السيمر / فيينا / الثلاثاء 29 . 10 . 2019
د . ابراهيم الخزعلي
ان ما يحدث اليوم على الساحتين ، العراقية واللبنانية في آن واحد وفي التوقيت نفسه ، وبنفس السيناريو ، هو مؤامرة أخرى من المؤآمرات ( الصهيو – امريكية ) بالتعاون المشترك مع قوى الشر والعدوان في العالم عامة والدول الأقليمية خاصة ، بالأضافة الى ضعاف النفوس ومدفوعي الثمن في الداخل ، المندسين بين صفوف الجماهير ، فقامت المخابرات الأمريكية والموساد الأسرائيلي بتأجيج الشارع العراقي والشارع اللبناني من خلال الفيس بوك ومواقع التواصل الأجتماعي والجيوش الألكتورونية المنظمة فيها ، باستغلال معاناة الناس وبالخصوص الشباب منهم ، الناتج عن سوء إدارة المؤسسات الحكومية والفشل في تلبية إحتياجات المواطنين ومستلزمات الحد الأدنى للعيش الحر الكريم في الحياة ، فجعلت تلك القوى الخارجية المتآمرة ، من نقاط الضعف هذه في هذين البلدين ( العراق ولبنان ) لتكون اساس الفتنة ، والفتيل الذي تشعل به نار الحرب الأهلية بين الأخوة وابناء الوطن الواحد ، وتريد من وراء كل ذلك اسقاط الحكومات ، حتى تعم الفوضى ، وكما يقال ( كلمة حق يراد بها باطل ) .
أما السبب الحقيقي وراء ما يجري هنا وهناك ، هو ما تريده امريكا واسرائيل أن تبقى هذه الدول ذليلة وخاضعة وبلا ارادة ، حتى تقمع كل من يقف بوجه الكيان الصهيوني الغاصب ، وفي المقدمة ايران التي تدعم المقاومة ، وكذلك الحشد الشعبي وحزب الله اللبناني …
وخير دليل هو العدوان الأسرائلي على مواقع الحشد الشعبي في العراق ، وتصريحات المسؤولين الصهاينة بشأن السيد علي السيستاني والفتوى المقدسة التي اعلنها من أجل الدفاع عن أرض العراق وشعبه ، التي ألحقت الهزيمة بقوى الشر والعدوان الداعشي ، تلك الشراذم الضالة التي استقطبتها من كل بقاع الأرض ، فأنشأت منها منظمة ارهابية متوحشة تعبث في الأرض فسادا وتسفك الدماء البريئة ، وذلك كله بواسطة وكالات المخابرات ( الصهيو- امريكية) .
فما على الشعبين الشقيقين العراقي واللبناني وكل القوى الخيرة والواعية إلاّ الحيطة والحذر من الأنجرار الى العنف والعنف المضاد ، الذي يؤدي الى سفك الدماء !
وفي الجانب الآخر تقع المسؤلية الكبرى على حكومتي البلدين العراق ولبنان في تلبية المطالب المشروعة للجماهير ، ومحاربة الفساد والفاسدين قبل فوات الأوان ، حيث تكون النتيجة هي الذل والهوان ، وتتحقق بذلك اماني اعداء الأمة وتنجح مخططاتهم التآمرية الخبيثة …