الرئيسية / مقالات / ستلاحقكم لعنة عبد المهدي ودماء القادة الشهداء

ستلاحقكم لعنة عبد المهدي ودماء القادة الشهداء

السيمر / فيينا / الاحد 12 . 04 . 2020

عدنان فرج الساعدي

في لقاء معي في برنامج شباب NEXT الذي بث من قناة العهد الفضائية قبل فترة قصيرة قلت إن التظاهرات الشعبية أختطفت والمختطف هنا ليس جهة واحدة بل جهات متعددة من أقصى اليمين الى أقصى اليسار وكلاً له مراميه وتطلعاته وطموحاته سواء كانت مرتبطة بمخططات والاعيب دول كبرى أو لمصالح حزبية وشخصية ونفعية محظة أو نكاية شخصية بعبد المهدي.
عبد المهدي ومن خلال علامات النجاحات التي ظهرت في بدايات عمله خلال الاشهر الاولى من تسنمه المنصب عمل وفق منهج رجل الدولة لا رجل الازمات او التصريحات العنترية الفارغة وتأسيس جيوش الكترونية تهاجم ذاك وتنتصر لذاك ومن اموال الدولة .

فخلال الفترة الوجيزة من حكمه رأينا ارتفاعاً في انتاج النفط الخام وانتاج المصافي وانتاج الغاز وانتاج الكهرباء وكان الناتج المحلي الإجمالي قد ارتفع لنسبة 27% وكان يخطط للخلاص من منهج الدولة الريعية على مدى سني حكمه الاربعة المفترضة .

وبما ان الرجل اقتصادي من الدرجة الاولى فقد رمى ببصره الى دعم الزراعة والقطاع الخاص ورأينا ارتفاعاً كبيرا وهائلا وبنسب قياسية ضخمة في انتاج الحنطة والشلب والشعير .
وانسحب هذا الامر على باقي الخضروات التي ملأت الاسواق العراقية فيما زاد انتاج البيض والدجاج واللحوم الحمراء والحليب ومنتجات الالبان نتيجة سياسة اقتصادية وكمركية مدروسة عملت عليها وزارات الصناعة والزراعة والمالية وغيرها .

بل أن المتتبع يرى ان الانجاز كان واضحاً في انخفاض جرائم الخطف وجرائم السطو المسلح فيما انخفضت نسبة الفقر من 23 % الى 19% ونسبة البطالة من 22% الى 14%

وبعد 17 سنة استطاع عبد المهدي أن يتخلص من عقدة المنطقة الخضراء فنقل مكتبه الى خارجها وبالتحديد في منطقة العلاوي قرب جامع ابن بنية ليتخذ مقر المجلس الوطني مكاناً لعمله . ثم فتحت الشوارع والمناطق المغلقة وترفع اكثر من 70 سيطرة مما ادى الى انخفاض الازدحامات بنسبة 23% . مع فتح مطار بغداد الدولي لوصول المسافرين الى صالات المسافرين .

وبغية هيكلة الحشد الشعبي وجعله مؤسسة قائمة بذاتها تابعة للقائد العام للقوات المسلحة فقد اصدر أمراً ديوانيا حدد فيه المهام الواجبة وعمل على اتمامها ومنح منتسبيها الحقوق الكاملة فيما عمل على توطين الرواتب في المصارف كي ينعدم الفساد والفضائيين .

ولما رأى الرجل ان موازنة الدولة المالية بما فيها من أعباء ورواتب واعتمادها على النفط المصدر لا تستطيع ان تلبي حاجات المجتمع في قطاعات الخدمات والسكك الحديد والاسكان والشؤون الاجتماعية والصحية والزراعية وغيرها اتجه الى العملاق الصيني والذي يمكن ان يسير هذه القطاعات في قبال المشاركة معهم في مشروع طريق الحرير والذي تشارك فيه اكثر من 60 دولة وهنا ثارت ثائرة الذين يعتاشون على اموال الوزارات ومناقصاتها من الاحزاب المشاركة بالرغم من رفعها رايات الاصلاح والوطنية ومصالح الفقراء ووو .

فمنهم من اعلن عن تظاهرات كبرى معارضة لمنهجه وهو في قرارة نفسه منزعجا للغاية من عدم توزير من رشحه للمنصب الفلاني وأخر يصرح اننا لم نرى شيئاً من عمله في سنة كاملة وهو عمل جاهداً ليستولي على معظم المناصب المهمة بدعوى مكافحة الدولة العميقة فيما يريد ان يحصل هو على الدولة العميقة وثالث جيش جيوشه الالكترونية لتسخف أي عمل يقوم به الرجل .والغريب انه يرفض وبشكل قطعي أي دعم لاعلاميين او قنوات فضائية او منصات لبيان حجم العمل الذي تقوم فيه حكومته لا لاجل تلميع صورته كما عمل سابقوه في المنصب .

وبعد أن تم فتح معبر البوكمال على الحدود السورية ورفضه حل الحشد الشعبي وعدم استقباله لترامب عندما زار قاعدة عين الاسد في الانبار ومعارضته لصفقة القرن وتوطين الفلسطينين المهجرين في العراق وطلب ترامب بحجز نصف الاحتياطي العراقي من النفط حركت الادارة الامريكية أذنابها لاختلاق موضوعة التظاهرات وقيام الجوكر بقيادتها وتهديد مؤسسات الدولة وحرق بناياتها وضرب مقرات الحشد الشعبي والاصطدام بالقوات العسكرية الحكومية مما جعل البلاد في فوضى عارمة .

وركب الاخرون الذين أشرنا اليهم في أعلاه التظاهرات وجعلوا من انفسهم جزءاً منها والغريب ان المتظاهرين يرفعون شعارات ازالة الطبقة السياسية بالكامل فيما ان هؤلاء من هذه الطبقة ويشاركون في التظاهرات ؟
واليوم رأيناهم وهم يحضرون تكليف مصطفى الكاظمي الصحفي المغمور والمرتبط بعلاقات متينة مع الادارة الامريكية وهم في غاية الارتياح وهذا الكاظمي دعمته واشنطن بالقوة ليكون على رئاسة جهاز المخابرات العراقي في عهد الدكتور حيدر العبادي ..

لقد تأمروا على عبد المهدي واسقطوه أرضاً عبر فضائيات البزاز والكربولي واخرون ممن لم يحصلوا على مرادهم من عبد المهدي أملين أن تكون لهم مواقع ومناصب مهمة في الحكومة التي تأتي بعده لذلك انبرى ايضاً العديد من المحللون السياسيون للاصطفاف مع الجوكر والتنديد بحكومة عبد المهدي ليلا ونهارا
إنهم يأملون خيراً وترى وسائلهم الاعلامية مستبشرة وفرحة بالكاظمي الذي قد لا ترى حكومته النور.
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين …. ستلاحقكم لعنة عبد المهدي ودماء القادة الشهداء وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ

اترك تعليقاً