السيمر / فيينا / الاربعاء 11 . 03 . 2020 —- أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا المستجد (COVID-19 ) أصبح “جائحة” أو وباء عالميا. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده المدير العام للمنظمة في جنيف، اليوم الأربعاء.
وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غبريسوس، المدير العام للمنظمة، إن الأسبوعين الماضيين شهدا زيادة في عدد حالات الإصابة بالفيروس خارج الصين بـ 13ضعفا، وزاد عدد البلدان المتضررة ثلاثة أضعاف.
وأشار إلى أن هناك الآن أكثر من 118،000 حالة في 114 دولة، وفقد 4،191 شخصا حياتهم، فيما يصارع آلافٌ آخرون من أجل حياتهم في المستشفيات.
وأعرب المسؤول الأممي عن قلق عميق إزاء كل من المستويات المقلقة للانتشار وشدته، والمستويات المقلقة للتقاعس عن العمل. وأضاف:
“في الأيام والأسابيع المقبلة، نتوقع ارتفاعا أكثر لعدد الحالات وعدد الوفيات وعدد البلدان المتضررة. تقوم منظمة الصحة العالمية بتقييم هذه الفاشية على مدار الساعة”.
الجائحة ليست كلمة تستخدم باستخفاف أو بلا مبالاة
وقال الدكتور تيدروس إن “جائحة ليست كلمة تستخدم باستخفاف أو بلا مبالاة. إنها كلمة، إذا أسيء استخدامها، يمكن أن تسبب خوفا غير معقول، أو قبولا غير مبرر قد يشير إلى أن المعركة قد انتهت، مما يؤدي إلى معاناة وموت غير ضروريين.
وشدد على أن وصف الوضع بأنه جائحة لا يغير تقييم منظمة الصحة العالمية للتهديد الذي يمثله هذا الفيروس، ولا يغير ما يجب على الدول فعله.
وذكر الدكتور تيدروس أن منظمة الصحة العالمية ظلت في وضع الاستجابة الكاملة “منذ إخطارنا بالحالات الأولى.” وأضاف:
“لقد بقينا ندعو الدول كل يوم إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وأكثر صرامة. لقد حذرنا بصورة واضحة.”
أكثر من 90% من الحالات في أربعة بلدان فقط
وذكر الدكتور تيدروس أن من بين 118 ألف حالة تم الإبلاغ عنها على مستوى العالم في 114 دولة، يوجد أكثر من 90% من الحالات في أربعة بلدان فقط. اثنان من هذه البلدان – الصين وجمهورية كوريا – تشهد انخفاضا كبيرا في الأوبئة.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية إن 81 دولة لم تبلغ عن أي حالات، و57 دولة بلّغت عن 10 حالات أو أقل، مشددا على أنه لا يزال بإمكان جميع البلدان تغيير مسار هذا الوباء.
وأضاف أن عدة دول أثبتت أنه يمكن قمع هذا الفيروس والسيطرة عليه، مشيدا بالتدابير التي يجري اتخاذها في إيران وإيطاليا وجمهورية كوريا لإبطاء الفيروس والسيطرة على الأوبئة. وأضاف:
“نحن نعلم أن هذه التدابير تؤثر سلبا على المجتمعات والاقتصادات، تماما كما حدث في الصين. يجب على جميع البلدان تحقيق توازن جيد بين حماية الصحة، والتقليل من الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية، واحترام حقوق الإنسان.”
المرض ليس مجرد أزمة صحية عامة، إنه أزمة تمس كل القطاعات
وذكر الدكتور تيدروس أن ولاية منظمة الصحة العالمية هي الصحة العامة، لكن المنظمة تعمل مع العديد من الشركاء في جميع القطاعات لتخفيف الآثار الاجتماعية والاقتصادية لهذه الجائحة.
وأشار إلى أن هذه الأزمة “ليست مجرد أزمة صحية عامة، إنها أزمة تمس كل قطاع” داعيا إلى إشراك كل قطاع وكل فرد في المعركة ضد هذه الجائحة.
استراتيجية شاملة لمنع العدوى
وجدد مدير وكالة الصحة الأممية دعوته إلى الدول باتباع نهج كامل، يشمل الحكومة والمجتمع، مبني على استراتيجية شاملة لمنع العدوى وإنقاذ الأرواح وتقليل التأثير.
ولخص الدكتور تيدروس هذه الاستراتيجية في أربعة مجالات رئيسية:
- أولا، الجهوزية والاستعداد.
- ثانيا، كشف وحماية وعلاج.
- ثالثا، تقليل انتقال العدوى.
- رابعا، والابتكار والتعلم.
ودعا الدكتور تيدروس جميع البلدان إلى تفعيل وتوسيع آليات الاستجابة لحالات الطوارئ الخاصة بها، من خلال التواصل مع الناس حول المخاطر وكيف يمكنهم حماية أنفسهم، البحث عن كل حالة وعزلها واختبارها وعلاجها وتتبع كل اتصال، تجهيز المستشفيات، وحماية وتدريب العاملين الصحيين.