المشي على صدرك، لا البحر.. بخفي شفتي[[ص48ـ49]]
انزوى بعد ذلك ليتضرع في محرابها:
للسومرية ربة الأمطار/ والعشب/
والجمال/ العشق، إينانا طباع النهر
حين تسير
تأبى الالتفات إلى الوراء[[[ص51]]]
وفي حديثه عن حبل إينانا[[ص61]]] وعن المطر الذي ألجأه إلى الدخول لحانة ليجلس قرب موقدها وقدوم النادلة إليه:
شقت قميص الصمت نادلة
فألقت بالتحية
وانحنت
فرأيت من شق القميص حمامتين
ومس وجهي، أو يكاد يمسه طرف الجديلة
وضعت امامي قهوة تركية
واستدركت
هل من مزيد؟
قلت: قطعة سكر أو قبلة
ضحكت
وكادت أن تمد فما إلي
وأردفت
شفتاي أم مقلي الكحيلة[[[ص62ـ63]]]
ومن ثم دعوة النادلة له ليبيت لديهم، تذكر إينا وكأنها ترقب كل حركة يأتي بها:
أوشكت لولا
فارتجفت
ظننت إينانا تراقبني
فخفت عليَّ
من نزق الكهولة
فيم ارتجافك
قلت
من قلبي يشي بي عند إينانا
فإن الله
خص لكل رب سومري مثل إينانا رسوله[[[ص65ـ66]]]
ثم بعد أن تحدث عن بيع عروة بن الورد حصانه، وشمشون الذي اشترى جارية ليهرب من دليلة، أراد ان يصرح بحقيقة علاقته بإينانا فقال:
وأنا اعتصمت بحبل إينانا
أبشر بالبيادر جثة الصحراء
والأنعام والمرعي
ومملكة العوانس والطفولة[[[ص70]]]
وفي حزمة قصب سومري[[ص79]] تحدث عن إينانا واحدة وعن شامات، كلكامش، انكيدو، أوروك، وخمبابا، ومن خلال ذلك أراد ان يصف ساعات القهر التي مرت به:وأنا حافي القلب
أفتش عني
منطفئ العينين
نداماي الأموات
حين رأتني
ذات سماوة حزن
أتوسد مشحوفا مهجورا
.
.
هبطت إينانا منقذة
فغدت دجلة
وأنا صرت
فرات[[[ص82]]]
وفي شراب من هديل[[[ص85]] نسب إلى إينانا أنها هي التي أبدلت بؤسه نعيما:
قبل أن تومي لي
أن أدخل الفردوس إينانا
وتسقيني شرابا من هديل
ورغيفا من حنين
كنت سجاني وسجني
وسجيني
وعدوي في حروبي
بين عقلي وفؤادي
ويساري ويميني
أعرف الله
ولكن
لم أكن أعرف ديني[[[ً85ـ86]]
أما في أزف الوداع[[[ص94]] فإنه جمع كل ما لديه ليقيم لإينانا مأدبة:
فأقمت مأدبة
على شرف التي أحيت رميم الطين إينانا[[[ص95]]] فقابلته بالإحسان:
مدت إلي بعشقها طوق النجاة
وكنت قاب الجمر أو أدني
من الحطب المهيأ للحريق[[[ص97]]
لقد كانت إينانا ذلك الرمز التراثي القديم الذي قدسته حضارات العراق هي اللقطة الرائعة التي وظفها السماوي في مجموعته هذه لتكون التاريخ والجغرافية والوطن والبيت والحبيبة والحياة كلها، كانت الملاك الحارس الذي يتنقل معه في مغامراته التي قادته بعيدا ليبقى سنينا يذرف الدمع على السماوة التي كانت يعبدها وكل ما يحبه فيها من أهل وخلان، وهي كانت ما أراد قوله في خلاصة الحياة[[ص111]]
منذ دهر
وأنا أركض وحدي
في سباق الفوز بالجنة او بئس المصير
مرة يسبقني الليل وأخرى أسبق الصبح
وفي الحالين
وحدي أركض الأشواط مجهول المصير
ليتني أعرف هل كنت بها الأول؟
أم كنت الأخير؟
آخر ما أريد التطرق إليه هو أن شعر السماوي فاز في كثير من الملتقيات العربية والعالمية الكبرى على مدى سنوات، ومن ذلك فوز ديوانه “قلبي على وطن” بجائزة الملتقى العربي في أبها عام 1992
فوز ديوانه “هذه خيمتي .. فأين الوطن” بجائزة الإبداع الشعري برعاية جامعة الدول العربية عام 1998 وعام 2008
فوز ديوانه “نقوش على جذع نخلة” جائزة البابطين لأفضل ديوان شعر عام 2008
فضلا عن فوز السماوي بجائزة دار المنهل للقصيدة العربية وعدة جوائز أخرى منها درع ديوان العرب للعام 2007.
مجموعة نهر بثلاث ضفاف صدرت في حزيران 2019 عن دار تموز ديموزي، لوحة الغلاف بريشة الفنان عبد الله الشيخ، وهي من إصدارات مؤسسة المثقف العربي/ أستراليا بواقع 146 صفحة لا يمكنك تجاوز إحداها، وستجد نفسك مجبرا لإعادة قراءة كل صفحة منها مرات ومرات.
(*) من الذين كتبوا عن تجربة السماوي الأدبية:
الدكتور علي جواد الطاهر، الدكتور عبد الملك مرتاض، الدكتور عبد العزيز المقالح، الدكتور عبد الله باقازي، الدكتور غازي القصيبي، الدكتورعبد العزيز الخويطر، الدكتور جميل مغربي، الدكتور حسن فتح الباب، الأستاذ يس الفيل، الأستاذ فاروق شوشة، الدكتور محمد جاهين بدوي، الأستاذ حسين الغريبي، الدكتورة فاطمة القرني، البروفيسور توماس شابكوت، الأستاذ روب ووكر داون كولسي، الأستاذ انطوان القزي، الأستاذ شوقي مسلماني، وكثيرون غيرهم.